مرت علينا منذ ايام ذكري يوم مجيد في تاريخنا المعاصر . ذكري العاشر من رمضان . يوم يعيش فيه المصريون ذكريات العزة والفخر عن حق . يوم عادت لهم فيه كرامتهم حينما تمكنت قواتهم المسلحة من كسر الغرور وإذلال العسكرية الإسرائيلية التي ظن قادتها انه الجيش الذي لا يقهر . يوم رأوا فيه لأول مرة الجنود الإسرائيليين وهم يساقون أسري منزوعي السلاح وأيديهم مقيدة للخلف للقوات المصرية . ويرون قائد احد المواقع الإسرائيلية المحتلةبسيناء وهو يؤدي التحية العسكرية للقائد المصري وهو يسلمها له بعد ان طوي العلم الإسرائيلي منكس الرأس معلنا هزيمته وتسليم نفسه وقواته وموقعه للقوات المصرية. لم يكن يتصور أي من كان أن يتمكن المصريون من عبور أكبر مانع مائي في التاريخ وهم صائمون وفي عز الظهر. ليأخذوا الإسرائيليين علي بغتة بحلقة واسعة الأبعاد شديدة الذكاء من الخداع المخابراتي الإستراتيجي ليكسروا الصلف الإسرائيلي بعزم الرجال وقوة الإرادة وبسلاح يعد بدائيا بالنسبة لما كان في حوزة الجندي الإسرائيلي . حرب كانت معجزتها الرئيسية والتي مكنت مصر من تحقيق الفوز العظيم هي شجاعة إتخاذ القرار من القائد الذي تحمل مسئوليته ومسئولية الحرب منذ البداية وحتي النهاية . وأيضا كانت معجزتها الثانية والأهم هي الجندي المصري. جندي المشاة والمدفعية وجندي القوات الخاصة من صاعقة ومظلات وضفادع بشرية ومهندسين عسكريين... الخ. الذين حمل كل منهم رأسه علي كفه وقدمها فداء تحرير تراب مصر وعودة كرامتها وعزتها التي ظن البعض انها فقدتها للأبد. جندي المشاة المصري الذي كانت تهرب من امامه المدرعة الاسرائيلية حين تراه يحمل سلاحه ال أر بي جي. ولا ينسي التاريخ ابدا. عقب هزيمة 1967. مقولة رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه الجنرال ديان انهما كانا ينتظرون كل يوم سماع رنين جرس تليفونهما ليعلن الزعيم عبد الناصر رمز العروبة من خلاله لهما عن إستعداد مصر للاستسلام وعقد معاهدة سلام مذلة مع الإسرائيليين بلا شروط . يوم لا يمكن ابدا ان يمحي من تاريخ مصر . يستحق بجدارة أن يحتفل به المصريون حيث تحقق لهم فيه عودة الكرامة والعزة التي ظن البعض انهما ضاعا وللأبد . يوم يحمل ذكري للإسرائيليين هم مستعدون ان يدفعوا فيه اي ثمن ليمحي من ذاكرتهم وصفحات كتب التاريخ . يوم اثبت فيه المصريون انهم شعب صاحب حضارة عريقة ووطن لا يمكن ان يفرطوا في حبة رمل منه . شعب يعتز ان تحت كل شبر من أرض سيناء ترقد جثة شهيد او رويت بدماء شهيد .. يوم عظيم في تاريخ مصر يمدنا ومثله الكثير من تاريخنا بالقوة والطاقة علي إستكمال الطريق.