«الأخوين لاما».. قصة فلسطينيين قادا حركة الإنتاج السينمائي بمصر في العشرينيات

الأخوين لاما
يعد فيلم «قبلة في الصحراء» أول فيلم روائي أنتجته شركة كوندور للأخوين لاما وذلك عام 1927.
وبدر لاما وشقيقه إبراهيم لاما من أصل فلسطيني ذهبا إلى أمريكا الجنوبية ثم جاءا إلي مصر للعمل في السينما وقد جلبا عند حضورهما أجهزة، ومعدات سينمائية إلى العالم العربي تعد الأولى من نوعها ، وفى طريقهما إلى مصر مرا على الإسكندرية ومكثوا فيها وقاموا بإنشاء ستديو صغير وقاما بالتأليف والإخراج والكتابة السينمائية حتى لاقت أعمالهما نجاحا مبهرا وقاما بعدها بتأسيس شركة كوندور عام 1926 وإنتاج فيلم "قبلة في الصحراء".
وبعد نجاح الفيلم اتسعت مشاريعهما السينمائية وقدما فيلمهما التالي «فاجعة فوق الهرم» وقام بدور البطولة فاطمة رشدي وبدر لاما ثم توالت أعمالهما السينمائية مع كبار نجوم الفن الكلاسيكي مثل نجاة على وفاتن حمامة.
وكان بدر لاما لا يجيد اللغة العربية وكانت معظم السيناريوهات للأفلام الذي قدمها تكتب بالفرنسية التي كان يتعامل بها في أفلامه الصامتة، وعندما تطورت السينما وبدأت السينما الناطقة كان يقوم بدر لاما بالاختباء خلف الحركة ليقلل تأثير العربي الركيك.
وكان عدم إتقانه للغة العربية كان له تأثيرا فادحا عندما قام بدور الشاعر قيس ابن الملوح وذلك ضمن أحداث فيلم قيس وليلى عام 1939 .
وقد تزوج بدر لاما من الممثلة جوزيفين سركيس الذي اختار لها زوجها اسم بدرية رأفت لتكسب حب الجمهور المصري، ولدت بدرية في 26 ديسمبر عام 1926 بمحافظة أسيوط ودرست في مدارس نوتردام، وكانت بدرية تعشق السينما منذ صغرها وقد شاركت زوجها معظم أفلامه مثل رجل بين امرأتين عام 1940، عريس الهنا عام 1944 .
وعقب الانتهاء من فيلم "بدوية في الصحراء" عام 1947 أصيب بدر لاما بذبحة صدرية مفاجئة وتوفى على آثرها عن عمر يناهز 40 عاما.
وبعد وفاة بدر لاما، اعتزلت بدرية رأفت، السينما وتفرغت لرعاية أبنائها، ونشبت الخلافات بينها وبين إبراهيم لاما شقيق زوجها على إدارة الشركة والاستديو.
فلجأت بدرية رأفت إلى القضاء وقامت برفع دعوى قضائية ضد المخرج إبراهيم لاما، بأن لها حق الإشراف على إدارة الاستديو، وشركة كوندور، وتوزيع وطبع الأفلام التي اشترك في إنتاجها إبراهيم وبدر لاما، وبعد منازعات طويلة قامت المحكمة بالحكم لصالح بدرية رأفت.
أخبار اليوم: 19 يوليو 1952