لم يكن نجاحه صدفة.. ولم يولد وفي فمه ملعقة ذهب.. ولم يكن طريقه مفروشا بالورود لكنه نحت في الصخر ليحقق ذاته ويرضي طموحه مستعينا بسنوات العمل والكفاح داخل مصانع الاغذية التي وضعها في أول مصنع ينتج الالبان طبيعيا دون اللجوء للمستورد ليحتل مشروعه المرتبة الاولي في معرض افريقيا 2018 من بين الاف المشروعات التي يمولها جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة. ظل اسامة جلال ابن محافظة الجيزة سنوات طويلة يرتب افكاره ويبذل اضعاف ما يبذله زملاؤه في العمل اثناء عمله كمندوب مبيعات مرورا بموزع حتي اصبح وكيلا لمنتجات تلك الشركة ليرفع رصيده من الخبرة التي تمكنه من ادارة مصنع خاص به. في لحظة فارقة استطاع ان يحقق حلم العمر في مشروع خاص به واستأجر اول مصنع في منطقة الثلاثيني بالهرم مساحته لاتتجاوز 120 متراً لانتاج السمنة الخليط بخبرة السنين استطاع فك شفرات السوق في غضون اسابيع قليلة ودارت عجلة الانتاج باقصي سرعة وانتقل الي مصنع اخر وطرق باب جهاز المشروعات لتمويله بمبلغ 500 الف جنيه لعمل خطوط انتاج اوتوماتيكية وحظيت منتجاته بشهرة واسعة وبدأ فتح اسواق جديدة في 12 دولة عربية وعدد من الدول الاوروبية ولم يكن امامه بعد الطلب المتزايد علي منتجاته سوي الانتقال الي المنطقة الصناعية ب6أكتوبر واسس ثلاثة مصانع لانتاج السمن البلدي والخليط ومنتجات الالبان الكاملة وخالية الدسم والزبادي الطبيعي. تمكن اسامة خلال العامين الماضيين من التعاقد مع جميع السلاسل التجارية والشركة القابضة للتموين واصبحت منتجاته تخاطب جميع فئات المجتمع داخل مصر وخارجها ليحقق نجاحا تلو الاخر ويفتح ابواب رزق ل800 خريج ما بين مهندس وفني واداري وسائق اضافة الي 27 وكيلا يعمل لديهم الاف العمال. لم تتوقف احلام اسامة عند هذا الحد لكنه قرر ان يحقق اكتفاء ذاتيا من الالبان حيث اسس حاليا اول مزرعة من نوعها علي طريق اسيوط الغربي لانتاج الالبان من خلال استيراد ابقار هولندية توفر العملة الصعبة بالاضافة الي اقامة مصنع جديد علي مساحة 3700 متر بوادي النطرون.