لم يقتصر دور أجهزة الأمن بوزارة الداخلية علي مكافحة الجريمة بل امتد ليشمل كافة المجالات الإنسانية من أجل راحة المواطنين وحرصا علي حياتهم .. آخر تلك المواقف البطولية لرجال الشرطة كان قيامهم بانقاذ حياة 21 طفلا من طلاب المرحلة الإعدادية بإحدي المدارس الدولية الذين تعرضوا للموت أثناء تواجدهم بمحمية وادي دجلة بالصحراء الشرقيةبالقاهرة بسبب سوء الأحوال الجوية والسيول التي أدت الي تعطل سياراتهم واحتجازهم 3 ساعات بالمنطقة الجبلية التي تبعد حوالي 4 كيلو مترات عن الطريق العام .. ليقوم رجال الأمن بانقاذهم في اللحظات الأخيرة فجرا وتسليمهم لذويهم . المأساة الإنسانية دارت فصولها المثيرة عندما قررت إدارة إحدي المدارس الدولية بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة تنظيم رحلة ترفيهية لطلاب المرحلة الاعدادية لقضاء يوم كامل بالمبيت داخل المحمية الطبيعية بوادي دجلة بالمعادي والتي تبلغ مساحتها حوالي 60 كيلو متراً وتمتد من الشرق إلي الغرب بطول 30 كيلو .. وتمتاز المنطقة الجبلية بالصخور والحفريات والمناظر الطبيعية التي تجذب السياح والمواطنين للاستمتاع بقضاء أجمل الأوقات بها . في الموعد المحدد تجمع الطلاب داخل أتوبيس المدرسة ومعهم المشرفون للتوجه إلي المحمية دون أن يدري أي منهم بما يخفيه لهم القدر وأن أوقات المتعة التي ظلوا يحلمون بها كثيرا ستنتهي بمأساة حيث فوجئوا وهم في حالة فرح وسعادة بعد وصولهم بساعات أثناء إقامتهم خيام المبيت داخل المحمية قرب منتصف الليل بسوء الأحوال الجوية وعاصفة ترابية شديدة تبعها برق ورعد وأمطار غزيرة وسيول أدت إلي اقتلاع الخيام لتطير في الهواء مما أصابهم بحالة رعب وفزع شديدين بعد انهيار جزء من مدخل المحمية ليتم احتجازهم بعد فشلهم في الخروج بسبب مخرات السيول والمدقات الجبلية خاصة بعد تعطل سياراتهم ليستسلموا لقدرهم . لم يجد مسئولو الرحلة أمامهم حلا وسط حالة انهيار الأطفال وتعرضهم للضياع والموت في الظلام سوي الاستغاثة بشرطة النجدة وهم يرددون "الحقونا احنا بنموت داخل محمية وادي دجلة بالمعادي.. ولا نستطيع التحرك لاحتجازنا بمياه السيول وتعطل سياراتنا". فور اخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة توجه علي الفور لمكان الحادث بصحبة رجال الحماية المدنية وضباط قسم شرطة المعادي وهم في سباق مع الزمن لانقاذ حياة الأطفال وسرعة تحديد مكانهم بتلك المنطقة المظلمة مستخدمين الكشافات في الدخول للمدقات الجبلية بمساحة 4 كيلو مترات حتي وصلوا إليهم بصعوبة بعد سماع أصوات استغاثاتهم التي هزت سكون الليل وسط أصوات البرق والرعد .. في نفس الوقت الذي تجمع فيه عشرات المواطنين من أهالي واسر الأطفال في حالة فزع ورعب خوفا علي مصير أولادهم الصغار. تمكنت قوات الشرطة بعد عملية بحث وتمشيط استمرت قرابة 3 ساعات من تجميع الأطفال وتهدئتهم والوصول بهم إلي بر الأمان خارج المنطقة الجبلية سالمين ليقابلهم ذووهم بالأحضان في مشهد مأساوي أبكي جميع الحاضرين وهم يرددون الهتافات لرجال الشرطة علي دورهم البطولي في انقاذ أولادهم الذين شاهدوا الموت بأعينهم . قدم الأهالي الشكر لرجال الشرطة علي مواقفهم الإنسانية واستجابتهم السريعة في تلك الأوقات العصيبة لانقاذهم وسط منظومة أرسي قواعدها اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية لإثبات أن جهاز الأمن ليس دوره فقط مكافحة الجريمة وانما يمتد للحفاظ علي أرواح وحياة المواطنين ومشاركتهم في المواقف الإنسانية بهدف مد جسور الثقة بين المواطن ورجال الشرطة . پ پ