رفض أن يبدأ حياته بمغامرة علي شواطئ الموت. رغم كثرة الإغراءات التي جذبت أبناء جيله. غير عابئين بمخاطر الهجرة غير الشرعية والمراكب المتهالكة والمطاردات مجهولة العاقبة. حتي لو قضوا نحبهم علي شواطئ أوروبا أو انضموا إلي قوا ئم شهداء الدولار واليورو. وبين معارك نفسية دارت رحاها بين شد وجذب.. حسم إيهاب رزق إمام البطش. ابن محافظة القليوبية موقفه ببذل الجهد والعرق علي أرض مصر. معلناً عدم تنازله عن حلم العمر. حتي لو بدأ من الصفر. في امتلاك مصنع للأحذية. يديره بحب وحرفية. ويضع فيه خلاصة سنوات التعب والشقاء بين الورش والمصانع. ويستكمل مشوار شقيقه الذي اضطرته الظروف للسفر للخارج. لينافس عمالقة تصنيع الأحذبة في الوطن العربي. وبعد أن كان قاب قوسين أو أدني من إقامة مشروع العمر. وقفت ظروفه المادية أمام طموحه اللامتناهي حجر عثرة. وأصبح في حاجة إلي تمويل سريع لشراء الماكينات والخامات. وحصل علي أول قرض تعاوني من محافظة القليوبية بمبلغ 9650 جنيهاً. ودارت تروس الماكينات. وعادت إليه الروح. وفتح أبواب عدد رزقي لعدد من الصنايعية الذين تعاهدوا علي مساندته حتي الوقوف علي قدميه. وبمرور الوقت توسع المشروع وحصل علي قرضين متتاليين من جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بمبلغ 80 ألف جنيه. لمضاعفة الإنتاج. وشراء خمس ماكينات إضافية يعمل عليها عشرة صنايعية يومياً. ودارت عجلة الإنتاج بأقصي سرعة. وأصبحت الورشة قادرة علي الوفاء بكافة الالتزامات وتلبية طلبات المحلات. والسلاسل التجارية. ومصانع الأحذية أيضاً. ولم يتوقف دعم جهاز تنمية المشروعات. حيث قدموا له التمويل والتدريب والتسويق وساعدوه في إقامة معارض دائمة في إحدي المناطق المهمة بالمدينة. علاوة علي فتح أسواق جديدة بالإسكندرية وبورسعيد. وغيرهما من محافظات الوجه البحري.. وأصبحت منتجاته ذات بصمة مميزة في عالم الأحذية. ورغم مرور عدة سنوات علي تثبيت أقدامه بالأسواق إلا أنه مازال يحلم حتي هذه اللحظة بإقامة مصنع مجهز علي أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا صناعة الأحذية بإحدي المدن الصناعية. حيث يجهز حالياً لمخاطبة جهاز المشروعات لمساعدته في تخصيص مصنع جديد بإحدي المناطق الصناعية الجديدة. وتزويده بالإمكانيات اللازمة لتشغيل أكبر عدد من الصنايعية ومندوبي المبيعات.