ونحن نحتفل بذكري مولد النبي صلي الله عليه وسلم لابد أن ندرك أننا قد أخطأنا في حقه عندما قصّر الكثير منا في إتباع منهجه والسير علي سنته من عدم إتباع السلوك النبوي في حياتنا بصفة عامة وتربية أولادنا بصفة خاصة.. معظم الاهتمام الآن من الوالدين والمربين يكون منصباً علي التفوق الدراسي وتحصيل العلم أما غرس القيم الأخلاقية فلم يعد في بؤرة الاهتمام إلا ما رحم ربي. كما نري التقصير في عدم تعليم الصغار الصلاج وآداب الطعام وعدم احترام الكبير للصغير والصغير للكبير والاستئذان داخل البيوت وخارجها.. واختفي الحوار الهادف وحل محله الجدال العقيم غير المفيد الذي لا ينهض بالمجتمع. وأما عن آداب الاعتذار وثقافته فحدث ولا حرج فقد خرج ولم يعد رغم أن الله تعالي قال في كتابه العزيز "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس". ايضا نفتقد ستر العيوب وعدم التلصص والتنصت علي الجيران والأهل وترك المناسبات الاجتماعية الأسرية والبعد عن صلة الأرحام والإحسان إلي الفقراء وإغاثة الملهوف ومساعدة الغير وعمل الصالحات. هذه الأمور وغيرها اساءت لمبادئ الإسلام السمحة التي أخرجت الناس من العبودية إلي الحرية ومن الظلم إلي العدل ومن الجهل إلي العلم ومن الخوف إلي الأمن. فلابد من العودة والتمسك بالقيم والصفات الحميدة التي أمرنا الله ورسوله بها من الصدق والوفاء وحسن الخلق والرحمة والإيثار والأمانة في القول والفعل والعمل. إن محبة النبي صلي الله عليه وسلم تتحقق بأداء حقوق النبي علي أمته والاقتداء بسنته في كل أمور حياتنا لنصلح ما تدهور من أخلاق ومعاملات وعبادات حتي نستحق أن نكون خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر.