منذ وأن قامت المظاهرات في فرنسا علي أيدي النقابات العمالية التي تنادي بتحسين الأوضاع الخاصة بالعمال وأيضا اعتراضا علي بنود قانون العمل وبالرغم من تصاعد الإضرابات والوقفات الاحتاجيه وأيضا أدت في بعض الأحيان لشل حركة القطارات ومشكله السكك الحديدية كل هذا مع فرض ضرائب علي شريحة معينه من المواطن الفرنسي واستثناء الأغنياء من تلك الضرائب ومؤخرا الزياده في أسعار الوقود والكهرباء تلك القشه التي قطمت ظهر البعير وسط تجاهل وعدم اكتراث من الحكومه الفرنسيه وأيضا وسط عناد من ماكرون رئيس الدوله ادي الي مشهد دامي في شكل المظاهرات الأخيرة التي تفاقمت في محيط أهم أحد شوارع باريس وهو الشانزليزيه هذا الشارع الذي ياتيه السياح من كل بلدان العالم لما له من قيمة تاريخيه لاحتوائه علي اهم رمز لحضارتين عريقتين. قوس النصر الذي يرمز لفرنسا والتي تقابله من الجانب الآخر منه المسله المصريه . أعمال عنف غير مسبوقة ضرب وتدمير وإحراق سيارات وكان فرنسا تحولت الي شوارع عصابات مسلحة ومطاردة من قبل أفراد الشرطه والمتظاهرين دائما نحن نضرب المثل بان فرنسا بلد الحريات والتعبير بسلميه وفي شكل حضاري لكن ما حدث في الآونة الأخيرة غير كل المفاهيم التي عاهادناها في بلد تقدس الديمقراطيه. نحن أمام تصاعد ومطالب للمتظاهرين جميعها شرعيه وأيضا امام مشهد تسلل لبعض العناصر المخربه غيرت مجري المشهد من مجرد المطالبه بحق الي تخريب واعتقالات وإصابات فنحن أمام مشهدين متناقضين. ولا نعلم من هو المستفيد . تلك المظاهرات التي ليس لها قائد وتم الإعلان عنها برغبه من الشعب نفسه من حول تلك المظاهرات السلمية الي أعمال عنف انا اعلم جيدا طبيعة الشعب الفرنسي المحب لبلده هل هو موجة غضب ام استشعار بالتجاهل التام من رئيس يتعمد المضي في سياسات خطأ . هل الأحزاب السياسيه دور في ذلك ؟ القاريء للمشهد يعلم جيدا أن المظاهرات في مضمونها اقتصادي لتحسين الأجور وزيادة الرواتب وأيضا تقليص الضرائب إلا أنه لا يخفي ابدا علي الأذهان ما تقوم به بعض القوي السياسيه للتحريض علي تلك التظاهرات وعلي تغيير الوضع في فرنسا واحراج ماكرون امام العالم . انني أري أن الأمر خطير لانه لم يتحدد فقط علي انه مجرد مظاهرات احتجاجيه لكن الخوف كل الخوف أن تصبح عدوي تضرب أرجاء اوروبا كلها واتضح ذلك من اندلاع هذه المظاهرات في بلجيكا وهولندا وغيرها من بلدان اوروبا . هل يا تري تعلم الغرب شيئا من ثورات الربيع العربي وما حدث من دمار وتشتيت لمعظم الدول العربية ومحاولة للتقليد ؟ . ام ان الغضب وسوء الحكم هو كان القاسم المشترك مابين الغرب والعرب. اعلم ان الظروف والبيئة مختلفه تمام الاختلاف مابين ثورات الربيع العربي ومظاهرات الخريف الأوروبي. فالفرق كبير بين ثوره ومظاهره إلا أن الهدف واحد هو الإصلاح والتطوير والتغيير . فهل سيفهم الغرب ان التدمير لا يغير ولا يطور . الإصلاح يأتي بالبناء وليس والتدمير والتخريب. علي ماكرون مسؤليه كبري ليس هو فقط وعلي رؤساء اوروبا اجمعهم ان يكونوا علي قدر المسؤلية والا ستتحول اوروبا الي منطقه خطره وستحذر الدول العربيه رعاياها من السفر لأوروبا. كما قامت اوروبا من قبل بالتعامل مع ملف الثورات العربيه