تعيش القارة العجوز حالة من الانقسام لم تشهدها من قبل حول كيفية التعامل مع مسألة الهجرة. فضلا عن تباين الرؤي حول مستقبل منطقة اليورو. وجهود تقليل التداعيات الاقتصادية الناجمة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وهو الامر الذي اجتمع من اجله امس قادة الاتحاد الاوروبي للمرة الثانية خلال اسبوع واحد في بروكسل. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد حذرت من أن مستقبل أوروبا بات علي المحك في قضية الهجرة وذلك قبل ساعات من انعقاد قمة للاتحاد الأوروبي وهي القمة التي شهدت مناقشات شائكة حول القضية . وقالت ميركل متحدثة أمام مجلس النواب الألماني "أمام أوروبا الكثير من التحديات لكن تلك المرتبطة بمسألة الهجرة قد تقرر مصير الاتحاد الأوروبي" داعية إلي حلول "متعددة الأطراف" بدلا من اتباع نهج "أحادي". يذكر ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يسير علي نفس نهج المستشارة الالمانية فهو مهتم بالتوصل إلي حل أوروبي. لأنه يخشي علي كيان الاتحاد الأوروبي الا ان الحزب المسيحي الاجتماعي يعتقد أن ماكرون اشتري دعمه لميركل بوعود مالية. اما رئيس الوزراء الإسباني الجديد بيدرو سانشيس فيبدو أنه تحرك في إطار يخدم ميركل عندما قبل أن ترسو سفن تقل لاجئين أفارقة رفضتهم الحكومة الإيطالية بموانيه مغلبا العامل الانساني الا انه قال بوضوح أن بلاده تحتاج إلي دعم في تجاوز متاعب الهجرة. ويعتبر رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أحد المشاكسين الكبار لميركل فكونتي يرفض استقبال اللاجئين المسجلين في إيطاليا ويدعمه في هذا بوجه الخصوص وزير الداخلية ماتيو سالفيني من "رابطة الشمال" المعادية للأجانب. وتري ميركل ضرورة قصوي لتطوير آليات مراقبة أوروبية لمنظومة الهجرة وسياسية اللجوء. موضحة أن انتقال مواطنين من دول غير أوروبية بين دول الاتحاد الأوروبي. عليها أن تخضع لانضباط وتوجيه , مضيفة إنه وإذا لم يتم التوصل إلي اتفاق بين أطراف القمة. فستكون هناك حاجة إلي ما أطلقت عليه "تحالف الراغبين" الذي لا يجب عليه أن يمضي في "اتجاه واحد". أو يكون "علي حساب طرف ثالث". وإنما يعتمد علي مبدأ "التشاور مع الحلفاء". هذا وتتجه المستشارة الألمانية إلي القمة وسط تراجع غير مسبوق لوزنها السياسي فداخليا. باتت ميركل مطالبة بانتزاع توافقات تبدو مستحيلة. لإرضاء وزير داخليتهاپالممثل لتصور مخالف عن تصورها في قضية الهجرة. وبلغ الصراع بين الاثنين لدرجة أن وضع الوزير هورست زيهوفر أمام رئيسته ميركل مهلة إلي غاية يوم الاثنين القادم. عدا ذلك سوف يقوم بطرد المهاجرين المسجلين في بلد آخر عند الحدود بصورة أحادية. وفي العواصم الاوروبية سببپملف الهجرة توترا والذي تجسد مؤخرا في مواجهات دبلوماسية بشأن سفينتين لمنظمتين غير حكوميتين تنقلان مهاجرين. وأبدت ميركل أملها في قيام "تحالف للمتطوعين" من الدول ال 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لإبرام اتفاقات تسمح بإعادة المهاجرين إلي أول دولة سجلوا فيها.