تبدأ اليوم دورة اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب "2019/1969" والتي تستمر حتي 5 فبراير القادم وتقام لأول مرة في مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس" وكما هي العادة كل سنة يخصص المعرض قاعة للسينما المصرية تعرض أفلاماً تسجيلية وروائية بالاضافة لثلاث ندوات مع المكرمين وهم هذا العام: الفنانة الكبيرة ليلي علوي وكاتب السيناريو وحيد حامد والموسيقار راجح داود بالاضافة إلي عدد من الورش الفنية للشباب. معرض الكتاب هو "الفاترينه" السنوية التي نعرض فيها منتجاتنا الثقافية في جميع المجالات التي لها علاقة بالإبداع الفني والفكري والأدبي والمثل الشعبي يقول "الكتاب يبان من عنوانه" والمعرض في يوبيله الذهبي تم اهداؤه إلي اسم الراحلة د.سهير القلماوي أول رئيس لمعرض الكتاب عام 1969 ود.ثروت عكاشة وزير الثقافة في ذلك العام وقد أقيم المعرض لأول مرة في إطار احتفال القاهرة بمرور ألف عام علي انشائها علي يد جوهر الصقلي عام 969م. ورغم ان السينما هي أكثر الفنون جماهيرية إلا انها ارتبطت بالثقافة منذ بداياتها حتي ان رواية "زينب" لمحمد حسين هيكل وهي أول رواية في الأدب العربي تحولت إلي فيلم أيام السينما الصامتة قبل أن تنطق وذلك عام 1930 من بطولة بهيجة حافظ وسراج منير واخراج محمد كريم وأعيدت في فيلم ناطق بطولة راقية إبراهيم ويحيي شاهين عام 1952 وكان أيضا من اخراج محمد كريم وارتبطت السينما بالرواية عبر تاريخها حتي الروايات الحديثة مثل "هيبتا" و"الفيل الأزرق" و"تراب الماس" وقد تحولت جميعا إلي أفلام ناجحة. ومن ناحية أخري تخرج المطابع سنويا عشرات الكتب السينمائية التي تخدم الثقافة السينمائية في كافة فروع السينما ونحن نحرص في "صفحة السينما" علي إعطاء القارئ فكرة عن الإصدارات السينمائية طوال العام والتي نتمني ان يحرص علي اقتناء ما يحب ان يقرأه من معرض هذا العام. الكتاب هو أساس الفكر والثقافة وبعد ذلك نستطيع البناء فوق هذا الأساس وهذا ليس اختراعا جديدا بل كل بلاد العالم المتقدم تعتمد علي الكتاب وهوليوود حققت شهرتها الهائلة لأن السينما التي تقدمها تعتمد علي الكتاب حتي أفلام الرسوم المتحركة والوثائقية وطبعا الروائية تعتمد علي الكتب ويبدأ بعد ذلك عمل السيناريست والمخرج وكافة عناصر الفيلم. شيرلوك هولمز وجيمس بوند شخصيات روائية و"ذهب مع الريح" و"لمن تدق الأجراس" و"دعاء الكروان" و"بداية ونهاية" وكل روائع السينما عرفها الناس في كتب ثم أصبحت أفلاما. وهذا العام تحتفل مصر بمئوية ثورة 1919 وقد لا نجد في تاريخنا السينمائي سوي ثلاثية نجيب محفوظ الذي يصور في نهاية الجزء الأول "بين القصرين" وقائع الثورة واستشهاد فهمي عبدالجواد ومازالت المشاهد التي أبدعها المخرج حسن الإمام لثورة 1919 هي الباقية ويعرضها التليفزيون منفصلة وكأنها مشاهد وثائقية في حين إنها مشاهد تمثيلية ولكن من إبداع مخرج كبير.