من الممكن أن يكون تنظيم كأس الأمم الافريقية نقلة جديدة للكرة المصرية في العديد من المجالات ولكنها أيضا ستكون فرصة لمزيد من النظام داخل الشارع المصري حتي تظهر مصر بشكل لائق أمام العالم يضمن عودة سريعة للسياحة التي تمثل رافدا هاما من روافد الدخل القومي. بعد أن تحدثنا في حلقات سابقة عن عناصر نجاح الحدث الكبير وهي الملاعب. ومناطق التشجيع الجماعي "الفان زون". والنقل التليفزيوني والجمهور نوضح دور عنصر هام في تنظيم أي دولة لحدث كبير وهو الانتقالات والمواصلات بين الأماكن المختلفة لهذا الحدث. الانتقالات خلال كأس الأمم الافريقية سواء بين المدن أو داخل المدينة الواحدة بين الفندق الذي يقيم فيه الفريق وملعب المباراة وملاعب التدريب المختلفة تمثل عنصراً هاما جدا من عناصر نجاح التنظيم وبخاصة ان المواصلات والكثافة المرورية في محافظة القاهرة بشكل خاص والتي تستضيف مجموعتين من المجموعات الست للبطولة. وربما تمثل أكبر تحد لخروج البطولة بأكبر النجاحات. الحقيقة أن أزمة المرور في مصر وبخاصة داخل القاهرةوالاسكندرية التي تمثل أهم أماكن التنظيم وفي فصل الصيف تمثل أهم الأزمات التي تعيق الكثير من الجهد والوقت للمواطن المصري. وكثيرا ما يحلم المواطن بأن تكون تنقلاته في الشوارع في الأيام العادية مثلما تكون في أيام العطلات التي يشعر خلالها المواطن أنه ليس في المكان الذي يعاني فيه يوميا للوصول من مكان لآخر حتي لو لمسافة قصيرة. ومن هنا يحتاج الأمر الي بعض الأفكار من خارج الصندوق حتي نتغلب علي تلك الأزمة ونؤمن وصول الفرق مثلا من أي فندق الي ستاد القاهرة أو ستاد السلام. وكذلك الي ستاد الاسكندرية أو المكس خلال ذروة فصل الصيف. الحقيقة أن التنقلات تعتبر أحد العناصر الهامة التي تفحصها لجان التفتيش خلال مراقبة البنية التحتية لأي دولة قبل البطولات ونذكر مثلا خلال كأس العالم الأخيرة كيف كانت روسيا تضع جدولا زمنيا دقيقا للانتقالات بين كل المدة التي تستضيف المباريات وجدولاً آخر بالدقيقة للزمن المطلوب لانتقال الفريق بين مكان الاقامة وملعب المباراة. والحقيقة أن تلك الأمور صارت أسهل كثيرا من الماضي بعد ابتكار تطبيق جي بي إس "GBS" الذي يحدد المسافة والزمن المطلوبين للانتقال بين مكانين مختلفين ولكن كثيرا ما يصبح هذا الزمن في الحالة المرورية التي نعيشها أطول كثيرا من الواقع الذي يعطيه تطبيق جي بي إس في أوقات الذروة وخلال البطولات عندما تزداد الكثافة الجماهيرية. وندرس هنا مثالا بما فعلته اليونان لدي استضافة مدينة أثينا الشهيرة بالزحام الشديد لدورة الألعاب الأوليمبية عام 2004 ووقتها كان علي تلك الشوارع المكتظة بالسيارات والمارة أن تسمح بمرور عشرات الآلاف من الرياضيين والرسميين من والي الملاعب الرياضية المختلفة فتم التفكير في تخصيص حارة مرورية في كل شوارع المدينة لمرور سيارات الدورة علي أن تظل تلك الحارة المرورية خالية تماما من أي وسيلة انتقال عدا السيارات الخاصة بالدورة.