تزايد التوك توك مركبات وسائقين.. بأعداد فلكية ومساحات جغرافية واسعة الانتشار واقتحامها لأحياء وشوارع.. والطفو علي السطح في نقاط كان مجرد رؤيتها فيها من المستحيلات علامات لواقع اقتحمت دوائره منظومة النقل الجماعي أولاً.. حيث نراه كالجراد المنتشر حول محطات المترو والسكة الحديد.. وبالتالي دائرة قوي العمل المسئولة عن الخدمة والتشغيل في قطاع النقل.. والمزدحمة حالياً بسائقي الأتوبيسات والمترو والميني باص.. والتاكسي الأبيض والأسود بل والمتعاملين مع أوبر وكريم.. ناهيك عن سائقين لوسائل ابتكرها المصريون.. منهاالسيارة "الثمن" المنافس الأول لكل من التوك توك والميكروباص معاً.. والتي فيما نعلم بدأت إجراءات ترخيصها للنقل الخفيف.. ومنها أيضاً ذلك التريسيكل الذي أغلق بصندوق عند الحداد لينقل الأرزاق من لحوم وأسماك وخضر وفاكهة.. وأحياناً بشر.. وهو ما قد نلحظه صباح أيام الدراسة أمام المدارس الرسمية القادم الكثير من طلابها وطالباتها من قلب الريف. وقبل الإشارة إلي النقل الخفيف والثقيل بأنواعه.. لا ننسي أن العربات الكارو التي يجرها الحصان أو الحمار ماپزالت تجوب الشوارع باطمئنان.. وكثافة.. رغم مغريات الاستبدال التي يعرضها المسئولون علي أصحاب هذه العربات.. ولا ننكر أنها وسيلة مواصلات تجلب الفرحة للصغار في الأعياد وتنقل الكبار لزيارة القبور. كما هو معروف الذي يعمل لابد من تأهيله لسوق العمل.. سواء قبل دخول الميدان.. أو علي رأس العمل.. وهناك مهن يجري التأهيل لها بالتعليم والتدريب لسنوات طوال.. وأخري حرفية أناط بها الأجداد المعلم أو شيخ الصنعة.. يكشف صلاحية الصبي أولاً.. ثم بعدها الوسيلة المؤهلة لنقل أسرار الصنعة وخبراتها إليه.. ومع اختبارات علمية في أمور محدد يصل بعدها إلي مرحلة الأسطي.. يستقل بورشته أو دكانه.. ويتولي أيضاً مهمة تواصل الإعداد للإجيال وهو ما اصطلح عليه باسم الصبي بلية.. بالإضافة لمهن الإعداد المكثف طويل المدي وما يلحق به من دورات تدريبية وورش عمل ومنح بالخارج إلخ.. يحتاج المجتمع في مهن أخري للاطمئنان علي كفاءتها التعامل مع الآلة والشارع والزبون واتخاذ القرارات الصائبة إذا ما تعرض لخطر الحوادث.. وهؤلاء مثل السائقين يلتحقون بمدارس التأهيل لقيادة السيارات ثم اختبار في المرور.. للحصول علي رخصة.. خاصة أو مهنية متدرجة.. تجدد كل فترة بعد الاطمئنان علي سلامة البدن والبصر والسلوك المنضبط القويم في الطريق. هذا المجال الأخير هو ما نري أنه المناسب لتأهيل سائقي التوك توك.. ومن في حكمهم خاصة وقد أصبحت أعدادهم بالملايين- طبقاً للتقديرات تتجاوز عربات التوك توك الثلاثة ملايين مركبة- يقودها أعداد لن تقل كثيراً عن ذلك.. يتعاملون مع الطريق والناس والآخرين بعشوائية وهوايتهم السير في الممنوع.. والتسلل ما بين المركبات الأخري.. لا يهمهم قواعد المرور أو الزحام.. كما أن تصميم التوك توك وجوانبه المفتوحة لا تؤكد بديهية الأمان والسلامة والمتانة.. العامل الأساسي في اشتراطات المرور.. هؤلاء الذين يتزايدون كل يوم.. من هم ومن أين؟.. هم يشكلون ظاهرة أفرزتها سلبيات عديدة معظمها معروف للجميع.. تضم خريجي تعليم عال ومنهم طلاب بالإعدادي يتركون عرباتهم أمام المدارس ومراكز الدروس الخصوصية.. ومنهم من اكتشف فيها وسيلة للرزق الوفير.. بعد أن أصبح لها زبائنها من ركاب القطارات والمترو والنقل الجماعي.. بين جنباتها يضيق أربعة أو خمسة أشخاص.. تفضلها سيدات وربات بيوت لتحمل فيها أغراضها من السوق.. كما أنه يتمتع بميزة الدخول إلي الحواري الضيقة دون عناء.. ولذلك نراهم يتكدسون بالعشرات أمام أماكن تخطر أو لا تخطر علي البال.. وجانب كبير منهم يحاول استثمارها كمشروع تجاري.. يدبر ماله بأكبر عدد ممكن من التكاتك يذكرنا بالزمن الجميل أيام كان مطرب الأجيال محمد عبدالوهاب يستثمر أمواله في تاكسيات تجري في الشوارع.. بانضباط ويرتدي السائقون زياً خاصاً.. نلمحه في الأفلام القديمة الآن. هذه الفئة تحتاج أولاً إلي قاعدة بيانات وتصنيف للجهة المسئولة عن التأهيل.. إما وزارة القوي العاملة أو التضامن الاجتماعي.. ومعهم بالطبع الإدارة العامة للمرور.. تفتح الملف ليشمل أيضاً الترخيص وعلاج ما يعاني منه الشارع من صداع ومشاكل تصل إلي حد المشاجرات بل والسرقات.. وتستكمل بها ما بدأته المحليات في القاهرة وعدد من المحافظات.. حيث نري بعض مركبات التوك توك تحمل أرقاماً للسير والعثور عليها عند الحاجة.. وعمل اللجنة المقترحة الخروج بمنهج متكامل يستفيد من ملاحظات الجمهور ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وما تكون لدي الرأي العام من فكرة ورؤية.. وتتمشي مع ما تقوم به الدولة من جهود لتنظيم وتطوير منظومة النقل الاجتماعي.. بعدما دخل سائقو التوك توك بالفعل سوق العمل.. وبقي أن يكونوا داخل المنظومة بصورة صحيحة تخدم المجتمع.. وتفيد جميع الأطراف.. وتنتظم الأمور كمهنة معروف من ينضم إليها.. ومهنة تعطي مسئولية متزايدة.. وربما تضيف سبباً جديداً ومهما للتأهيل عندما نكافح العبارات المفضلة للسائقين والمنقوشة علي المركبات.