مع اقتراب موعد اعلان نتائج الثانوية العامة.. نتذكر عنوان هذا الخبر الذي نشر في الصفحة الأولي بجريدة الجمهورية: هستريا بكاء لطلاب العلمي من طلاسم الكيمياء.. وفي التفاصيل أن لجان الثانوية العامة شهدت أمس حالة من الغضب والانهيار لدي الطلاب من صعوبة "الكيمياء". وعلي مدار الامتحانات كانت عناوين عشرات الاخبار وتفاصيلها تتشابه مع الخبر السابق في مواد اخري مثل الفيزياء واللغة الانجليزية وغيرها.. حالات اغماء بالجملة.. بكاء وعويل.. انتحار طالب من أعلي البرج وانتحار طالبة بالاسكندرية قفزا من شباك شقتها وانتحار ثالث ورابع.. ويبقي السؤال الذي يجب ان تتصدر الإجابة عليه اي مشروع لتطوير التعليم: هل يحدث هذا في أي دولة من دول العالم ولماذا يحدث عندنا نحن فقط وبوكالة حصرية؟. وعلي الرغم من محاولات وزارة التربية والتعليم نفي صعوبة الامتحانات وتكرار الجملة الشهيرة بأنها في مستوي الطالب المتوسط إلا ان أخبارها اكدت أن ما حدث كان بالنسبة لمئات الآلاف من الطلاب كارثيا: تحقيقات مع لجان واضعي اسئلة بعض المواد.. اعادة توزيع الدرجات في مواد اخري.. تعديل نماذج الإجابة في مواد ثالثة.. ومرة أخري يبقي السؤال الحائر: ما ذنب الطالب في كل هذا وما هو تأثير امتحانات "الالغاز" علي تركيزه في امتحانات المواد الأخري بعد أن يتملكه الإحباط من ضياع حلمه في اللحاق حتي بكلية من كليات القاع. المنطق يقول إن واضعي مثل هذه الامتحانات "التعجيزية" التي لا تترك مجالا للفوز برحمة مكتب التنسيق إلا لطلاب الغش الجماعي والفردي.. يجب أن يحاكموا أمام القضاء بتهمة السادية وتدمير احلام مئات الآلاف من الطلاب واضاعة مجهود 14 عاما من الدراسة.