أخيرا تكلم الرئيس الفرنسي ماكرون مُعلقا علي مايجري حاليا في فرنسا من تظاهرات غاضبة إقترنت بتخريب وحرق ونهب الممتلكات العامة بل والخاصة وهي الأحداث التي تفجرت إعتراضا علي قرارات إقتصادية تضمنت زيادة أسعار الوقود والضرائب يتصدرها ما يُطلق عليهم أصحاب السُترات الصفراء .! .... وصف الرئيس ماكرون المتظاهربن ، بأنهم "بلطجية"، و"همج". ! .......بتصريحاته تلك فإنه يُصعد اللهجة وقد قال أيضا "لا تراجع عن الضرائب" و رفع سعر الوقود . ! ........ إنهم "بطلجية" والتعبير فرنسي هذه المرة ويقترب من تعبير " إنتفاضة الحرامية الذي أطلقه الرئيس السادات علي المتظاهرين غضبا في 18 و19 يناير سنة 1977 إحتجاجا علي رفع أسعار بعض السلع الهامة إستجابة لرؤي الإصلاح ومنح القروض من جانب البنك الدولي .! ...... يقينا المشهد الفرنسي يختلف من حيث الجذور ولاوجه للمقارنة بين الأحوال في فرنسا ومصر سواءا وقت إنتفاضة الحرامية الشهيرة حسب وصف الرئيس السادات وحتي حاليا من منطلق أن الإقتصاد الفرنسي من القوة بما يصعب أن ينهار فضلا عن المعهود عن الديمقراطية في فرنسا مهد الحرية منذ الثورة الفرنسية الشهيرة قبل نحو ثلاثة قرون .! ....... ظهور قوس النصر وشارع الشانزليزية في خلفية مشاهد حرق السيارات والمنشآت العامة يصدم كل من يتابعون مايجري دون تصديق بأن مايحدث يجري في فرنسا إذا أن تلك الأحداث لصيقة بالشرق الأوسط معقل الثورات المريبة . ! ...... كل القراءات لما يجري في فرنسا تتحدث عن غضبة أمريكية إستتبعت إشعال ثورة ضد الرئيس ماكرون بعد تصريحاته عن جيش أوروبي موحد ونشاطه الذي يحمل رسائل لا تخفي علي الإدارة الأمريكية التي تقود أوروبا وبالتبعية العالم حاليا .! ...... أصحاب السُترات الزرقاء يغلقون أبواب البرلمان الفرنسي بالأسمنت قائلين أنه لم يُعد يُمثل الفرنسيين ويتقاتلون مع رجال الأمن كأن فرنسا تشهد حربا أهلية تزامنا مع السلب والنهب وهو ماجعل الرئيس ماكرون يصف الغاضبين بأنهم بلطجية ! ..... رد فعل أجهزة الأمن الفرنسية عنيف فلا رحمة ولاهوادة وكل شيئ ترصده الكاميرات للعالم ولو تصاعدت الوتيرة قد يصدر الرئيس قرارا بنزول الجيش لحماية الجمهورية والتعبير من المأثورات الفرنسية . ! ......... المظاهرات الفرنسية ليست لأجل إسقاط نظام الحكم ولاتحمل شعارات مؤامرات الربيع العربي الشهيرة ولكنها تتشابه في أنها مبعث ريبة والغرض أبعد مايكون عن مسببات الغضب .! ..... وتستمر ثورة " البطجية "أصحاب السُترات الصفراء والغد لم يزل يحمل المفاجآت واليقين بأن فرنسا معقل الحرية والديمقراطية ستظل قوية.!