غزو الصحراء.. معركتنا الراهنة

افتتح الرئيس السيسي منذ أيام عدة مشروعات هامة بالعاصمة الإدارية الجديدة. وهي مشروعات تؤسس لنقلة حضارية لم تشهدها مصر منذ مدة. مشروعات ضخمة أقيمت علي أساس خريطة عمرانية وتنموية جديدة. وذلك اتساقاً مع حلمنا القديم بالخروج من الوادي الضيق الذي يمثل 6% فقط من كل مساحة مصر. مشروعات يتم من خلالها تعمير الصحراء ب 14 مدينة نزرع بها الصحراء من العلمين علي البحر المتوسط حتي الجلالة علي البحر الأحمر. مدن متكاملة. بصناعات وزراعات وجامعات ومستشفيات وملاعب ومدارس ومسارح وسينمات. مدن للسكن الآدمي. مدن تخلو من العشوائيات. ومرسومة علي خطوط الطول والعرض لترفد التنمية في مصر ب 14 شرياناً جديداً. تزرع الأمل في حياة جديدة بالصحراء.
خروج كبير بالصحراء يمثل نقلة تاريخية في حياة المصريين. العاصمة الجديدة و13 مدينة جديدة تضاعف المسطح المعمور في مصر. مدينة العلمين الجديدة. ومدينة المنصورة الجديدة. وشرق بورسعيد. ومدينة الجلالة. والإسماعيلية الجديدة. وامتداد مدينة الشيخ زايد. ومدينة ناصر غرب أسيوط. وغرب قنا. وتوشكي الجديدة. وحدائق أكتوبر. ومدينة شرق ملوي. والفشن الجديدة شرق بني سويف. ومدينة الحرفيين بدمياط.
والهدف من بناء المدن الجديدة هو العمل علي إعادة توزيع الزيادة السكانية الكبيرة. ومضاعفة المعمور المصري بدلاً من التكدس الكبير بالوادي والدلتا. وقد تم اختيار هذه المواقع الاستراتيجية لتحقيق أكثر من معيار كما يقول رئيس الوزراء. منها الموقع المميز الذي يجعلها تنافس المدن الأخري عالمياً وإقليمياً. وأن تكون علي المحاور التنموية المحددة لمضاعفة الرقعة السكانية. بالاضافة إلي أنها تكون مرتبطة بالمشروعات الكبري التي تعمل الدولة علي تنفيذها.
مدن جديدة تعني حياة جديدة. وكسر طوق العجز والاختناق الذي عاش فيه المصريون لسنوات طوال. تم ذلك في ظرف اقتصادي صعب جعل المهمة صعبة. ولكنها لم تكن أبداً مستحيلة. ومن حرر الوطن من الاحتلال الإخواني بشجاعة والتزام وطني وباراً بشعبه. قادر بعون الله علي تحرير الوطن من العجز والقنوط والاستسلام.
لم تشهد مصر إنشاء مدن جديدة في العصر الحديث سوي القليل جداً. مدينة 6 أكتوبر ومدينة السادات والعاشر من رمضان. وغير ذلك بقي المصريون في المدن التي بنيت منذ تاريخ مصر القديم. فازدحم السكان في مدن محدودة المساحة والعدد فتفشت أمراض الزحام الاجتماعية. وارتفعت أثمان أراضي البناء ارتفاعاً رهيباً زادت معها أزمة الإسكان والمساعدة أيضا من حدة ارتفاع الأسعار عموماً.
وقد تميزت الافتتاحات الجديدة بالعاصمة الإدارية بافتتاح مسجدها الكبير إلي جوار الكاتدرائية واللذين أقيما من تبرعات المصريين. ليعمقا معني التآخي الذي عاشه المصريون منذ الأزل وحتي الآن. وليرسخا من سلامها الاجتماعي الذي حرص أعداء الوطن علي هدم دعائمه. عاشت مصر حرة مزدهرة وفي سلام اجتماعي تحت قيادة زعامتها الرشيدة.