بعد سبات طويل. استيقظ ضمير فرنسا تجاه المجازر التي ترتكب ضد الفلسطينيين. وانتقلت باريس من مرحلة الشجب والادانة. إلي اتخاذ مواقف علي أرض الواقع تجاه الاحتلال. كان آخر موقف هو قيام شركة المواصلات الفرنسية "ألستوم". برفض المشاركة في مشروع القطار "التهويدي" الخفيف في القدسالمحتلة. لاعتبارات تتعلق ب "انتهاك حقوق الإنسان. المرتبطة بشكل أساسي بالصراع "الفلسطيني - الإسرائيلي". مما آثار غضب حكومة الإحتلال معتبرة أن هذا الرفض يعكس رأي الحكومة الفرنسية نفسها وليس شركة المواصلات فقط. سبقت الشركة الفرنسية ثلاث شركات هندسية عالمية وهي "بومباردييه" الكندية و"ماكواري" الأسترالية و"سيمنز" الألمانية الانسحاب من نفس المشروع. وذلك بضغط من حركة "مقاطعة إسرائيل". يعتبر إنسحاب الشركات العالمية صحوة إدراك أن الاستثمار في انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي وحقوق الإنسان وتمكينها. ليس غير قانوني وغير أخلاقي فحسب. بل يسئ للأعمال التجارية أيضاً. بعد مرور عام علي نقل السفارة الأمريكية إلي القدس. تظهر عمليات انسحاب هذه الشركات أن حقوق الإنسان ما زالت تتفوق علي الدعم الأمريكي للفصل العنصري الإسرائيلي. الانسحاب من المشاريع علي الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل شركة فرنسية لا يعد الأول. فقد قامت شركة "سافاج" عام 2015 بإلغاء مشاركتها في مشروع إنشاء القطار المعلق "تلفريك" في القدسالشرقية. بعد تحذيرها من "أبعاد هذا المشروع" من قبل وزارتي الخارجية والمالية الفرنسية. كما تنصلت شركة "بوما" الفرنسية الشهيرة من المشروع. بعد أن ذكر اسمها كمشاركة فيه. في نفس العام قامت شركة إتصالات عالمية شهيرة بوقف تعاملاتها مع شريكها الاسرائيلي الذي يملك 25% من الأسهم في نفس الشركة. معتبرة الاستيطان غير شرعي وعقبة كبيرة أمام تحقيق أية عملية سلام. بدأت شرارة التوتر في العلاقات بين فرنسا وإسرائيل في شهر إبريل الماضي. عقب احتجاج باريس علي اقتطاع الأخيرة أموالا من مبالغ المقاصة التي تعود إلي خزينة السلطة الفلسطينية. وتقتطع إسرائيل هذه الأموال بحجة أن السلطة تصرفها رواتب لأسر الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وعائلات الشهداء الذين ارتقو في عمليات ضد الاحتلال. واستدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية في نهاية إبريل الماضي. سفيرة فرنسا في إسرائيل هيلين لو جال. لتوبيخها من قبل نائب المدير العام لأوروبا بوزارة الخارجية روديكا راديان جوردون. بعد أن أشار سفير فرنسا المتقاعد في واشنطن جيرار آرو إلي إسرائيل باعتبارها "دولة فصل عنصري" خلال مقابلة صحافية خصها لمجلة "اتلانتيك" الأمريكية مع انهائه عمله الدبلوماسي.