شارع مصطفي النحاس أحد شوارع حي مدينة نصر يصل بين شارع يوسف عباس حتي نهاية الحي الثامن ويصل للحي العاشر بطول 5 كيلو مترات منذ 5 سنوات تم تطوير الشارع برفع قضبان خط المترو من منتصفه ليتحول إلي ممر يتوسط الشارع تسير به خطوط أتوبيسات النقل العام وخطوط الميني باص مع وضع سياج حديدي لهذا المحور وإنشاء محطات جاهزة للركاب. تطوير الشارع تكلف 70 مليون جنيه وقتها وهو ما يعادل الضعف الآن لم تمر ثلاث سنوات علي التطوير حتي فوجيء سكان المنطقة بعملية هدم للمحور ورفع الأسفلت وإزالة السور الحديدي ورفع عمدة الإنارة. وتم إلغاء مسار الأتوبيس لتوسيع الشارع حمدي حسين مهندس من سكان مدينة نصر يحكي ما حدث قائلاً: منذ ثلاث سنوات قام الحي بإنشاء مسار خاص لأتوبيس هيئة النقل العام في وسط شارع مصطفي النحاس الذي يبدأ من الحي السادس وينتهي بمنطقة التبة ويبلغ طوله ما يقرب 5 كيلو تقريباً وهو شارع مهم وحيوي وقد ساهم ذلك في السيولة المرورية ثم هدموا كل ذلك بهدف توسيع الشارع وتقليل كثافة السيارات علي جانبي الطريق أو منع وقوف السيارات أصلاً وكذلك الانتظار المتكرر للميكروباص بوجود عسكري مرور في هذه المنطقة لمنع التكدس بدلاً من هدم المسار دون الالتفاف للأموال المهدرة. يشاركه الرأي د.فوزي جابر من السكان: غياب التخطيط والدراسة المتأنية تسبب في إهدار أموال طائلة من قوت الشعب فكيف تنفق الدولة كل هذه الملايين ويأتي رئيس حي آخر لينسف كل ذلك وينفق نفس المبلغ تقريباً ليعيد الشارع إلي ما كان عليه فهو أمر مرفوض وغير مقبول ويجب محاسبة كل الأطراف والتحقيق من قبل الرقابة الإدارية فيما حدث. وتقول هند سعيد تقيم في مدينة نصر: كنت استقل الميني باص للتوجه لعملي في العباسية وكان هذا المحور يسهل عملية الانتقال فلا يضيع الوقت في الإشارات والتقاطعات ومن الواضح أن الحي يعاني من وفرة في الميزانية وكان من الأفضل توجيهها إلي عمل خدمي آخر بدلاً من هدم ما تم إنشائه فالمواطن دافع الضرائب من حقه أن يحاسب. ويري علي البدري سائق أن المسار القديم كان يحمي أصحاب المركبات من تجاوزات سائقي النقل العام والوقوف المتكرر أو الأعطال المتكررة التي كانت تصيب الطريق بالشلل وكذلك خدمة لسيارات الإسعاف الذي يتطلب عملهم سيولة مرورية وعدم تكدس للسيارات وهو ما تعود عليه سكان المنطقة وروادها وإلغاء المسار خطأ كبير يمكن تفاديه ببقائه لأنه سمة حضارية كما هو الحال بالدول الأوروبية. سألنا الدكتور سامح العلايلي أستاذ وعميد معهد التخطيط العمراني جامعة القاهرة سابقاً عن رأيه فيما حدث: هذا العلم يُعد سوء تخطيط من المسئولين فبدلاً من وجوده وسط الشارع كان أولي أن يكون محور الأتوبيس علي جانب الطريق بجوار الرصيف حتي لا يتعرض الراكب لخطر عبور الطريق وهذا في كل دول العالم أما أن يهدم بعد أن تكلف الملايين فيجب محاسبة مرتكب هذا الخطأ وليس في هذا العمل فقط ولكن في أمور كثيرة أبسطها إزالة مترو مصر الجديدة. سلفيا نبيل نائبة بمجلس النواب تضيف: المحور الذي كان يمر في منتصف شارع مصطفي النحاس كان عملاً حضارياً وعلامة من علامات مدينة نصر وصرف عليه 70 مليون جنيه وكان يجب عمل الدراسات اللازمة من قبل مستشاري الطرق والمواصلات قبل إنشاؤه وليس كل رئيس حي يهدم ما فعله من سبقه بل يكمله خاصة أنه تكلف الملايين وقد تقدمت بطلب إحاطة لمجلس النواب للمناقشة في هدم المحور وانزعاج سكان مدينة نصر من ذلك فتطوير أي شارع لخدمة السكان للوصول لمستوي خدمة أفضل فكان من الممكن إزالة رصيف واحد وترك الآخر في منتصف الطريق فالطريق في الأساس مرصوف خاصة أن هذا المحور يصل شرق مدينة نصر بغربها بطول 5 كيلومترات وهي مسافة ليست بالهينة لتطويرها بعد هدمها دون أدني مسئولية. الدكتور رضا حجاج أستاذ التخطيط: تغيير رئيس حي برئيس جديد ليس معني ذلك أن يضرب عرض الحائط بآراء من قبله فليس المطلوب منه أن يكون خبيراً في النقل ولكن المطلوب الاستماع لنصيحة الخبراء كل في مجاله فليس من المنطقي إقامة مشروع ب 70 مليونا جنيه ثم هدمه وبناء غيره ب 70 مليون أخري وهنا يأتي دور الرقابة الإدارية ومجلس الدولة الذي يراجع عقود الهدم والبناء هذا بالإضافة لمجلس النواب وإذا نظرنا للوجه العملي ف 70 مليون جنيه يمكن أن تخلق العديد من فرص العمل بدلاً من إهدارها في الهدم ثم البناء. أضاف أن أي مشروع يمر ب 4 مراحل تخطيط ثم تنفيذ ثم صيانة وفي مراحل التخطيط أثبت المشروع فشله وغياب التخطيط والبدء في التصميم من أخطر ما يكون هذا بالإضافة لضرورة الاستفادة من تجارب الدول الأخري فإذا نجحت هذه التجربة في ألمانيا مثلاً فإن ظروف هذه الدولة الاقتصادية والبيئية تساعدها في ذلك بل يجب اختيار ما يتلاءم مع البيئة والظروف المحيطة علي سبيل المثال كراسة الشروط لإنشاء طرق أسوان هي نفسها كراسة الشروط التي أنشئت بها طرق الإسكندرية علي الرغم من أن الظروف البيئية في أسوان مختلفة عنها في الإسكندرية هناك نوات في الإسكندرية بينما تصل درجة الحرارة في أسوان إلي 45 و50 فلا يوجد تنوع للمواصفات حسب البيئة والموقع الجغرافي وفي العموم يجب أن يؤخذ برأي المستفيدين قبل البدء في المشروع.