كانت الأسرة تعد ابنها سمير لاما لأن يصبح بطلاً ونجماً في أفلام السينما المصرية. وأن يكون امتداداً للعائلة الفنية. فوالده بدر لاما كان أحد نجوم السينما المصرية. بل كان بطلاً لأول أفلامها الصامتة "قبلة في الصحراء" عام 1927. وعمه هو المخرج السينمائي إبراهيم لاما والذي أخرج الفيلم الصامت واستمرت مسيرته حتي أوائل الخمسينات. أما والدته فهي الممثلة جوزفين سركيس والتي عرفت باسمها الفني بدرية رأفت فهو ينطبق عليه المثل الشعبي "مولود وفي فمه معلقة من ذهب".. ولكن الحال لا يستمر مع الأيام بعد رحيل والده وانتحار عمه واحتراق استديوهاتهم السينمائية. ولد سمير بدر لاما في 26 أكتوبر 1929 بالقاهرة. وتوفي في دولة كندا يوم 2 فبراير 2004 عن عمر "75 عاما" وقبل وفاة أمه بخمس سنوات. وغدا السبت 2 فبراير يمر علي رحيل سمير لاما "15 عاما" بعد أن ترك رصيداً قليلاً من الأفلام لا تعكس بداياته المبكرة والناجحة. الطفولة.. والبداية بدأ سمير عبدالله لاما خطواته في السينما منذ طفولته وشارك في ثلاثة أفلام. فعندما كان عمره "6 سنوات" أسند والده وعمه له دوراً صغيراً في فيلم "معروف البدوي" عام 1935 والذي لعب بطولته بالطبع والده بدر لاما مع نبوية مصطفي. وفي العام التالي شارك في فيلم "الهارب" مع والده وفاطمة رشدي وعبدالسلام النابلسي. وفي عام 1941 شارك في الفيلم التاريخي "صلاح الدين الأيوبي" مع والده ووالدته ومن إخراج عمه إبراهيم لاما. وهو الفيلم الذي سبق فيلم "الناصر صلاح الدين" الذي لعب بطولته الفنان أحمد مظهر وأنتجته المنتجة آسيا قبل 20 عاماً مع الفارق في الإنتاج والتقنية الفنية. أول بطولة شهد عام 1947 نقطة تحول في حياة سمير لاما فعندما بلغ 22 عاماً أسند له عمه المخرج إبراهيم لاما أول بطولة سينمائية له في فيلم "كنز السعادة" عام 1947 مع بشارة واكيم وزوزو نبيل. ولكن السعادة لم تدم حيث توفي والده بدر لاما عقب تصويره لفيلم "البدوية الحسناء" والذي لعب بطولته مع زوجته بدرية رأفت حيث أصيب بذبحة صدرية توفي علي أثرها. وعقب رحيل بدر لاما المفاجئ. أسند المخرج والمنتج إبراهيم لاما بطولات الأفلام التي ينتجها لابن شقيقه سمير لاما. وكانت البداية في فيلم "الحلقة المفقودة" مع الفنانة الصاعدة حينذاك فاتن حمامة عام 1948. وفي نفس العام في فيلم "سكة السلامة" مع عفاف شاكر الشقيقة الكبري للفنانة شادية وهو الفيلم الذي شهد أول ظهور للمطربة فايدة كامل علي شاشة السينما. وجاء عام 1951 ليشهد آخر أفلامه في السينما المصرية وكانت بطلته في الفيلمين الفنانة الكبيرة شادية الأول "عاصفة في الربيع" والثاني "القافلة تسير" وشاركتهما بالتمثيل الفنانة ماجدة الصباحي. نهاية الطريق انقلب الحال في حياة عائلة "لاما" عندما شب حريق كبير في الاستديوهات الخاصة بالعائلة أتت علي جميع محتويات الاستديو الكبير بمعداته بما في ذلك جميع أشرطة الأفلام والنيجاتيف التي أنتجتها العائلة علي مدار أكثر من 20 عاما. وزاد الطين بلة عندما وقع المخرج إبراهيم لاما في حب فتاة ألمانية حسناء وغاية في الجمال ومن شدة غيرته عليها دبت الخلافات بينهما مما أدي إلي الطلاق. وفي ليلة ذهب العم إلي بيت زوجته السابقة محاولاً إعادة العلاقات بينهما مرة أخري إلا أنها رفضت فقام بقتلها بالمسدس ثم انتحر بعدها علي الفور.. ليجد الابن سمير لاما الضرائب تتراكم علي الاستديوهات مما اضطر إلي إغلاقها والرحيل إلي كندا مع أمه. أفلام لبنانية عاود سمير لاما الحنين إلي السينما والوقوف أمام الكاميرات لكنه لم يجد ترحيباً من الوسط السينمائي المصري فرحل إلي بيروت محاولاً العودة فشارك علي مدي ثلاث سنوات في خمسة أفلام ما بين 1966 و1968 بدأها بفيلم "إنتربول في بيروت" مع الفنانة طروب. ثم "عصابة المهربين" مع إبراهيم خان. و"فندق الأحلام" مع دريد لحام ونهاد قلعي. و"صقر العرب" مع محمود سعيد وسميرة بارودي.. ثم كان آخر الأفلام "وادي الموت" مع الفنانة صباح وهو الفيلم الوحيد الذي وضع اسمه فيه علي الأفيشات بعد أن كان متصدراً اسمه في الأفلام المصرية. وعقب تجربة الأفلام التجارية في لبنان اضطر أن ينسحب سمير لاما من الوسط ليعود مرة أخري إلي كندا ليعيش مع والدته ويكرس وقته كله في الأعمال التجارية التي نجح فيها بعدما أعطي الوسط الفني له ظهره.