وأنت تشاهد علي شاشات التليفزيون مظاهرات الربيع الفرنسي تكاد تلاحظ التطابق بين الربيع العربي والربيع الأوروبي مما يعني أن الفاعل والمخطط والمدبر واحد. إنها عشوائية منظمة وممنهجة جداً ومنفذوها يتبعون الإرشادات التي اتبعت في مخطط "الربيع العربي".. حيث بدأوا بالتجمع السلمي في ميدان الأتوال وفي أهم شارع هو الشانزليزية وكانت البدايات سلمية والطلبات بسيطة ومعقولة وتنحصر في إلغاء ضريبة الوقود ولم يكن الجو ينبئ بشيء غير هذا.. وفجأة قامت الدنيا وكأن هناك مخططاً مجهولاً لها يأمر فتتوالي الأحداث.. مهاجمة الشرطة بشراسة.. وإهانة أفرادها وحرق السيارات والمحال التجارية والتطاول علي رموز الدولة الحضارية كتلطيخ قوس النصر الرمز الفرنسي بكتابات مسيئة واعتلاء قمته وقذف المارة والشرطة بالحجارة والألفاظ النابية. المهم في ثاني "سبت غضب" تضاعفت الأعداد وتصاعدت الهتافات في النبرة وفي الطلبات ولم تعد تكتفي بطلب إلغاء ضريبة الوقود بل وصلت إلي "ارحل يا ماكرون" وهي الكلمة التي تردد مثيلاً لها في مصر أثناء ما أطلقوا عليه الربيع العربي. وبعد مرور يومي سبت غاضبين تراجعت الدولة الفرنسية وأجلت تطبيق الزيادة.. ولكن هل اكتفي المتظاهرون بذلك؟ لا.. رفضوا التنازلات ورفضوا التفاوض وهددوا بأن يكون التظاهر في ثالث سبت حول قصر الرئاسة وامتدت التظاهرات إلي بلجيكا وهولندا واندلعت ثورات الربيع الأوروبي وهو سيناريو عشناه وحمانا الله من مخططه. لقد سمعنا يوما ما وشهدنا دول العالم ومنظماتها لحقوق الإنسان وهي تشجب وتدين تدخل قواتنا لفض المظاهرات وقد جردت من الكثير من أسلحتها نتيجة حرائق الأقسام وقتل أفراد الشرطة وهي تحاول أن تدافع عن منشآتها من الهجمات الإرهابية ولم تطلق رصاصة واحدة وهي نفسها المنظمات التي تري ما تراه الآن في باريس مما يؤكد أن المخطط واحد والمدبر واحد والطريق واحد.. بين الربيع العربي.. والربيع الأوروبي. ** كلام أعجبني: "من زرع خيراً حصد خيراً ومن زرع شراً حصد شراً".