قبل أيام قليلة تفصلنا عن كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها مصر في شهر يونيو القادم. يجب أن تتركز الجهود لظهور منتخبنا في البطولة بشكل متميز يضمن تواجدنا ضمن الفرق المرشحة للبطولة. بعيدا عن وجودنا بشكل طبيعي علي منصة التتويج كما تحلم الجماهير من خلال استضافة البطولة. وحتي أطرح موضوعا فنيا يؤرقني جدا الآن بهدف تحقيق حلم الفوز باللقب يجب أن يكون الطرح مندرجاً في الاطار الفني الذي نتمناه أن يؤدي الي هذه النتيجة. أول الحقائق الفنية أن البطولة ستقام لأول مرة في التاريخ في الفترة بين الموسمين بعد أن كانت تقام لسنوات طويلة في شهر مارس ثم إنتقلت الي شهر يناير حتي تكون قريبة من فترة توقف أعياد الميلاد. العنصر الايجابي هو توافر كل المحترفين للمشاركة مع المنتخبات الأفريقية بشكل عام ومع منتخب مصر بشكل خاص بطريقة طبيعية لا تؤثر علي الأندية الأوروبية وهو الأمر الذي كان يمثل مشكلة كبري في الماضي للأندية واللاعبين علي حد سواء. بعض الأندية الأوروبية كانت تعاني الأمرين بسبب غياب نجومها الأفارقة الذين يلعبون بشكل أساسي خلال فترة كأس الأمم التي كانت تمثل فترة حيوية جدا لتحديد مصير الموسم والمنافسة علي الألقاب. ونضرب هنا مثالا بنادي ليفربول الذي يعتمد بشكل أساسي علي رباعي أفريقي يتقدمهم محمد صلاح نجم مصر ومعه ساديو ماني السنغالي ونابي كيتا الغيني والكاميروني جويل ماتيب. وعلينا أن نتخيل أن يلعب النادي الانجليزي المنافس علي اللقب هذا الموسم بدون هذا الرباعي إذا أقيمت البطولة في موعدها السابق بين شهري يناير وفبراير. في المقابل لم ينظر أحد إلي السلبيات الكثيرة التي ستطول اللاعبين جراء تغيير موعد البطولة وأولها حالة الاجهاد التي سيكون عليها اللاعبون بعد موسم محلي أو أوروبي شاق. يلعب خلاله اللاعب أكثر من 70 مباراة سيكون لها أثر كبير لا شك علي مستواه في خلال بطولة تقام في شهري يونيو ويوليو اللذين يفترض أن يكونا راحة سلبية استعدادا للموسم الجديد. محليا يمر صفوة لاعبي مصر وبخاصة لاعبي الأهلي والزمالك بموسم مرعب لعب خلاله لاعبو الأهلي بشكل خاص في 7 بطولات محلية ودولية مما يجعل ظهور هؤلاء اللاعبين بشكل فني جيد في كأس الأمم محل شك. والأمر ظهر بوضوح من خلال تذبذب مستوي لاعبي الفريقين الكبيرين في بطولة أفريقيا للأندية التي تأزم فيها تماما موقف الزمالك. وازداد فيها موقف الأهلي صعوبة. وعلي المستوي الدولي لا يقل الأمر صعوبة في ظل ارتباط لاعب مثل محمد صلاح بكل هذه الارتباطات مع ناديه في الدوري الانجليزي ودوري أبطال أوروبا وغيرها من البطولات المحلية. وكذلك موقف لاعب هاما هو تريزيجيه في الدوري التركي الذي خاض أهم مبارياته ونفس الحال لباقي المحترفين المشاركين بشكل أساسي في أنديتهم مثل أحمدة حجازي وأحمد المحمدي مثلا. الجو الحار الذي أصبحت تقام خلاله البطولة حاليا في منتصف شهر الصيف الذي ترتفع فيه درجة الحرارة عن 40 درجة مئوية يعتبر عنصرا سلبيا آخر يؤثر علي اللاعبين لأنه يتطلب لاعبا جاهزا تماما بدنيا من كل الوجوه. آخر المشاكل هي تواصل المواسم لأن معني إقامة بطولة كأس الأمم الأفريقية في أوج فصل الصيف كل عامين أن الموسم سيكون متصلا للاعبين وأنهم لن يتمكنوا من قضاء فترة راحة سلبية سوي مرة واحدة كل عامين كاملين . وبالطبع محليا لن يكون الدوري قد انتهي عقب نهاية كأس الأمم يوم 19 يوليو القادم. وكذلك سيكون علي اللاعب المحترف أوروبيا أن ينخرط مباشرة مع ناديه في دوريات أوروبية تنطلق دائما في بداية أغسطس.