العالم الذي نعيشه اليوم مختلف عن العالم الذي عشناه في الماضي كل شيء تغير وأصبح أكثر وضوحا لم يعد باستطاعة أي جهة أو فرد الكذب إلي ما لا نهاية خاصة في ظل التقدم الهائل في وسائل التواصل وتكنولوجيا نقل المعلومات.. انتقال المعلومات أصبحت اسهل وأسرع وفي نفس الوقت أخطر علي المجتمعات الحديثة فرغم انك تستطيع أن تنشر الشائعات بسهولة اليوم وتستغل جهل البسطاء في تعميمها ولكن في نفس الوقت كذب هذه الشائعات لا يدوم طويلا فالحقيقة تنكشف في النهاية. ولكن هناك دائما ثغرة يستغلها أصحاب النفوس الضعيفة في استغلال هذه الشائعات وهي الفترة بين نشر الشائعة وبين واكتشاف كذب هذه الشائعة وهي فتره الشك والريبة وعلي هذه الثغرة تلعب جماعة الأخوان المحظورة التي تستغل الإشاعات لأحداث بلبلة داخل المجتمع وعادة عندما يلجأ طرف إلي هذا الأسلوب فهذا يدل علي الفشل الكامل والهزيمة علي أرض الواقع لذا يلجأ المهزوم دائما إلي سلاح الإشاعات لتعويض النقص والهزيمة. فعندما تلجأ الجماعه المحظورة إلي هذا الأسلوب فهذا له معان كثيرة في نظري أولها انهم فقدوا الارضية الشعبيه وثانيا انهم فقدوا الدعم الخارجي فبعد النجاحات التي حققتها مصر علي الصعيد الدولي والعربي والافريقي ورجعوها لمكانتها الطبيعية كدولة رائدة في المنطقه وبلد محوري زاد حقد الاخوان ومن يدعمهم مثل اردوغان وقناة الجزيرة. فالهزيمة مرة وان تشعر بالفشل ومن الطبيعي ان تتجه هذه الجماعة المحظورة إلي أي وسيله لتعويض الهزيمة من خلال ارخص الوسائل وهي الإشاعات لجعل شعب مصر يعيش في دوامة الشك والريبة ورغم وعي هذا الشعب الا ان الكثير من البسطاء ينجرف وراء الإشاعات المغرضة دون تفكير في مدي صحة ما يقال علي منصات التواصل. وقد اعجبني جدا ما قام به مجلس الوزراء في الفترة الاخيرة من نشر توضيح حول الاشاعات المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي والرد عليها بشكل مباشر وهذا الأسلوب له مردود إبجابي لدي المواطن كما أنه يعطي الثقة في الحكومة ويقفل الباب امام المشككين والمغرضين ويحمي المجتمع من الانسياق وراء الأكاذيب. ورغم اهمية قيام الحكومة بتوضيح الحقائق الا ان الموضوع يحتاج إلي جهد اكبر فكل دول العالم الآن تستغل التكنولوجيا لحماية مصالحها لذا وجب علينا نحن أيضا ان نجيش الطاقات والجهد من أجل تحقيق النصر علي منصات التواصل الاجتماعي من خلال محاربه هذه الشائعات من المنبع من خلال توعيه الشباب وخلق مجموعات لكشف وتفنيد الكذبة قبل أن تخرج إلي النور وما من شك أن الطريق طويل حتي نحقق التنميه والرخاء ومن الطبيعي ان يكون هناك أخطاء بشريه مثل ماحدث في حادث القطار الاخير في محطة مصر واكيد ان الإهمال واللامبالاة التي ورثناها من عهود طويلة لن تنتهي في يوم أو شهر أو سنة الأمر يحتاج إلي وقت ومن الطبيعي أيضا ان تستغل الجماعة المحظورة هذه الأخطاء. لذا يجب مواجهة هذا الفكر الحاقد بكثير من الوعي والذكاء للقضاء علي الكذب في المهد وقبل ان يتحول إلي اشاعة تثير القلق بين أبناء الوطن من خلال مجموعات تتابع بعنايه ما يثار علي منصات التواصل الاجتماعي وتوضيح الحقائق أولا بأول لوأد أي خبر كاذب من البداية. كما أن بعض وسائل الإعلام للأسف لها دور كبير في نشر الأكاذيب بسبب الجهل الإعلامي حيث ان الكثير من الإعلاميين والصحفيين مع الأسف ينقلون الاخبار من وسائل التواصل دون التأكد من صحة الخبر من عدمه ودون التحري وفي الغالب يكون السبب هو قلة الخبرة وضعف القدرات المهنية والأمر المضحك كان خبر المفبركپتعيين وزير للنقل اسمه محمد وجيه عبدالعزير لتكتشف في النهاية ان الخبر منقول عن صاحب موقع علي تويتر تحت اسم خالد عنخ امون الأول الذي ذكر الخبر المفبرك وكتب اسم والده المتوفي علي سبيل المزاح ولكن للأسف تناقلت وسائل الإعلام المصريه الخبر من بعضها بأسلوب قطع الدومنيو دون تفكير أو مراجعة لمعرفة من هو محمد وجيه عبدالعزيز وهذا المثال يوضع كيف ينتشر الكذب اولا بسبب الجهل لأن الصحفي أو الإعلامي الذي نقل الخبر في البداية يمتاز بالجهل ومن تبعه بدون تحقيق مشارك في الجهل لذا يجب وضع استراتيجية جديدة لمواجهة هذا النوع من أنواع الأضرار.