المسح الطبي الشامل والفحص الدقيق للحالة الصحية للمواطنين بقري ومدن مصر بدأت مرحلتها الأولي بنجاح في تسع محافظات تحت شعار 100 مليون صحة.. وسيتم انطلاق المرحلة الثانية في إحدي عشر محافظة ديسمبر القادم وتنتقل بعدها لبقية المحافظات في المرحلة الثالثة والأخيرة من مبادرة رئيس الجمهورية والتي تستهدف أكثر الأمراض انتشاراً بين المصريين وأكثرها خطراً علي صحتهم وهي فيروس "سي" والسكر والضغط والسمنة المسئولة عن 70% من الوفيات والقضاء علي قوائم انتظار العمليات الجراحية. وما يبعث علي التفاؤل أنه تم الإعداد لهذه المبادرة بدقة واضحة ويتم تنفيذها بكل جدية وإصرار علي السير فيها بأقصي كفاءة وصولاً للهدف وهو علاج كل من تثبت إصابته بهذه الأمراض الخطرة بالمجان. وإذا أضفنا إلي ذلك ما بدأته مصر مع بداية العام الدراسي الحالي من السير علي طريق إصلاح وتحديث وتطوير التعليم نكون قد بدأنا بالفعل السير بكل قوة وعزيمة علي طريق بناء الإنسان المصري صحياً وعلمياً وعملياً وبدنياً حتي يكون مؤهلاً وقادراً علي تحقيق طموحنا المشروع في بناء دولة قوية وقادرة. وبالتالي فإن هذه المبادرة سوف تمسح عن وجه مصر خطايا الأنظمة السابقة من إهمال صحة المصريين وعدم حمايتهم من التلوث وتركت الشعب فريسة للأمراض المختلفة بسبب المبيدات الفاسدة. لذا كان لابد من حشد كل الجهود لضمان الوقاية والعلاج من خلال حصر أسباب الفيروسات الكبدية والفشل الكلوي وغيرهما من الأمراض القاتلة حتي نضمن عدم وجود ملايين جديدة من المرضي بعد علاج القوائم الحالية. علي الجانب المقابل يجب علي الحكومة اتخاذ عقوبات فورية ورادعة للقضاء علي الملف الكارثي المزمن للصرف الصناعي من المصانع الخاصة والعامة التي تلقي مخلفاتها في مياه النيل إضافة إلي الصرف الزراعي والصحي في الترع والمصارف ومجري النيل الذي نشرب منه وتروي به المزروعات التي نأكلها.. لأن الوقاية خير من العلاج.