تعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأولي من نوعها منذ توليه الرئاسة منتصف عام 2017 والغرض منها هو تعميق أواصر الصداقة بين البلدين وتقوية الروابط التاريخية التي تجمعها. وخاصة أن العلاقات شهدت تطورات كبيرة في الفترة الأخيرة تحديداً منذ توليه الحكم لقد جاء ماكرون إلي القاهرة محملاً بالعديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وخاصة أن مصر تعتبر شريكاً استراتيجياً لباريس في منطقة الشرق الأوسط منذ عدة عقود. *** لقد شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الفرنسي خلال هذه الزيارة التوقيع علي ثماني مذكرات اتفاقات تفاهم للتعاون المشترك بين مصر وفرنسا في العديد من المجالات. وتضمنت الاتفاقات التوقيع علي مذكرة تفاهم في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية لفترة من 2019 إلي عام 2023 وتشمل تنفيذ أولويات مصر في إطار الاستراتيجية الوطنية للتنمية. *** تضمنت الاتفاقيات التوقيع علي اتفاق تسهيل ائتماني يتضمن قرضاً بقيمة 6 ملايين يورو ومنحة مليوني يورو لمصلحة وزارة المالية بالإضافة إلي توقيع علي اتفاق تسهيل ائتماني لدعم الشركات المملوكة لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بقيمة 50 مليون يورو بالإضافة إلي مليون يورو أخري منحة. *** كما شملت الاتفاقيات إعلان نوايا بين وزارتي الصحة للتعاون لإقامة مشروع مشتقات الدم بالتعاون مع الشركة الفرنسية المعنية وأيضاً اتفاق إعادة تأسيس الجامعة الفرنسية بمصر. وكذلك إعلان بين حكومتي مصر وفرنسا لتعزيز التعاون الثقافي والفني والفرانكفوني والعلمي والجامعي. *** لقد شهد هذا اللقاء تباحثاً معمقاً بشأن عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك خاصة في ظل ما يمر به الشرق الأوسط في المرحلة الحالية من تداعيات خطيرة تؤثر في استقرار وأمن المنطقة وتلتقي بانعكاساتها السلبية علي القارة الأوروبية الأمر الذي يشكل واقعاً حيوياً لدعم التعاون بين مصر وفرنسا في إطار المنظمات الدولية متعددة الأطراف. وكذلك تعظيم التشاور والتنسيق الآمن بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة وتفشي ظاهر في الإرهاب والفكر المتطرف والهجرة غير الشرعية. *** من وجهة نظري تناول هذا اللقاء التاريخي استعراض مجمل العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا وسبل الارتقاء بها وتطوير ركائزها في مختلف المجالات ذات الأولوية وفي مقدمتها السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية والسياحية بما يتوافق مع مستوي طموحات وتطلعات البلدين والتعاون التمويلي والائتماني إلي جانب الاستفادة من الآفاق المتنوعة علي صعيد الاستثمار والتجارة يا تري وصلت الرسالة؟!