مخطئ من يعتقد أن بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها مصر في صيف هذا العام هي مجرد بطولة رياضية ننظمها في بلادنا مثل عشرات . بل والمئات من البطولات الرياضية التي جرت علي أرض الكنانة. ولكنها في الحقيقة تعتبر فرصة ذهبية لاعادة رافد مهم من روافد الدخل القومي وهي السياحة. وسبق واستعرضت في هذا المكان 6 عناصر سابقة نحتاج للعمل عليها حتي نضمن نجاحا مكتملا لكأس الأمم وهي تجهيز الملاعب . ومناطق التشجيع الجماعي "الفان زون". والنقل التليفزيوني. والحضور الجماهيري ووسائل المواصلات الداخلية. وخدمات الملاعب وأكتب اليوم عن السياحة. وكما يقول خبراء الاقتصاد كان الدخل السياحي لمصر في مطلع القرن وحتي ما قبل ثورة يناير 2011 يصل الي 15 مليار دولار سنويا. وهو مبلغ كان يمثل نصف الاحتياطي النقدي تقريبا في ذلك الوقت. إلا أن هذا الدخل انخفض بشدة حتي وصل الي أقل معدلاته ووصل الي 3.4 مليار تقريبا في 2016 أي ربع المعدل السابق تقريبا. وهو ما زاد من البطالة وقلل من فرص العمل بعد أن اتجه الكثير من العاملين في قطاع السياحة الي أعمال أخري. ذكرت هذه العوامل الرقمية حتي ندرك الأهمية غير الرياضية لاستضافة كأس الأمم وعلي رأسها إعادة السياحة الي سابق عهدها. وتتميز مصر عن كل دول العالم بتوافر كل أنواع السياحة الثمانية وهي السياحة الترفيهية والسياحة الثقافية والبيئية والعلاجية والرياضية وسياحة المهرجانات وسياحة المؤتمرات وأخيرا السياحة الدينية. وهو ما يعني أن كأس الأمم ستكون محط أنظار العالم خلال شهر كامل هو عمر البطولة. للترويج لتلك الأنواع الثمانية للسياحة. ومن المنتظر أن تجذب كأس الأمم الأفريقية نحو نصف مليون سائح سواء من أفريقيا أو من باقي قارات العالم خلال البطولة وهو رقم يوازي عدد السياح القادمين خلال نصف عام علي مدي السنوات الماضية سواء أكانوا من اللاعبين لبطولة تضم 24 فريقا لأول مرة أو الرسميين والاداريين ومشجعي هذه المنتخبات وبخاصة دول الشمال الأفريقي. وحتي نستفيد الاستفادة الكاملة من كأس الأمم علي الصعيد السياحي. يتطلب الأمر الكثير من العمل للجنة المنظمة واللجان المختلفة المنبثقة منها كي نبرز كل فروع السياحة . وعلينا أن نعلم أن كل شخص يحضر البطولة سواء أكان لاعبا او إداريا او مشجعا يمكن أن يجذب مائة من اصدقائه وعائلته لاحقا إذا وجد الخدمات السياحية متوفرة بالشكل الأمثل. علي المستوي الاداري يجب ان نختار الاقامة للحاضرين في الأماكن القريبة من المزارات السياحية لأنها تضمن قيامهم بزيارة هذه الأماكن خلال البطولة دون قضاء أوقات طويلة في الانتقالات في ظل زحام فصل الصيف. ويجب أن تقوم وزارة الثقافة بإعداد برامج متميزة للوفود تظهر فيها المزارات الثقافية . وما أكثرها في مصر. بينما سيكون علي الهيئة الوطنية للاعلام ومختلف وسائل الاعلام العمل بطاقتها الكاملة لابراز أماكن الترفيه والمعابد الدينية لتنظيم رحلات لكل أنحاء مصر بأسعار جيدة. ما أثق به أن كأس الأمم يمكن ان تكون فاتحة خير علي مصر لاعادتها الي سابق عهدها ورونقها. بل وزيادة معدلاتها عن أفضل ما شهدته في التاريخ بشرط العمل الجاد لكل الجهات كما ذكرت. پ