27 عاماً هي عمر مهرجان الموسيقي العربية.. ومازال قطار المهرجان يمضي ويضيء مسارح دار الأوبرا بنجاح حفلاته الجماهيرية ولتواجد عدد كبير من نجوم مصر والوطن العربي مما ساهم في إقبال الجمهور علي معظم حفلاته الموسيقية والغنائية.. وللعام الثاني علي التوالي يتم حجز تذاكر الحفلات من خلال الموقع الإلكتروني والذي شهد اقبالا لأكثر من 2 مليون زائر حاولوا شراء وحجز التذاكر ولم يفلح سوي عدد قليل وصلوا إلي 25 ألف شخص هم جمهور ليالي المهرجان الغنائية ب6 مسارح "الكبير- الجمهورية- معهد الموسيقي العربية- مسرح سيد درويش بالإسكندرية- مسرح أوبرا دمنهور".. بالاضافة إلي مسرح المركز الثقافي بطنطا في أول مرة يستقبل فيها حفلات المهرجان. بينما اكتفي المسرح الصغير باستضافة المؤتمر العلمي ومسابقات المهرجان. لافتة "كامل العدد" كانت مرفوعة في معظم حفلات النجوم الذين جاءوا من 8 دول عربية في مقدمتهم نجوم لبنان الأكثر مشاركة في حفلات المهرجان علي رأسهم سيدة الغناء اللبناني ماجدة الرومي التي أحيت حفل الختام بمفردها في أول مشاركة لها بالمهرجان إلي جانب المشاركة الدائمة لعاصي الحلاني ورامي عياش.. ولأول مرة سعد رمضان وكارلا رميا بينما يعود وائل جسار للمهرجان بعد غياب 20 عاما عن أول مشاركة إذ كان في ذلك الوقت ببداياته الفنية. غياب الموشحات والطقطوقة وبالرغم من تواجد نجوم مصر والوطن العربي إلا أن هؤلاء لا يقدمون سوي أعمالهم الخاصة ومازال المهرجان لا يهتم بالغناء القديم لأساطين الغناء أمثال صالح عبدالحي ومنيرة المهدية وغيرهم.. ويخلو المهرجان من أغاني الموشحات والدور والطقطوقة والمونولوج والتي تجدهم خاصة الموشحات متوفرة في فرق دول تونس والمغرب بل وإسبانيا. اكتفي النجوم بتقديم وجبة دسمة من أغانيهم الخاصة وألبوماتهم الأخيرة- وهو ليس بمكان المهرجان- مع تطعيم الحفل بأغنية أو اثنتين لعبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب فمثلا غني وائل جسار "بحلم بيك" ورامي عياش "سواح" وماجدة الرومي "أحلف بسماها" وكلها للعندليب الأسمر بينما غني صابر الرباعي أغنية وطنية خاصة لمصر "جينا جينا.. للسمرة الحلوة جينا". مهرجان القلعة كل هؤلاء النجوم من الممكن تواجدهم بمهرجان القلعة للموسيقي والغناء.. مع تطويره وارتفاع ثمن تذكرته والتنسيق في عملية الدخول والخروج.. ليقف المهرجان شامخا أمام مهرجانات أخري تجري في أماكن أثرية مثل جرش بالأردن وبعلبك بلبنان وقرطاج بتونس. جاءت مشاركة المطربة التونسية لطيفة بمثابة المفاجأة علي اعتبار أنها المشاركة الأولي لها في المهرجان برغم تواجدها الدائم في مصر منذ سنوات لأكثر من 25 عاما ولذلك تم تكريمها بأن تكون نجمة حفل الافتتاح حيث استقبلها الجمهور بحب وتقدير لتقدم فاصلاً من أجل أغانيها وتخرج سريعا من حالة الاضطراب التي انتابتها في بداية دخولها المسرح. مسك الختام كان مسك الختام مع نجمة لبنان الفنانة ماجدة الرومي حيث أحيت الحفل بمفردها والذي جاء لينعش ذاكرة الفن الأصيل.. الفن الجميل.. فحفل ماجدة للسمو والعلو والفن الراقي المحترم في وقت ظهرت أصوات الدخلاء يغنون كنعيق البوم. فغنت ماجدة أجمل أغانيها ما بين ألحان والدها الراحل "اسمع قلبي وشوف دقاته" كلمات نزار قباني مرورا باعتزلت الغرام- وغني للحب- إلي لون العالم لجمال سلامة ومفترق الطرق لصلاح جاهين وكمال الطويل. عبرت ماجدة الرومي عن حبها الشديد لمصر منذ طفولتها وعشقها للفن المصري منذ كانت تشاهد أفلام الأبيض والأسود فأحبت نادية لطفي وسعاد حسني وسراج منير وزينات صدقي.. وضحكت في أفلام اسماعيل يس وماري منيب وقالت انها تربت علي الأصوات المصرية عندما كانت تسمع اذاعة مصر لأغاني أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وليلي مراد. عاشقة مصر وأضافت مؤكدة أنها سعيدة بتواجدها في مصر قائلة: مصر هي الحضن الدافئ ومصر هي عاصمة التاريخ والخلود وأحب النيل ومصر هي خط الدفاع الأول عن الكرامة العربية وإذا مصر بخير فالوطن العربي كله بخير. واختتمت ماجدة الرومي رسالة الحب المتدفق لمصر.. وبعفوية شديدة قالت انها كانت تحب أفلام ميرفت أمين ونجلاء فتحي خاصة مع النجم حسين فهمي وعندما كانت صغيرة في سنوات المراهقة أحبت حسين فهمي وتمنت أن تقترن به. طرائف ومواقف ومن المواقف الطريفة بحفلات المهرجان عندما غني هاني شاكر للعندليب بصوت دافئ "بأمر الحب" نال خلالها تحية الجمهور مما دفع السيدة زوجته "نهلة" الجالسة في الصف الأول لأن تقف لتلتقط صورة سيلفي معه.. فما كان من هاني سوي أن ينحني ليقبل رأس زوجته تعبيرا عن حبه الكبير لها وسط صيحات الجمهور وتصفيقهم. الفنان رامي عياش أشار إلي ان أول حفل له بالمهرجان كان منذ خمس سنوات وكانت أمه تجلس وسط الجمهور واليوم يفتقد أمه بعد رحيلها فغني لها أغنية "أمي" بمصاحبة أطفال الكورال. وعبر الفنان عاصي الحلاني عن حبه لمصر بغنائه "كبيرة يا مصر" و"نسايم الحرية يا مصر" إلي جانب "أحلف بسماها".. كما غني "ست الستات يا مصرية" التي تعشقها فتيات ونساء مصر. ومن أجمل الفقرات الموسيقية الفاصل الخاص بالموسيقار البحريني وحيد الخان الذي عزفت له أوركسترا القاهرة السيمفوني مقطوعاته الموسيقية التي نالت اعجاب الحضور وهو اضافة ايجابية للمهرجان في تواجد هذا الفنان الملهم الذي نطالب بأن تستضيفه دار الأوبرا المصرية في حفلاتهم القادمة.