بحياة الباحث عن استواء تكاملية الإدارة السياسية لذاتية فرديته الشخصية .. ¢أو لغيرها¢.. أن يبدأ بإدراك عدة مفاهيم هي في حد ذاتها معادلات نفسية .. كل معادلة فطرية منها تحتاج منه الاختيار بين ما تحمله من نور أو ظلمة أسماء علمية .. أي من هدي أو ضلال .. أي من خير أو ضر.. أي من حق أو باطل .. ¢أي من حق منير هاد نافع أو باطل مضل ضار¢.. فإذا توصل للاختيار بحق أسبابه الاعقالية العلمية يصبح ذاك الاختيار .. ¢اختيارا يقينيا¢.. ومع ممارسة ذاك اليقين الاختياري عمليا .. ¢سياسيا¢.. وقياس هديه ونفعه الحق من خلال نتائجه.. يثبت ذاك الاختيار ويتأصل ويتمدد فرعه بالنفس.. ويصبح أحد سمات المحتوي النفسي العقائدي.. أما إن تم الاختيار بهوي باطل علم البغي واعقالاته المتغيرة .. فلا ثبات وتأصيل له بالنفس بذات متغيراته.. حتي إن استهوته واستحبته النفس بنتائج نفعه الباغي .. فإن ثباته النسبي بالنفس لا يكون مطمئنا.. وهذا هو الاختيار العقائدي الظني.. ¢الذي لا يغني من الحق شيئا¢.. فماذا وتلك معادلة مفهوم واحد من مفاهيم عدة يتكون منها مضمون المحتوي النفسي العقائدي وعليها أن تتكامل في معادلة واحدة.. بمعادلة حق أسباب العلم الأولي.. ¢يتمكن اليقين الاعتقادي من التراكب والتراكم التفاعلي المتكامل باستواء¢.. أما بالمعادلة الثانية وهوي باطل الاختيار بها .. لا يستوي التراكب والتراكم الظني ويتعظم عدم الاطمئنان العقائدي بالنفس.. إذن.. بديهيا قياسيا يصبح الاعتقاد اليقيني بتعاظم اطمئنانه التراكبي التراكمي المتكامل .. ذات سمات عملية سياسية ثابتة الظاهر والباطن والنتائج.. حتي لو تراوحت نفعية ثمار تلك النتائج بين الكثرة والقلة.. أما المعتقد الظني فبأرجحة عدم اطمئنانه النفسي التكاملي .. فلا ثبات لسماته العملية السياسية.. بل تراوح نفعية ثماره - إن وجدت أحيانا - يكون بين الإثمار وعدمه الذي يأكل سحت ما قبله من ثمار.. ما سبق ورغم تأكيد سيطرة الاعتقاد علي السياسة التطبيقية .. إلا أنه مازال يفتقد للتفصيل الذي ينتقل به من مجرد النظرية العامة إلي حيز الواقع.. ¢وماهية نسبه دوليا سياسيا¢.. في مناخ يدعي فيه كل معتقد أنه الأحق يقينيا .. ¢والأنفع سياسيا¢.. ولذا.. سأحاول من خلال رؤيتي الشخصية - والرؤية الحق لله - تسجيل بعض المفاهيم التي تشير إلي الاعتقاد الحق اليقيني النافع .. وماهية سياسته العادلة وإدارتها علي أي مستوي إدارة سياسية.. : أولا.. هناك فارق تفصيلي بين المعتقد.. ¢وسياسته¢.. من حيث المسئولية والتأثير العام في الأرض والناس.. فالمعتقد أمر شخصي بمكنونه النفسي وكل إنسان هو حر فيما انتوي من معتقد .. ولكن.. تنتفي تلك الحرية وذاك الفاصل حين يظهر حكم معتقده في صورة سلوك عملي تأثيري .. ¢أي سياسة¢.. وهذا الفارق برؤيتي هو الفرق بين.. ¢الإيمان والإسلام¢.. ثانيا.. يصبح الاعتقاد الإيماني الاختياري الفردي.. ¢حق يقيني فقط¢.. ونفعه شخصي فقط أيضا .. حينما يكون الإعتقاد إيمانا بوحدانية الخالق.. وأن الخالق هو الله سبحانه وتعالي دون أي من شرك ولا شريك.. وأنه تعالي واحد أحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد.. وأن له جل شأنه مدلولات ومعاني الأسماء الحسني كلها ما علم منها وما لم يعلم.. إلخ.. ثالثا.. يكتمل ذاك الحق اليقيني المعتقدي إيمانيا.. حينما يخرج حكمه السياسي سلوكيا في الأرض والناس.. ¢إسلاميا¢.. أي تسليما بإحقاق حق ما شاءه الله وفرضه سياسيا من أوامر ونواه سلوكية تأثيرية علنية منتهاها السياسي هو عمارة الأرض بما ينفع الناس.. أي الشرط الإحقاقي هو النفع العام دون هجر الخاص منه.. وإحقاق ذلك بما أمر به الله من نوعية وكيفية وكمية النفع وأولوية إحقاقه.. مع العلم والحذر الشديد به.. أن عدم إحقاق الحق الخاص هو فيروس مرضي يصيب بالضرورة سلامة النفع العام.. وعلي من يدير سياسيا الحذر من الوقوع في خيانة نسيان ذلك أو الإعراض عنه وهو يعلم.. رابعا.. بما أن الاعتقاد اليقيني هو منتهي العلم بإدراك المحتوي النفسي من الأسماء العلمية المنيرة والإسلام سياسيا بمقتضي مدلولاتها ومعانيها وطاقاتها التأثيرية .. إذن.. عليه الحذر الشديد من مجاذبتها الغاوية من الأسماء المظلمة بدفع استحبابي نفسي ذاتي أو بدفع شيطاني مترصد لذلك.. حتي يضمن سلامة يقين معتقده الإيماني ولمن هو.. ¢مدين¢.. خامسا.. ذكرنا أن المعتقد الشخصي يعيش ويحيا بين معتقدات كل منها يظن أنه الأحق.. ولذا عليه إدراك عملي سياسي إسلامي هام.. يقوم علي الآتي من مفهوم وهو.. بما أن الله سبحانه وتعالي واحد .. ومشيئته ومراداته واحدة.. ورسالته رغم ترتيلها الحكيم في كلمات وصحف ومزامير وكتب هي واحدة.. وكذا سنة رسله رغم تعددهم هي أيضا واحدة.. إذن.. الإيمان بحق صدق كل تلك الأرتال وأهلها هو جزء لا يتجزأ من كلية اليقين الإيماني .. وتسليم إسلامي عملي سياسي غير قابل للنقض.. وحكم النقد الإنساني فيه رغم أنه متاح إبتلائيا إلا أنه يظل الحكم فيه لله وحده.. وهذا لا يمنع طرح الرؤي دون حكم.. فطرح الرؤي هو جزء من تعارف الشعوب والقبائل ومحاولة استبيان التقوي ووقاية يقين المعتقد من الانحراف وتأثير إبليس المحارف الأكبر فيه.. ونكمل بالمقالة القادمة إن شاء الله. ملاحظة هامة كي تكون الرؤي علما نافعا .. فيتحتم أن يكون لها نتائج عملية علي أرض الواقع تشهد لها