أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي. أن الدول العربية والأفريقية يجمعها تاريخ مشترك. أبرزته العديد من القمم السابقة. وتجسد سابقًا في التعاون بين حركات التحرر الوطني في مقاومة الاستعمار الأجنبي. وقال الرئيس السيسي خلال فعاليات المائدة المستديرة "وادي النيل ممر للتكامل الأفريقي والعربي". أمس. علي هامش ملتقي الشباب العربي والأفريقي بمدينة أسوان - إن "فكرة التقارب العربي الأفريقي ليست حديثة. ولكنها موجودة منذ الآباء المؤسسين للاتحاد الأفريقي. حيث عقدت 4 قمم مشتركة خلال ال40 سنة الماضية. واستضافت مصر أول قمة تحت رعاية الرئيس الراحل أنور السادات في شهر مارس لعام 1977 بالقاهرة. لافتا إلي أن القمة "شهدت حضورا كبيرا من جانب الدول العربية والأفريقية في هذا الوقت. وخرجت بعدة مقررات". وأضاف. "عندما أشاهد تلك الخلفية للقمة. وجدت أن المقررات التي نستخلصها دائما تكون أحلامنا وآمالنا فيها كبيرة جدا. ثم بعد ذلك أمضينا 33 عاما لا نلتقي ثانية علي مستوي القمة العربية الأفريقية. إلي أن عقدت القمة الثانية في عام 2010 في مدينة سرت في ليبيا. والتي شهدت أيضا حضورا ضخما علي المستوي العربي والأفريقي. وانعقدت في عام 2013 القمة العربية الأفريقية الثالثة في الكويت. وعقدت آخر قمة عام 2016 في مالابو "عاصمة غينيا الاستوائية" . لافتا إلي أن القمة القادمة ستُعقد في "العاصمة السعودية" الرياض. وحذر الرئيس السيسي. من خطورة وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الحديثة وقدرتها علي استهداف الدول. مشيرًا إلي أنها تمثل تحديات كبيرة ليس علي المستويين الأفريقي والعربي فحسب. وأكد "السيسي". أن الاستقرار في القارة الأفريقية ليس هدفًا قاريًا فقط ولكنه استراتيجي. مشددا علي أن الاستقرار في المنطقة العربية لا بد وأن يأخذ تقدير واهتمام وجهود الحكام والمسئولين والإعلاميين. في توعية الشعوب بعوامل الزمن والظروف التي تمر بكل دولة وتأثيرها علي إمكانية تحقيق الآمال المرجوة. وأردف قائلًا: " نحن أشقاء ومصيرنا مرتبط ببعضه البعض بشكل أو بآخر. وبالتالي لا بد وأن نعي أن الاستقرار والأمن فرصة. احذروا من هدرها لأننا قبل ما نتكلم عن تكامل وتواصل عربي أفريقي ومشروعات عربية أفريقية يجب الحذر بشأن استقرار بلادكم ".. قائلا: "استقرارنا استثمارنا". وشدد علي أن مخاطر الصراعات السياسية في دولنا تحتم علينا الانخراط في برامج تستهدف توجيه وتحفيز عقول الشباب. مطالبا بضرورة تجاوز كل التحديات التي تعوق التكامل والتعاون. وشارك في المائدة المستديرة. السفيرة نميرة نجم المستشار القانوني للاتحاد الأفريقي. والشيخ راشد الشمسي النائب الأول لرئيس اتحاد البرلمان العربي. والسيد يوسف بن عودة مدير مشاريع تقنية المعلومات من السعودية. وحمزة أترونة رئيس بلدية مؤاب بالكرك في الأردن. وجاكيزا ألفيرا باحثة سابقة في مشروع دعم الشراكة الأفريقية الأوروبية. وزكريا دياباتي الرئيس السابق لاتحاد الطلبة الأفارقة في مصر. والدكتورة هبة البشبيشي المتخصصة في الشئون الأفريقية. وعبد اللطيف فاروق الباحث في مجلس النواب المتخصص في الشأن الأفريقي. والسيد طارق بابقري عبد السلام أمين العلاقات الخارجية بأمانة شباب حزب المؤتمر الوطني السوداني. وميشيل جوندو أخصائي العلاقات الدولية بزيمبابوي. وحسام الدين محمود عضو تنسيقية شباب الأحزاب وأمين شباب حزب مصر بلدي. وتوجهت الدكتورة هبة البشبيشي المتخصصة في الشئون الأفريقية بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي لجهوده المكثفة لعودة مصر القوية للقارة الأفريقية. مؤكدة أن الرئيس لديه حس سياسي وأمني وثقل إنساني فيما يخص القضايا الأفريقية. وقالت البشبيشي. إن "القضايا الأفريقية تعتبر محل اهتمام من الرئيس السيسي. موضحة أن مؤسسة الرئاسة بذلت مجهودا كبيرا لمواجهة إشكالية تعليق عضوية مصر بالاتحاد الأفريقي. مما ساعد علي إعادة مصر إلي صدارة العمل الأفريقي. وأضافت الدكتورة هبة أن عودة مصر إلي أفريقيا منظمة وذات أهداف. مشيرا إلي وجود رؤية مصرية شاملة. مع توافق الأهداف بين رؤية مصر 2030. ورؤية أفريقيا 2063. وأكدت وجود تحديات كثيرة تواجه أفريقيا والدول العربية منها مواجهة الإرهاب. وعملية الهجرة غير الشرعية. مشددة علي وجود توحد عربي أفريقي في التحديات. ولكن لا يوجد توحد عربي أفريقي في الأهداف. وقال عبد اللطيف فاروق الباحث في شئون مجلس النواب إن التكامل العربي الأفريقي حتي الآن لم يصل إلي المستوي المنشود مقارنة بالعوامل المحفزة والعديدة التي يمتلكها العالم العربي والقارة الأفريقية. وأضاف فاروق أن العالم العربي والقارة الأفريقية لديهما العديد من العوامل المحفزة منها التداخل والتناسق الجغرافي والذي خلق نقاط تلاق حضارية أسهمت في صياغة ثقافة عربية وأفريقية مشتركة وأسهمت أيضا في خلق تاريخ مشترك. وتابع أنه من الناحية الاستراتيجية أن العالم العربي والقارة الأفريقية كل منهما يمثل عمقا استراتيجيا ومجالا حيويا للآخر وفي ضوء هذه العوامل المحفزة نجد دائما في العالم العربي والقارة الأفريقية ضرورة ملحة حتمية لإيجاد مظلة أمنية وسياسية مشتركة ترعي التكامل العربي الأفريقي. وقال إنه علي المستوي الأمني فنحن في العالم العربي والأفريقي نواجه تحديات جسيمة مشتركة تصل إلي حد التطابق. لافتا إلي أن هناك تحديا رئيسيا تواجهه الكثير من الدول العربية والأفريقية هذه السنوات وهو خاص بشيوع ظاهرة عدم الاستقرار السياسي وتهديد بنية وتماسك الوطنية. وأشار إلي أنه في الآونة الأخيرة شهدت الكثير من الدول العربية والأفريقية حالة من الاستهداف الممنهج والمنظم للدولة الوطنية ومؤسساتها عبر افتعال وحدوث أزمات داخلية تتدرج في خطورتها لتصل إلي حد الحرب الأهلية. وقال ممثل المملكة العربية السعودية في ملتقي الشباب العربي والأفريقي يوسف بن عودة. إن من أهم الفرص للقارة الأفريقية مشروع "نيوم" الكائن في الشمال الغربي للمملكة والذي يحظي بأهمية اقتصادية لكونه يربط بين ثلاث قارات. كما يعتبر بوابة شرقية للقارة الأفريقية بحدود 1000 كيلو متر من الحدود المصرية. منوها في الوقت ذاته بأنه من أهم المشاريع في المنطقة. وأضاف بن عودة أن البنية التحتية من الفرص المهمة للتكامل الاقتصادي العربي والأفريقي. وتوفير بنية تحتية جيدة تخضع للصيانة والأمن وفقا للمعايير العالمية. بالإضافة إلي الاستثمار في الأراضي الزراعية والمعادن الثورة السمكية والحيوانية لتعزيز الأمن الغذائي ونشر الثقافات المجتمعية للقارة الأفريقية. قال الشيخ راشد الشمسي. النائب الأول لرئيس اتحاد البرلمان العربي. إن الحوار هو الذي يزيد فرص التوافق والاستثمارات المشتركة بين الدول العربية والأفريقية. إضافة إلي الضوابط والتشريعات والقوانين التي تسن لأجل التكامل الاقتصادي بين الدول العربية والإفريقية. وأضاف الشمسي أن اللجنة الاقتصادية في البرلمان العربي من ضمن مهامها التبادل التجاري الحر ما بين الدول العربية والأفريقية. وهذا من الممكن أن يأتي بنتائج مثمرة لأنها ترفع إلي القادة العرب وهم الذين يقررون هذه التشريعات بأنفسهم. قالت نميرة نجم. المستشار القانوني للاتحاد الأفريقي. إن ما يجمع المواطنين العرب والأفارقة أكثر مما يفرقهم. حيث إن الروابط التي تربط الجانبين كثيرة. خاصة دول شرق أفريقيا والجزيرة العربية» مشيرة إلي أن هذه الروابط أسس ثابتة يمكن البناء عليها لبناء مزيد من التقارب بين الجانبين. وقال حمزة أترونة رئيس بلدية مؤاب الكرك في الأردن. إن حالته كأصغر رئيس بلدية في الأردن نابعة من إرادة سياسية للملك عبد الله بن حسين الثاني لتمكين الشباب. حيث تم خفض سن الترشح للانتخابات إلي 25 عاما. ما يعتبر بمثابة رسالة وجهها الملك إلي الشباب الأردني. وقال أترونة رئيس بلدية مؤاب بالكرك إنه تم تفعيل وحدات تمكين المرأة في المؤسسات الأردنية ومنها بلدية مؤاب الكرك طبقا لتوجيهات جلالة الملك. من جانبها. أكدت جاكيزا ألفيرا. باحثة سابقة في مشروع دعم الشراكة الأفريقية الأوروبية. أن هناك تحديات تواجهها المرأة الأفريقية والعربية. فهي محور الأسرة. ولكنها الشخص الأول الذي يواجه العديد من الصعوبات. مثل عدم تمكنها من الحصول علي الموارد الأساسية. من التعليم والصحة. والبطالة وعدم التكافؤ وعدم العدالة وعدم الاحترام من الرجال". وقالت إن "هناك نساء تعاني من عدة أمور مثل الختان. لافتة إلي أن هناك عدم مساواة تعود إلي المعايير والتقاليد الاجتماعية. وهذا ما يجب أن نواجهه. وفقا لواقعنا واختلافاتنا الثقافية. وقال الرئيس السابق لاتحاد الطلبة الأفارقة في مصر زكريا دياباتي "إنني درست في مصر ولاحظت الكثير من التغيرات والتقدم في الواقع فيما يتعلق بالمنح المقدمة للطلاب الأفارقة والعرب". مشيرا إلي أن هناك نحو 16 ألف طالب أفريقي يتمتعون بهذه المنح والبعثات. وأعرب عن أمله في زيادة عدد المنح الدراسية للطلاب الأفارقة والتي ستعمل علي زيادة إمكاناتهم وفرص التوظيف والتي هي من أحد العوامل المهمة للجميع. وأكد دياباتي أن الشباب هم الحاضر ومستقبل القارة وأن كل أمور اليوم تخصهم وهم من سيتخذون القرارات غدا. مشددا علي ضرورة إتاحة الفرص لهم في المؤسسات لكي يكونوا قادرين في الغد علي اتخاذ قرارات تمنح المزيد من فرص العمل في القارة.