* عندما قال عميد الأدب العربي طه حسين إن التعليم كالماء والهواء لم يكن مبالغاً أو يعيش في واقع بعيد عن إمكانية التنفيذ وإنما أدرك ببصيرته أن الحياة لن تتقدم قيد أنملة إلا بالتعليم وتطوير منظومته التي هي النافذة الحقيقية التي تطل عبرها المجتمعات المتحضرة إلي المستقبل القريب والبعيد. في هذا الإطار جاءت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي إبان منتدي شباب العالم بجعل عام 2019 عاماً للتعليم لأهميته في تقدم مصر ونهضتها تعليمياً وصحياً واقتصادياً واجتماعياً وصناعياً. * ان انخفاض مستوي التعليم والتدهور الحاصل فيه الآن وأعباؤه الباهظة التي ينوء بها كاهل الأسر المصرية بالرغم من مجانية التعليم المفترضة رسمياً أصبح امراً واقعاً مسلماً به حتي أصبحت مصر في المرتبة 129 في مؤشرات التعليم العالمية والتي تصدر عن هيئات التعليم الدولية. * إن التربية السليمة هي المدخل الرئيسي لتعليم ناجح.. ولا نجاح يمكن تحقيقه لأي تطور للتعليم ما لم يكن مقترناً بقناعة المجتمع الذي يؤدي لتربية أبنائه بشكل منضبط لاحترام التعليم وتقديسه. إنني لا أنكر الجهود الطيبة التي يبذلها الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم وسعيه لتطوير المناهج الدراسية وتخليصها من الاعتماد علي الحفظ والتلقين إلي الاعتماد علي التفكير والبحث والإبداع وإصراره علي نشر أجهزة التابلت بما يتطلبه من تقوية شبكة الانترنت في كل مدارس مصر وهو أمر بلاشك مهم للغاية. * لكني أقول وأكرر القول إن إصلاح التعليم في مصر قضية أكبر من أن يتحملها وزير بمفرده وإنما قضية قومية وهو المشروع القومي العملاق والأكبر والأهم علي الإطلاق والذي يستلزم مئات المليارات لإنجازه سواء في تطوير التعليم أو البنية الأساسية من إنشاء مدارس لزيادة عدد الفصول لاستيعاب الأعداد التي تتزايد سنوياً في ظل مجانية التعليم التي أصبحت وهماً مع استشراء وباء الدروس الخصوصية وكارثة السناتر التي حولت المعلم الذي كاد أن يكون رسولا إلي بائع متجول للدروس الخصوصية. * ولإعادة الأمور إلي نصابها الصحيح جاءت المبادرة الرئاسية بأن يكون عام 2019 عام التعليم بوضع منظومة لتطويره والنهوض به حتي نكون في مصاف الدول المتقدمة. ** كلام أعجبني: "اليوم يقبل الله منا مثقال ذرة وغداً لن يقبل ملء الأرض ذهباً"