تبذل الدولة المصرية مجهودات مضنية ومتواصلة منذ عام 1952 وأيضاً منذ 2013 لبناء مصر الحديثة من خلال الامتداد العمراني والانتشار الأفقي للخروج من وادي النيل الضيق إلي الصحراء الشرقية والغربية وتم تحقيق جزء كبير من هذه المجهودات من خلال انشاء المدن الصناعية السكانية في اطراف الوادي مثل العاشر من رمضان والسادات والصالحية وبرج العرب والعامرية والسادس من أكتوبر وبني سويف الجديدة والمنيا الجديدة وأسيوط وقنا بالإضافة إلي استصلاح ملايين الأفدنة منذ ثورة 1952 في مديرية التحرير والنوبارية وبنجر السكر والحمام والضبعة والصالحية والفرافرة وتوشكي والعوينات وسيناء. وبناء المصانع الحكومية والخاصة والاستثمارية. وعلي التوازي اهتمت الدولة المصرية ببناء الإنسان المصري القادر علي تنفيذ هذه المشروعات والمنتمي للوطن المصري الغالي والقادر علي التأهل في المجال العلمي والثقافي والرياضي والفني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والإعلامي ولقد تعاقبت الأجيال منذ 1952 وما قبلها وحتي عام 1990 بصورة رائعة ومتميزة بالنسبة لبناء الإنسان المصري في كل المجالات. ومع أحداث 25 يناير 2011 والانفلات الأمني وما تبعه من انفلات أخلاقي وعلمي وثقافي ورياضي وإعلامي ومخططات الصهيونية العالمية والعالم الغربي لاضعاف العنصر البشري العربي عامة والمصري خاصة وإغراق الدولة المصرية بكل أنواع الموبقات والمخدرات والمواد المهدئة والأفلام الاباحية من خلال نوافذ التواصل الاجتماعي المتعددة وضعف الأب والأم أمام أولادهم وسيطرة المادة والمال علي حياة الإنسان المصري والجشع الجائر من التجار وارتفاع تكاليف الحياة والإعلانات التي تدعو المواطن المصري لدخول مراحل الاكتئاب لعدم قدرته علي مسايرة نخبة الشعب المصري القادرين مالياً وابتعاد المدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة والإعلام عن دورهم التربوي. نري الكارثة والمواقف السيئة والمشينة للإنسان المصري في الوقت الحالي حيث نسمع يومياً عن حوادث نادرة الحدوث في مصر قبل ذلك أو في أي دولة خارجية عربية أو أجنبية. هل يصدق العقل بأن نصل لمرحلة قتل الابن لأبيه وأمه أو جده أو جدته من أجل سرقة ألف جنيه فقط وقتل الأب والأم لأولادهم. إننا بذلك ندخل مرحلة خطيرة جداً للإنسان المصري. ولذلك فإن المجهودات المضنية والرائعة المتميزة التي تقوم بها الدولة المصرية حالياً في مجال التعمير الاسكاني والتنمية الزراعية والصناعية وانشاء 20 مدينة جديدة علي مساحة 580 ألف فدان لاستيعاب 30 مليون نسمة بحلول عام 2030 والمشروعات القومية في مجال الطاقة والطرق والكباري والانفاق والري والصرف الصحي والمياه سيضيع تأثيرها الايجابي إذا لم نتجه لبناء الإنسان المصري ومواجهة السلبيات الحالية والمستقبلية التي ستقضي علي الأجيال القادمة. لابد من وقفة صارمة لمواجهة تهريب المخدرات والموبقات والسيطرة علي سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي وعدم استمرار الأب والأم لممارسة دورهم التربوي ومنع الإعلانات المستفزة وتقليل المشروعات الخدمية والسكانية غير الإنتاجية التي تجعل المواطن المصري يجري وراءها ويترك تنفيذ المشروعات الانتاجية الزراعية والصناعية. إن الإنسان المصري في خطر والأسرة المصرية في خطر والدولة المصرية في خطر بسبب الضغوط الأجنبية والمحلية ولذلك يجب بناء الإنسان المصري علي التوازي مع بناء الجماد ومهما تم تطوير الجماد بدون وجود الإنسان والمنتمي والمستثمر لوطنه سوف لا نستفيد من تلك الأعمال التي لم تحدث من قبل طوال تاريخ الأمة المصرية. لذلك نري أهمية تشكيل مجموعات من المصريين العلماء في المجال التربوي والفني والصناعي والزراعي والعلمي وتكليفهم بالمرور علي كل المحافظات وعقد اللقاءات مع الطلبة والطالبات في كل مراحل التعليم والمزارعين والفلاحين والعاملين بالمصانع والانشاءات لتأهيل وصقل وبناء الإنسان المصري من جديد. أرجوكم أرجوكم الزمن يمر والإنسان المصري يمر بأصعب مراحله ويجب بث روح الأمل والتفاؤل لدي الإنسان المصري واظهار وشرح الحقيقة الفعلية والأعمال المخططة التي تتم لأول مرة في تاريخ مصر ونتائجها علي الإنسان المصري. نري تجميع بعض الوزراء والمحافظين ورؤساء الهيئات السابقين المنتمين للوطن الغالي والأدباء والفنانين والرياضيين في مجموعات تجوب الوطن الغالي لانقاذ الإنسان المصري وبنائه من جديد والمحافظة عليه.