هزيمة ساحقة تعرضت لها رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي في تصويت تاريخي وصفه المراقبون بأنه كارثة لحكومتها حول اتفاق "بريكست" الذي توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي مما يدفع خامس أكبر قوة اقتصادية في العالم نحو المجهول وبينما صوت لصالح رفض اتفاق بريكست 432 عضواً مقابل 202 عضو.. كان آلاف المحتشدين خارج البرلمان يحتفلون مقدماً بالنتيجة معلنين رغبتهم الأكيدة في البقاء داخل الاتحاد الأوروبي. الأخطر الآن هو أنه قبل نحو شهرين من موعد الخروج من الاتحاد الأوروبي في مارس مازالت بريطانيا منقسمة بشأن الخطوات التي يجب أن تحدث لاحقاً خاصة بعد أن فشلت الدعوات التي أطلقتها ماي للنواب في اللحظة الأخيرة لكنها لم تجد آذاناً صاغية حتي وصلت الأزمة إلي حد احتمال خسارتها لمنصبها حيث نجت من سحب الثقة عن حكومتها بعد فوزها بفارق تصويت بسيط للغاية ولاتزال حتي هذه اللحظة تناضل من أجل التوصل لحل وسط يرضي أحزاب البرلمان. السياسيون في بريطانيا وفقاً للتقارير ينقسمون حول خطة ماي حيث يري زعيم حزب العمال هناك أنه قبل إجراء أي مناقشات إيجابية مع رئيسة الوزراء ينبغي عليها أولاً استبعاد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون أي اتفاق. يأتي ذلك في الوقت الذي طالب فيه نواب عن حزب العمال بإجراء استفتاء ثان من أجل إعطاء قول نهائي في الخروج من الاتحاد الأوروبي في موعد أقصاه الأسبوع القادم بعد أن فشلت رئيسة الوزراء البريطانية في الحصول علي تأييد البرلمان لاتفاق الخروج الذي توصلت إليه مع بروكسل. أحد أهم الكتاب البريطانيين ويدعي شون أوجريدي وصف فشل الحكومة البريطانية في ملف خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بأنه مهين وأشبه بالأزمة القومية التي أعقبت تأميم المصريين قناة السويس في عام 1956 تلك القناة التي كانت تنقل من خلالها بريطانيا النفط والتجارة حيث ظنت لندن حينذاك أنها يمكن أن تلعب دوراً عالمياً باعتبارها قوة عظمي واستطرد الكاتب قائلاً أن بريطانيا انضمت للفرنسيين والإسرائيليين للتواطؤ في غزو مصر حيث كانت الفكرة المخطط لها مسبقاً وقتها في معاهدة سرية تقضي بغزو الإسرائيليين لسيناء وبعد ذلك غزو البريطانيين والفرنسيين لقناة السويس ويؤمنونها لكن أمريكا أيقنت وقتها الموقف وتدخلت فتراجعت فرنساوبريطانيا وأعتبر الكاتب أن ما يحدث الآن لا يختلف كثيراً عما حدث لبريطانيا في السابق والدليل حالة الانقسام العميقة.