كل الشواهد تؤكد أن السياحة في طريقها إلي استرداد عافيتها.. السياح الأوروبيون. وبخاصة الإيطاليون والبولندييون لا تنقطع زياراتهم عن الحسين وخان الخليلي والغورية.. بازارات الهرم هي الأخري تعيش "حالة انتعاشة" تعيدها إلي الزمن الجميل. فيما تناغم أداء رجال المرور من جهة. والتواجد الأمني في المناطق السياحية ليضيفا معاً إحساساً بالأمان وسهولة الحركة والتنقل. الأمر الذي لاقي استحساناً وإشادة من قبل السائحين أنفسهم. تجولت "الجمهورية" في منطقتي الهرم والحسين للتأكد من التزام أصحاب البزارات والمحلات السياحية بعدم التعرض للسائحين والزائرين. في "الحسين" تقابلنا مع محمد سوبيا يعمل بأحد المقاهي السياحية الذي أكد عودة حركة السياحة بنسبة 90%. فهناك العديد من الأفواج الأوروبية والإيطالية والبولندية التي قامت بزيارة منطقة الحسين التي يحرص علي زيارتها السائحين لما يوجد بها من أماكن مخصصة لبيع المصنوعات الجلدية والنحاسية والإكسسوارات التاريخية كالسيوف والأحزمة والعباءات الفرعونية التي تعكس صور الحضارة المصرية. مشيراً إلي اختفاء مهنة "الخرتية" بالمنطقة وتحول الأمر إلي وسيلة لجذب السائحين بطريقة لائقة وعرض المقهي بطريقة تلقي قبول لديهم. حيث يقوم بشرح محتويات قائمة الأصناف وأسعارها لمرشدهم السياحي الذي يقوم بدوره بإقناعهم للجلوس علي المقهي. مؤكداً عدم التفرقة بين المصريين والأجانب في العرض أو المعاملة. فهم كلهم أصحاب مكان. أضاف زكريا عبدالخالق من محافظة سوهاج أنه يأتي لزيارة بازارات الحسين ومنطقة خان الخليلي لشراء الهدايا التذكارية والإكسسوارات التاريخية والبخور وأوراق البردي المنقوش عليها حكايات الفراعنة ويفضل الجلوس بجوار المسجد ليقوم برسم لوحاته الفنية المستوحاة من المكان. مشيراً إلي تغير المنطقة للأفضل وتكثيف التواجد الأمني حولها والتزام الخرتية بمحلاتهم. أشارت لبني متولي مدرسة حضرت من محافظة الفيوم مع رحلة مدرسية قامت بها المدرسة لزيارة مسجد الحسين وخان الخليلي ومنطقة الغورية لتعرف الأجيال علي أهم المناطق الأثرية التي تحكي جزءاً كبيراً من تاريخ مصر. ولاحظت تطوراً كبيراً في المكان. وعودة الروح الإيجابية له. حيث اختفت معظم المظاهر السلبية التي كانت تسيطر علي المكان لفترات كبيرة من انتشار المتسولين حول المسجد والباعة الجائلين الذين يقومون بالإلحاح علي الزائرين وفرض بضائعهم. مما يجعل الزوار ينفرون من المكان. بجانب انتشار رجال الشرطة وتنظيم حركة مرور السيارات لتسهيل مرور المواطنين والحد من الحوادث. أكد حامد زكريا سائق بمنطقة مشعل بالهرم اختفاء "الخرتية" الذين كانوا يتواجدون بأعداد كبيرة. ويقفون وسط السيارات ويتعاملون مع المارة والسيارات بعنف وبلطجة لإجبارهم علي الدخول للمنطقة الأثرية والبازارات. مما كان يثير ذعر المواطنين والسائحين. حتي بدأوا ينفرون من زيارة الأهرامات والمناطق السياحية. وبفضل جهود المسئولين اختفت تلك الظاهرة من المنطقة وأصبح الدخول آمن دون بلطجة. وتروي مني عواد ربة منزل أنها كانت تكره المرور من نهاية شارع الهرم بسبب وجود الخيالة والخرتية الذين أثاروا الذعر في نفوس المواطنين والسائحين الذين يدخلون للمنطقة الأثرية. ولكن الآن أصبحت المنطقة هادئة بعد اختفائهم والتزامهم بأماكنهم ومحلاتهم وإلا ستقع عليهم عقوبات صارمة من المسئولين. مما يشكل صورة إيجابية لدي السائح الذي يحرص علي زيارة الأهرامات أولاً ضمن برنامج الزيارات. رقابة مشددة سامي جودة مدير آثار مدينة طابا أوضح أن الخرتية لا يتواجدون إلا في منطقة الهرم والحسين بالقاهرة فقط. وأساليبهم العنيفة تؤثر بالطبع علي السياحة بالسلب. أما في المناطق السياحية مثل شرم وطابا والغردقة فلا وجود لهم الآن. لأنه أصبح لديهم وعي كبير في التعامل مع الزائرين سواء مصري أو سائح عربي أو أجنبي. وملتزمون بمحلاتهم وأماكنهم. كما أن الرقابة مشددة عليهم من قبل الجهات الأمنية والمحليات. مشيراً إلي أنه في آخر زيارة له بالجيزة من فترة قصيرة لاحظ اختفاء تلك الفئة التي كانت تتعامل مع زوار المنطقة بالعنف والبلطجة لإجبارهم علي الدخول للمنطقة الأثرية. مما يرهبهم بشكل كبير ويجعلهم ينفرون من المرور بالمنطقة. مؤكداً أن وزارة الآثار تشكل حالياً حملات توعية للمواطنين وتلاميذ وطلاب المدارس بجميع المراحل علي مستوي مدارس الجمهورية. من أجل توعيتهم بأهمية آثار مصر وحضارتها. وقيمتها.. وأهمية الحفاظ عليها. في محاولة لعودة السياحة من جديد لمصر التي تعتبر سنداً قومياً واقتصادياً. يشير أسامة السقعان رئيس قطاع الإشراف علي المشروعات القومية بمحافظة الجيزة إلي أنه تم تشديد الرقابة الأمنية علي المنطقة الأثرية بالجيزة. وتشديد المحافظة علي هؤلاء الخرتية لمنعهم من الوقوف والتعامل بتلك الوسائل المفزعة التي تسبب ترهيب وتهديد للمارة سواء مصريين أو أجانب. والتشديد علي التزامهم بمحلاتهم وأماكنهم. مما يعطي صورة حضارية وإيجابية للسياحة داخل مصر.