أقل ما يمكن أن نصف به الحال في اتحاد الكرة المصري أنه مولد يبحث عن صاحب وسط زحام شديد وارتباك غير مسبوق بين قطاعاته وإداراته المختلفة والنتيجة تهديدات متتالية بالانسحاب والمواجهات القانونية أحيانا والكلامية في أحيان أخري. المتابع الجيد لما يدور في 5 شارع الجبلاية يدرك بما لايدع مجالا للشك أن إداراته المختلفة تتصارع أكثر مما تتعاون في معالجة أي نوع من القضايا أو الملفات وأن كل صاحب قرار أو اتجاه في الجبلاية يري في نفسه القدرة علي التصرف والتحكم دون الرجوع لمن يعلوه في الهيكل الإداري أو حتي من بين أعضاء مجلس الإدارة . أزمة تهديد عامر حسين رئيس لجنة المسابقات بالاستقالة من منصبه بسبب قضية المصري وملعبه والاتهامات الموجهة للعميد ثروت سويلم المدير التنفيذي للاتحاد في هذا الشأن وما سبقها من مشاكل تعلق بعضها بأعضاء المجلس أنفسهم . دليل قاطع لا يقبل الشك أن الهيئة الحاكمة للكرة في مصر في حاجة ملحة إلي نظرة مختلفة سواء من وزارة الشباب والرياضة فيما يتعلق بالملف الإداري وأخري من المجتمع تضعهم موقعهم أو مكانهم الطبيعي دون مجاملة أو مبالغة. المهندس هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة وعضو المكتب التنفيذي للاتحادين الدولي والأفريقي ومن معه من قيادات يري كل منهم في نفسه القدرة علي إدارة اتحاد باكمله وليس فرعا أو إدارة منه . تركوا الحبل علي الغارب لمن يمتلك الوقت للتواجد والمتابعة والإشراف كي يدير ويتحكم . ويصدر البيانات ويتدخل لتعديل المسار والتحكم في مصير الأندية وعناصر اللعبة المختلفة. لم يتردد أي منهم في وصف موقفه بالقوة . وبسط نفوذه وسيطرته ليتحكم في اللجان والمناطق والمنتخبات ويكيف الخطابات والمراسلات علي هواه ووفقا لرؤيته ونظرته دون تقيد برؤية المجلس وسياسته أو المتبع من لوائح وقوانين . وكانت النتيجة منطقية وهي مواجهة مجموعة من المخالفات المالية والإدارية . شارك فيها الصغير والكبير معا . وحان وقت مواجهة النتائج المترتبة عليها.