* أسعدني وأسعد كثيرين خبر عودة الروح إلي مشروع متحف المنيا أو المتحف الأتوني أو متحف أخناتون طبقاً لما أطلق عليه من مسميات واعتماد 10 ملايين يورو نتيجة ثمار تعاون مصري ألماني لاستكمال مرحلته الثالثة والأخيرة وافتتاح هذه المنارة الثقافية التي تنتظرها المنيا بل وصعيد مصر كله منذ 40 عاماً بالتمام والكمال ليعاودني الأمل لكي أري ويري كثيرون مثلي في حياتنا اكتمال هذا العمل الذي عايشنا وعاصرنا بداياته خطوة خطوة وكان يحدونا الأمل أن يتم الانتهاء منه خلال تلك السنوات الطويلة جداً!! * بداية التفكير في هذا المشروع المتحفي جاءت عقب زيارة وفد سياحي من مدينة هيلدز هايم الألمانية إلي عدد من المناطق الأثرية بمحافظة المنيا في بداية عام 1979 وكان وقتها وحتي الآن لا يوجد في مدينة المنيا متحف بمواصفات متحفية كاملة.. اللهم إلا بدروم وطابق أرضي في مبني مجلس مدينة المنيا استخدم مخزناً لقطع أثرية تجاوزت الآلاف تمثل مختلف العصور التاريخية تعرض الكثير منها لعوامل الرطوبة وأيضاً السرقة وكان لها قضية شهيرة. * سعي المسئولون وقتها إلي إنقاذ ما تبقي من قطع أثرية ونقلها إلي مكان آخر وكان البديل مبني أقيم بمنطقة ماقوسة جنوبالمنيا إلا أنه تعثر تنفيذ ذلك لأسباب كثيرة ليس مهما ذكرها الآن. * عرض الوفد الألماني توقيع اتفاقية تآخي بين مدينة هيلدز هايم وبين مدينة المنيا في نهاية عام 1979 وخلال سنوات تالية تبادل المسئولون من الطرفين زيارات لوفود رسمية وشعبية لألمانياوالمنيا.. ثم أثمرت تلك الاتفاقية إنشاء متحف بالتعاون بين مصر وألمانيا.. قدمت ألمانيا الرسومات التي جاءت عبارة عن شكل هرم متعدد الرؤوس في إشارة إلي اعتراض اخناتون علي الديانات المصرية القديمة وتقرر إقامته علي ربوة مرتفعة بالشاطئ الشرقي للنيل في مواجهة مدينة المنيا إلا أن نقص الاعتمادات وارتفاع التكلفة الذي اعتبرته حكومة ذاك الوقت إسرافاً وتبذيرا!! وحال ذلك دون البدء في العمل أو حتي تحديد الموقع وكاد الأمر ينسي تماماً ويضيع بين دهاليز هيئة الآثار ووزارة الثقافة!! * بعد عام 2000 أحيت محافظة المنيا المشروع بتخصيص 25 فداناً للمتحف بمنطقة أبوفليو علي الشاطئ الشرقي للنيل بعد إزالة التعديات عليها واعتمدت وزارة الثقافة وقتها 80 مليون جنيه علي دفعات لبدء العمل الذي سار بطيئاً مملا في مرحلتيه الأولي والثانية.. وتعثر بعد ذلك مرات ومرات حتي توقف تماماً بعد أحداث 25 يناير إلي أن عادت إليه الروح عام 2014 بعد استقرار أوضاع البلاد. * تبقي كلمة.. هذا المتحف الجديد رغم تكاليفه المرتفعة إلا أنه يعد بمثابة منارة ثقافية حضارية في قلب المنيا ثالث محافظة أثرية بعد الأقصر والجيزة وتضم مناطق أثرية تمثل 6 عصور تاريخية وسينقلها نقلة كبيرة علي خريطة السياحة العالمية.. ونأمل أن يكون العام الجديد 2019 موعداً نهائياً لاستكماله.