كانت الأيام الأخيرة لحكم الرئيس المعزول محمد مرسي قاتمة.. باتت اجواء الحرب الأهلية تهدد الدولة.. وبات يلوح في الأفق پأن يكون مصير مصر هو نفس مصير الصومال والعراق وسوريا.. ومخطط الحلف الصهيوأمريكي والذي يضم اذنابه جماعة الإخوان الإرهابية وبتمويل ودعم من قطروتركيا. أصبح جاهز للتنفيذ بالكامل وهو المخطط المشبوه الذي ادركته مؤسسات الدولة والقوي السياسية مبكرا لذا كانت دعوة تكتل القوي الثورية الوطنية لجعل 30 يونيه يوما لمحاسبة ¢محمد مرسي¢ ثم تأسست حركة تمرد لاجراء انتخابات رئاسية مبكرة ونجحت بمساعدة الجميع في الحصول علي 13 مليون توقيع لاسقاط ¢حكم المرشد¢ وكانت ¢جبهة الانقاذ¢ التي ضمت اغلب التيارات السياسية تمثل الغطاء السياسي پلمطالب المصريين برفض اختطاف الوطن علي يد جماعة فاشية.. ثم انتظر الجميع تدخل القوات المسلحة الوطنية والانحياز إلي المطالب الشعبية كما كانت دائما.. وهو ما تحقق خاصة بعد تراجع ¢المعزول¢ عن وعوده باحتواء الازمة السياسية وجاء خطابة الشهير يوم الاربعاء 26 يونية 2013 ليثبت انه لا يريد حلاً وانه لا يملك من أمره شيئا وان الحكم كله في يد مرشد الإخوان ¢محمد بديع¢ ونائبه ¢خيرت الشاطر¢ وان الجماعة متمسكة بالحكم حتي لو ادخلت البلاد في حرب أهلية. وان الإخوان غير مستعدين لأي حل سياسي وان الاقصاء بات قرارا نهائيا بالنسبة لهم وهدد الجميع قائلا: ¢دونها الرقاب¢ في تأكيد لشعار ¢أنا أو الدم¢.. وهنا جاء انحياز القوات المسلحة لإرادة المصريين بمنح الجميع اسبوعا للتشاور وتجنيب البلاد مخاطر الاقتتال الداخلي خاصة في ظل احتشاد انصار المعزول في ميدان رابعة العدوية.. ولعدم استجابة الإخوان اصدرت القوات المسلحة بياناً اخيراً منحت الجميع 48 ساعة اضافية للتوافق ثم كان 3 يوليو الذي اعلنه المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع وقتها بحضور ممثلي الازهر الشريف والكنيسة والقوي المدنية وشباب الثورة استجابته لمطالب 30 مليون مصري خرجوا في مظاهرات عارمة في مختلف انحاء الجمهورية يطالبون باسقاط حكم المعزول واجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتعديل دستور الإخوان الاقصائي. واعلان تولي المستشار عدلي منصور. رئيس المحكمة الدستورية العليا. رئاسة الجمهورية لحين اجراء الانتخابات الرئاسية. الواقع أن المصريين عاشوا واحدة من اسوأ فترات حياتهمپ في عام تولي الرئيس المعزول محمد مرسي السلطة. وضح ذلك بشدة في الايام الأخيرة من حكمه. فقد كان ¢المعزول¢ ضعيفاً ومرتبكاً ويفتقد الرؤية والارادة السياسية ومؤسسة الرئاسة غائبة الوعي لا تخرج من كارثة حتي تدخلنا في اخري. بداية من تحدي القضاء ومحاولة تغيير ثوابته. ومحاصرة المحكمة الدستورية. ومهاجمة الاعلام وحصار مدينة الانتاج الاعلامي. واقصاء القوي المدنية.اعادت مجلس الشعب بالمخالفة للقانون. وأصدر اعلاناً دستورياً باطلا . وتعين نائب عام ملاكي للجماعة. وترك الحكم لمكتب الارشاد. والسماح بقتل المصريين أمام قصر الاتحادية. والأفراج عن الارهابيين بقائمة العفو الرئاسي. والصمت عن تكوين امارة إسلامية في سيناء. والتورط في مذبحة بورسعيد. وإشعال الفتنة الطائفية بخطاب ¢الأهل والعشيرة¢. وصناعة أزمة سد النهضة الاثيوبي. والاحتفال مع قتلة السادات بانتصار أكتوبر. ومحاولة الزج بالجيش المصري في الحرب الدائرة في سوريا. والارتماء في احضان قطر. علاوة علي وصفه رئيس وزراء اسرائيل پبصديقي العزيز بيريز وسعيه لتشكيل حرس ثوري علي غرار الحرس الثور الإيراني. شهدت الايام الاخيرة لحكم المعزول سعي الجماعة بشكل كبير إلي ¢أخونة الدولة¢ وهي الخطة التي تصاعدت وتيرتها. بعد محاولات جماعة الإخوان المستميتة بزرع قياداتها وعناصرها في مراكز القوي داخل الدولة المصرية. ويكفي أن نعرف انه في مؤسسة الرئاسة فقط خلال حكم الإخوان. كان 8 من قيادات الجماعة يعملون داخل القصور الرئاسية وهم كالتالي: ¢د.محمد مرسي. عضو مكتب الإرشاد. رئيس حزب الحرية والعدالة. وياسر علي المتحدث باسم الرئاسة. ودكتور عصام الحداد مساعدا لشئون العلاقات الخارجية والتعاون الدولي: هو عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان. المسئول عن ملف العلاقات الخارجية في الجماعة. مدير حملة مرسي الانتخابية. وأحمد عبدالعاطي: مدير مكتب رئيس الجمهورية. عضو جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة. المنسق السابق لحملة مرسي. بالإضافة لكل من الدكتور محيي الدين حامد. مستشار الرئيس. عضو بجماعة الإخوان. عضو بمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين. ود.حسين القزاز مستشار الرئيس. وكان يشغل منصب المستشار الاقتصادي لجماعة الإخوان وحزبها الحرية والعدالة. ود.أميمة كامل السلاموني. مستشار الرئيس لشئون المرأة. عضو حزب الحرية والعدالة. ود.عصام العريان مستشار الرئيس لشئون الخارجية. نائب رئيس حزب الحرية والعدالة. شغل منصب المتحدث الرسمي للإخوان عدة سنوات قبل ثورة 25 يناير. وآخرون. وكان من أهم الجرائم التي ارتكبتها الإخوان خلال حكم ¢المعزول¢ الدخول في معركة شرسة مع القضاء المصري. ومحاولات تعيين نائب عام بدلا من النائب العام عبد المجيد محمود. وسمي وقتها ¢النائب الملاكي¢ ليس هذا فحسب. بل حاصرت الإخوان المحكمة الدستورية العليا. ولم يتمكن مستشارو المحكمة الدستورية العليا من الحضور إلي مقر المحكمة بسبب الحصار الذي فرضه آلاف من المنتمين إلي جماعة ¢الإخوان¢. علي مقر المحكمة. الأمر الذي دفع المحكمة وقتها إلي إرجاء النظر في الدعاوي التي تطالب ببطلان مجلس الشوري. والجمعية التأسيسية للدستور آنذاك. ثم فجأة دون أي مقدمات. أصدر محمد مرسي إعلانا دستوريا في 22 عام 2012 . جاءت فيه مواد تقنن الديكتاتورية. ومن أبرز هذه المواد. إنپ الإعلانات الدستورية والقوانين والقرارات الصادرة عن رئيس الجمهورية منذ توليه السلطة في 30 يونيو 2012 وحتي نفاذ الدستور وانتخاب مجلس شعب جديد تكون نهائية ونافذة بذاتها غير قابلة للطعن عليها بأي طريق وأمام أي جهة. كما لا يجوز التعرض بقراراته بوقف التنفيذ أو الإلغاء. وتنقضي جميع الدعاوي المتعلقة بها والمنظورة أمام أي جهة قضائية. بالإضافة لتعيين النائب العام من بين أعضاء السلطة القضائية بقرار من رئيس الجمهورية لمدة أربع سنوات تبدأ من تاريخ شغل المنصب. ويشترط فيه الشروط العامة لتولي القضاء وألا يقل سنه عن 40 سنة ميلادية ويسري هذا النص علي من يشغل المنصب الحالي بأثر فوري. ولا يجوز لأي جهة قضائية حل مجلس الشوري أو الجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستور. وعقب إعلان مرسي ¢الإعلان الدستوري¢ غضب المصريون. الأمر الذي دفع المعارضين للإعلان الدستوري للخروج في مظاهرات أمام قصر الاتحادية والتظاهر فيه. لتأمر الجماعة شبابها بالهجوم علي هؤلاء المعارضين في مشهد أدي إلي سقوط ضحايا ومصابين كثر. وكان دليلاً علي دموية الجماعة. بعدما أقدمت علي استخدام السلاح لضرب المعارضين. مما أدي إلي حدوث قتل وترويع أمام قصر الاتحادية دون تدخل من مرسي الذي سمح لشباب الجماعة بقتل المعارضين. وهي الواقعة التي حكم فيها بالسجن 20 عاما علي مرسي وقيادات إخوانية في قضية ¢أحداث الاتحادية¢. الارتماء في أحضان الشيعة وأردوغان زيارة الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد. لمصر خلال عهد محمد مرسي. ولقاؤه بالرئيس المعزول بجانب قيادات بجماعة الإخوان ودعوته لتوثيق العلاقات مع مصر. كانت بداية القشة التي قصمت ظهر البعير بين الإخوان والسلفيين. الذين يرفضون التطبيع مع إيران. حيث أعقب الزيارة دعوة لوزير السياحة في عهد مرسي لتشجيع السياحة الإيرانية إلي القاهرة وهي الدعوة التي لاقت هجوما شديدا. خوفا من تمدد الفكر الشيعي لمصر. وهو ما دفع قطاعا كبيرا من الشعب بجانب التيار السلفي للصدام مع الإخوان. والتمهيد لإسقاط الجماعة. بعدما اكتشفوا العلاقة القوية التي تربط بين التنظيم وإيران التي لها مطامع توسعية في المنطقة. ليس هذا فحسب بل تجلت ميول الإخوان لرجب طيب أردوغان وتسليمه مفاتيح مصر. كما سعي مرسي وجماعته إلي تشكيل حرس ثوري لحماية الإخوان. وذلك من خلال محاولة تفكيك مؤسسات الدولة. وعمل مؤسسات بديلة. هو ما كشفه عاصم عبد الماجد عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية. عندما أكد أن الجماعة الإسلامية كانت تتناقش مع الجماعة لتدشين ما اسماه ¢الحرس الثوري¢ علي غرار الحرس الثوري الإيراني. إلا أن الفكرة فشلت في النهاية. وكانت استضافة شيوخ الإرهاب في ذكري انتصارات أكتوبر. الطامة الكبري التي كشفت حقيقة الإخوان وتعاونهم مع الإرهابيين. فخلال احتفالات أكتوبر. فوجئ الجميع باستضافة الجماعة ورئيسها محمد مرسي لشيوخ الإرهاب الذين تورطوا في قتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطل حرب 1973. وكان علي رأسهم عاصم عبد الماجد عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية وطارق وعبود الزمر. وقيادات بارزة بالجماعة الإسلامية. وهو ما دفع كثيرين من أبناء السادات لمقاطعة الاحتفالات. وأثار هذا المشهد سخطا كبيرا من جانب طوائف كثيرة من الشعب التي استنكرت استضافة المتورطين في عمليات إرهابية في مثل تلك المناسبات. مكتب الإرشاد والتحالف مع قطر في عام 2014. خرجت جريدة الشرق الأوسط. بتفاصيل حول اجتماعات كانت تعقد داخل القصر الرئاسي في عهد محمد مرسي. بحضور أعضاء مكتب الإرشاد. وجعل طاولة اجتماعات الرئاسة جزءاً من اجتماعات أعضاء مكتب الإرشاد. وجلوس محمد بديع مرشد الإخوان علي الكرسي المخصص للرئيس في طاولة الرئاسة. فجميع الشواهد والقرارات التي كانت تخرج من محمد مرسي كانت تذهب أولا لمكتب الإرشاد. ولعل أبرز هذه الأمور كانت حركة المحافظين والتعديلات الوزارية التي كانت تخرج من مكتب إرشاد الإخوان إلي مكتب الرئاسة مباشرة لتعلن في قرار رئاسي بعدها في عهد مرسي. ووثق الإخوان علاقة مصر بتركياوقطر في ذلك الوقت. حيث زاد اعتماد الجماعة علي الديون القطرية لمحاولة إنقاذ أنفسهم. كما أن الجماعة قامت بزيارات عديدة في عهد مرسي لتركيا ومحاولة استقطاب رجال أعمال أتراك في مصر. ولعل الاتفاقية التي وقع عليها مرسي التي تعفي المنتجات التركية من الجمارك أكبر دليل علي ذلك. وعدة مرات كان يدعو محمد مرسي قيادات شيوخ الإرهاب للقائه داخل القصر الرئاسي. وبالتحديد قيادات الجماعة الإسلامية. وكان من بين نتائج تلك اللقاءات قرارات العفو الرئاسي التي أطلقها مرسي بشأن إرهابيين متورطين في أعمال عنف والذين تم اكتشاف تورطهم بعد ذلك في أعمال عنف جديدة بعد عزل مرسي. وكان مرسي دائم استضافة طارق الزمر وعاصم عبد الماجد داخل القصر الرئاسي. لطرح مبادرات. كما انه كان يدعو قيادات الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد في الحوارات مع الأحزاب التي كان يدعو لها خلال عهده. تكفير المعارضة تكفير المعارضة. ولعل هذا ظهر جليا في خطاب الشيخ محمد عبد المقصود الداعية السلفي.پ خلال خطبة محمد مرسي في استاد القاهرة في يونيو 2013. عندما وصف من سيخرجون في 30 يونيو بأنهم أعداء للدين. وهي التصريحات التي أثارت جدلا واسعا حينها مع المعارضين للإخوان واعتبروها محاولة لتكفير المعارضة واستحلال دمائها. ومن أهم أخطاء الإخوان خلال تواجدهم في الحكم. تحويل التنافس السياسي إلي صراع عقائدي إيديولوجي وتحويل رئاسة الدولة لمنصب ديني لداعية إسلامي منتمي لتنظيم وليس رئيسًا لدولة مدنية تعددية. علاوة علي عدم حل جماعة الإخوان فور الوصول للسلطة فلم يعد هناك حاجة لجماعات ولا مبرر لوجودها لكن الإصرار علي بقاء التنظيم حتي بعد صعود الإخوان للحكم كان معناه الوحيد هو أن الجماعة تسعي لابتلاع مصر وضم مصر للجماعة. كما حاولت الجماعة جعل مصر تابعة وخادمة لمصالح قوي توسعية إقليمية بمشاريع إيديولوجية علي رأسها تركيا بتمويل ودعم قطري والسعي لإدخال مصر في صراعات إقليمية مذهبية مناهضة وتمثل ذروة الخطر علي الأمن القومي المصري والعربي. عندما نادي مرسي في جمع من قادة السلفية الجهادية ¢لبيك يا سوريا¢ معلنا الجهاد في سوريا بما معناه الزج بمصر في حرب طائفية مذهبية خارج حدودها. وهو ما كان سيشعل الأوضاع في مصر ويلحقها بمصير سوريا والعراق وتحويلها لميليشيات وصراعات وفوضي مذهبية ودينية. ثم التحالف مع التنظيمات التكفيرية والجهادية المسلحة علي رأسها القاعدة والاستقواء بالجهاديين والتكفيريين واستخدامهم كسند وداعم في مواجهة مؤسسات الدولة الأمنية والجيش. وتورطت جماعة الاخوان في معاداة مؤسسات الدولة والتحالف مع الكيانات الساعية لتخريبها وهدمها من أقصي اليمين كالتنظيمات التكفيرية إلي أقصي اليسار كالاشتراكيين الثوريين وروابط الألتراس و 6 إبريل. ومعاداة التيارات الفكرية والسياسية القائمة وعلي رأسها التيار الناصري والقومي والتيار الليبرالي باعتبار أن هناك صراعا وثارات بين التيار الإسلامي وتلك التيارات وأنه علي الإخوان بعد صعودها تصفية الحسابات معها. محاولة تفتيت جبهة الانقاذ لم تمض ايام علي فضيحة سد النهضة لنكتشف ان ¢فيروس¢ العلنية سيطر علي عقل الجماعة التي كانت تعشق العمل السري طوال تاريخها الذي امتد لنحو 90 عاما حتي بعد ان وصلت للسلطة بفضل ثورة ينايرپ فسربت عن طريق محللها الجديد ¢ ايمن نور¢ اجتماع العشاء الذي اقامه في منزله بين عمرو موسي وخيرت الشاطر وهو ما كان سريا عند توجيه الدعوة لكليهما وذلك من اجل ¢ضرب كرسي في كلوب¢ جبهة الانقاذ وتفتيها قبل مظاهرات 30 يونيو الجاري والداعمة لدعوات شباب الثورة وفي مقدمتهما تكتل القوي الثورية والوطنية وحركة تمرد لاسقاط النظامپ وهو ما تسبب في لغط شديد في جبهة الانقاذ التي تعالت الاصوات داخلها بابعاد عمرو موسي المرفوض بالاساس. لكن المخطط لم يتم وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن فأصوات العقل داخل الجبهة تمسكتپ بموسي لتفويت مخطط تقسيم المعارضة بل اعلنت لاول مرة انها مع اسقاط النظام والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة ودعمها لشباب الثورة وحركة تمرد.پ ولم تعد تكتفي بدعواتها السابقة لتغيير الحكومة واقالة النائب العام لتكتشف الجماعة ان لقاءپعمرو والشاطر في الشقة المفروشة بالزمالك كان لعبة ¢مفقوسة¢ ومهندسها اكتشف انه سوابق صفقات ويلعب علي كل الحبال. وفقد بريقه في زمن لا يعترف الا بالرجال فاعلن انه سيعتزل العمل السياسي حتي يخفي كسوفه بينما ادركت الجماعة ان زواجها من مصر باطل حتي لو راهنوا علي 100 محلل فلم يعد هناك مكان لعواجيز الفرح والباحثين عن دور حتي لو ملطخ بالعار فلا صوت يعلو فوق مصر. ولن يستطيعپ دعاة العنف والبلطجة حماية نظام فاشل ولن يصمدوا امام شعب ثائر. يوما فاصلا كان 30 يونيه يوما حاسما في تاريخ مصر. وأظهر اننا أمام ثورة شعبية خالصة فالشعب لم يحقق شيئا من أهداف ثورته فلا وجد عيشا أو عملا فطوابير الخبز ازدادت طولا والبطالة دخلت كل بيت. والحرية أصبحت غائبة وتم اضافة الالاف للسجون والمعتقلات. پوحرية الرأي پوالتعبير كانت مهددة باستمرار بداية من حصار مدينة الإنتاج الاعلامي والهجوم المتكرر علي الصحفيين والاعلاميين ووصفهم ب¢سحرة فرعون¢. وصولا الي أزمة وزارة الثقافة وتعيين متشدد علي رأسها هو د.علاء عبدالعزيز اما العدالة الاجتماعية فكانت غائبة في ظل وزير استثمار اسلامي بلغت فاتورة أكله هو واصدقائه خلال شهر واحد فقط 80 ألف جنيه. علاوة علي پارتفاع مجنون في الأسعار وانهيار اقتصادي اما الكرامة الانسانية فقد سحل المصريون وتم تعريتهم امام العالم وصفعت بناتهم وقتلوا عمدا دون اي حساب من احد. خلال تلك الفترة فقد المصريون ثقتهم في اداء أو ولاء جماعة الاخوان المسلمين الحاكمة پللدولة بعد ان أثبت الرئيس انحيازه پللأهل والعشيرة من أنصاره فقط الذين احتشدوا بالالاف في مؤتمراته الأخيرة مرددين هتافات النفاق والتأييد له في تكرار بغيض لما كان يحدث في ظل نظام مبارك الذي ثار ضده الشعب واسقطه في 18 يوماً فقط. وكانت تهديدات عاصم عبدالماجد ومحمد البلتاجي وعصام العريان وغيرهم پباستخدام العنف ضد المتظاهرين دليلاً جديداً علي تورط الجماعة في العنف والإرهاب لكن هذا لم يمنع فجر ثورة 30 يونيه من البزوغ. خطاب الدعوة للثورة كان خطاب الرئيس المعزول في 26 يونيه. بخلاف ما توقعه البعض. حيث كانوا ينتظرون قرارات تنهي الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد إلا ان الجميع فوجئوا برئيس يشعل النار ولا يطفئها.. يهدد ويتوعد وكأنه لم يتعلم من مصير سابقه. ويقول: ¢لن اتغير ولن استمع لصوت العقل¢. فقد أصدر حركة محافظين مخزية ومدمرة للوطن. واعلن قطع العلاقات مع سوريا ليؤكد مجددا أنه خادم للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة. حيث لم يجرؤ علي اعلان ذلك الا بعد ان قررت أمريكا تسليح المعارضة السورية ووافقت اسرائيل علي ذلك وهو ما زاد حجم المخاوف من اشعال صراع سني شيعي في حرب نخوضها بالوكالة عن الغرب. حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل سوي رغبة مرسي وجماعته كسب رضا أمريكا لمنحه الضوء الأخضر للتمادي في تنفيذ ما اطلقه انصاره من دعوات لابادة المتظاهرين پفي 30 يونيه. وباتت القوي السياسية تدرك ان ما يشغل ¢المعزول وجماعته¢ هو تمزيق الوطن ومهاجمة المعارضة لدرجة ان شيوخ النفاق اتهموا من يخرج في 30 يونيه بالكفر والخروج عن الحاكم واجازوا قتالهم يأتي ذلك بعدما اصبحوا عبيدا للدينار والريال والدولار. وانهم امام رئيس خائن للعهود. وسمح بسفك دماء المصريين. رئيس وافق علي ترخيص الكباريهات لمدةپ 3 سنوات وزيادة الضرائب علي الخمور ولم يعرف أحد اي مشروع يروج له كذبا باسم الاسلام وهو منه بريء. مليون مسلح قبل 30 يونيه كان نفس الاشخاص الذين يحرمون المظاهرات ضد مرسي هم انفسهم من حرموا الخروج ضد مبارك ثم ركبوا الثورة لكن الاخطر انهم اجازوا مواجهة المتظاهرين في 30 يونيه بالسلاح مما يعيد للاذهان احداث العنف والإرهاب التي ارتكبها هؤلاء في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي. وهددت حملة ¢تجرد¢ التي يقودها عاصم عبدالماجد الموالية للمعزول پبتجهيز مليون مسلح للدفاع عن حكم. وهو ما كان ينذر بان الجماعة ورجالها كانت مستعدة لاشعال حرب أهلية من أجل السلطة. وهو ما يعكس الدور العظيم للقوات المسلحة المصرية الباسلة والشرطة الوطنية في حماية مؤسسات الدولة ومنع الاقتتال الداخلي الذي كان يروج له هؤلاء المتورون. وكانت المؤتمرات والمظاهرات المتكررة للرئيس وانصاره لا تعكس رؤية حقيقة لانهاء مشاكل الوطن أو رسم ملامح سياسة خارجية فاعلة علي المستوي الاقليمي والدولي لكنها استمرار لاهدار دولة الدستور والقانون. وتزيد من حجم مشاكل الوطن فلأول مرة في التاريخ تصبح حدودنا الأربعة مهددة سيناء أصبحت مرتعا للارهابيين والخارجين عن القانون. والسودان جنوبا حصلت علي وعد رئاسي تتنازل مصر بمقتضاه عن حلايب وشلاتين. والحدود مع ليبيا أصبحت ¢سداح مداح¢ للإرهابيين والمهربين وتجار السلاح والمخدرات. لم يستمع لأحد وقبل لحظات من ثورة 30 يونيه كانت هناك اصوات عاقلة تقودها القوات المسلحة. والقوي السياسية والتي طلبت من ¢المعزول¢ إصدار عدة قرارات لتجنب مصير ¢حسني مبارك¢ ومنها اقالة حكومة هشام قنديل وكل ما فيها من وزراء اخوان وتشكيل حكومة تكنوقراط وأقالة النائب العام وتعيين اخر وفقا للدستور والقانون وحل مجلس الشوري الباطل ومنح البرلمان القادم حق اصدار دستور توافقي كدليل علي حسن النوايا وانه رئيس لكل المصريين وليس للأهل والعشيرة فقط. والا تغره قوة جماعته أوعدد أنصاره. فالشعب رقم صعب ومن يتحدي شعبه يكسر ويزل. فلم يستمع لأحد بل هدد المصريين قائلا: ¢انا أو الدم¢ وهدد انصاره باشعال الوطن. لكن كان خروج اكثر من 30 مليون مصري في مظاهرات عارمة وغير مسبوقة علي مستوي العالم قد كتب فصل النهاية لحكم مرشد الارهابية وجاء اعلان 3 يوليو 2013 ليكتب فصلاً جديداً من تاريخ الوطن. الوطن الذي رفض ان يتم اختطافه من جانب جماعات العنف والتطرف. الوطن الذي وقف بوعي ابنائه حائط صد منيعاً أمام مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي صنعه الحلف الصهيوامريكي واذنابه من اجل تفتيت الدول العربية وتحويلها إلي دويلات طائفية ومتصارعة. پفقد ابهر المصريون العالم وجعلوه يعيد قراءة التاريخ ويتوقفوا بتمعن واعجاب بما قاله الحجاج بن يوسف الثقفي عن المصريين في وصيته لطارق بن عمرو حين صنف العرب فقال عن شعب مصر العظيم :¢لو ولاك امير المؤمنين امر مصر فعليك بالعدل فهم قتلة الظلمة وهادمو الامم وما اتي عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الام رضيعها وما اتي عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار اجف الحطب »وهم اهل قوة وصبر وجلدة وحمل و لايغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج علي رأسه وإن قاموا علي رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه فاتق غضبهم ولا تشعل نارا لا يطفئها إلا خالقهم. وتابع ¢ فانتصر بهم فهم خير اجناد الارض واتق فيهم ثلاثا : نساءهم فلا تقربهن بسوء وإلا اكلوك كما تأكل الاسود فرائسها. وارضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم. ودينهم وإلا احرقوا عليك دنياك. وهم صخرة في جبل كبرياء الله تتحطم عليها احلام اعدائهم وأعداء الله¢.