يهل علينا عيدالربيع كل عام ومعه نتذكر أبرز ما قدمه الفن مواكبة لهذه المناسبة وفي مقدمة ذلك أغنية "الربيع" التي أبدع في تلحينها وغنائها الفنان الكبير مأمون الشناوي وإذا كان فريد الأطرش بهذه الأغنية قد أصبح مرادفًا للربيع فإن غناءها في أي وقت من العام يذكرنا بالربيع ونسماته بل إن العزف المنفرد لفريد علي العود في مقدمة هذه الأغنية حدوتة منفصلة لهذه الأغنية ويكاد هذا العزف يكون الوحيد المميز الذي لا تخطئه أذن ويتألق فيه فريد بالعزف بكل أحاسيسه وكأنه يعزف بقلبه لا بأنامله وعندما يبدأ الغناء وفي أجواء الربيع نجده في حالة تجل وانسجام وهو يتغني بكلمات هذه الأغنية التي صارت ملحمة خاصة بالربيع. ولا يخفي علي كثيرين المنافسة التي كانت تحتدم بين فريد وعبدالحليم حافظ في إحياء ليلة الربيع التي كانت عيدا منفصلا مع هذين النجمين في الغناء ولا يكتمل الربيع إلا بهما وكثيرا ما سمعنا عن حشد جماهير من كلا الطرفين للتصفيق والتهليل لكل واحد منهما وللتأكيد علي زعامته للغناء والاستحواذ علي نجوميته في تلك الليلة.. ولهذا رأينا تسجيلات لهما في جلسات تصالح. وفريد فنان الإحساس وكذلك كان نجم الأغنية عبدالحليم حافظ ولهذا كانا في حالة تنافس إبداعي وكلاهما كان يدرك مكانة الآخر واجتهاده بل ان المرض قد جمع بينهما وراحا يصارعانه وإن كان الأول في قلبه والثاني في كبده. وإذا كانت أغنية فريد "الربيع" أيقونة الربيع السنوية فإن كثيرين لا يعرفون انها كانت مرشحة لأم كلثوم كي تغنيها ولكنها رفضتها في آخر الأمر لتكون رمزا للربيع بصوت فريد. وقد ظل فريد يغنيها في كل حفلاته وكان آخرها في آخر حفلاته علي مسرح فريد الأطرش "مسرح الفن" حاليا وأغنية "الربيع" تنافسها أغنية "الدنيا ربيع" التي تغنت بها النجمة سعاد حسني في فيلمها الشهير "أميرة حبي أنا" مع النجم حسين فهمي وهي لم تقدم هذه الأغنية واقفة علي المسرح بصوتها ولكنها كانت في حالة استعراض غير تقليدية مع فريق من نجوم الفيلم فكانت كالفراشة بين الورود والأصدقاء ممن يجيدون فن الاستعراض أضف إلي ذلك طبيعة الكلمات التي تغنيها فقد كانت لعبقري التأليف والرباعيات الأشهر صلاح جاهين صاحب الكلمات التي يطلق عليها السهل الممتنع "الدنيا ربيع والجو بديع سلم لي علي كل المواضيع" هكذا كانت سعاد بصوتها الباسم البشوش الذي يعبر عن الربيع أصدق تعبير هي الأنسب والأبقي عندما تنطلق إلي المنطقة الوسط بين الشتاء والصيف. وتغني علي ألحان وإبداعات العبقري كمال الطويل. وسعاد حسني نسيج وحدها بين نجمات السينما التي قدمت الأغنية بصوتها العذب وقد فعلت ذلك أيضا في فيلمها الشهير "خلي بالك من زوزو" مع النجوم حسين فهمي وتحية كاريوكا وشفيق جلال وهو أيضا تحفة فنية سينمائية وربما استعراضية أيضا انطلاقا من طبيعة فكرته. وكثير من المطربين غنوا للربيع والزهور نذكر منهم الفنان محمد فوزي الذي غني للمرأة وتغزل في جمالها ويصفها بأنها كالزهور لها أكثر من مغني ومعني. وكذلك محمد رشدي الذي كان مشاركا في معظم حفلات الربيع مع فريد. وإذا كان هذا جانبا من حال الأغنية في التعبير عن الربيع فإن السينما قدمت للربيع كذلك أكثر من فيلم بل انها بدأت في مشوارها فيه بفيلم سينمائي اسمه "شم النسيم" لعبت بطولته الفنانة القديرة سميرة أحمد وكان ذلك عام 1952 وشاركها بطولته محمود شكوكو وحسن فايق وقد امتلأ الفيلم بمظاهر الربيع. ثم توالت أفلام مثل "خللي بالك من زوزو" وهو إنتاج 1972 بطولة سعاد حسني وحسين فهمي وتحية كاريوكا. تأليف صلاح جاهين وإخراج حسن الإمام. ثم فيلم "أميرة حبي أنا" وهو إنتاج عام 1974 أيضا بطولة سعاد حسني وحسين فهمي وعماد حمدي.. تأليف صلاح جاهين وممدوح الليثي ولعبت فيه سعاد دور الفتاة البسيطة التي أحبت شابا متزوجا واستقال من أجلها. ثم أنتجت أفلام استعراضية متعددة كان الربيع خلالها غير رئيسي في موضوعها مثل "هي فوضي" و"كلمني شكرًا" و"عسل أسود".