أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية الدور الذي يضطلع به الاتحاد البرلماني العربي في تحقيق الاصطفاف امام التحديات والاخطار التي تهدد الأمن القومي العربي. جاء ذلك في كلمة ألقاها رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال بالانابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي راعي المؤتمر السابع والعشرين للاتحاد البرلماني العربي خلال افتتاح فعاليات المؤتمر بالقاعة الرئيسية بمقر مجلس النواب صباح أمس. اشار الي ان هذا المؤتمر يأتي في وقت تتطلع فيه الشعوب العربية لتجسيد الرغبة في تعزيز التعاون والتضامن من أجل مواجهة الأخطار والتحديات التي تهدد الأمن العربي. وتمثيل الارادة الشعبية والتعبير عن طموحات المواطن العربي. اكد علي أهمية تحقيق السلام في المنطقة. وإقامة الدولة الفلسطينية علي حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. منوها بالدور الذي تقوم به مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية. قال رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال "كم ينالني الشرف العظيم ان القي كلمة الافتتاح نيابة عن فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي كان من دواعي سروره الالتقاء بهذه الكوكبة العظيمة من رؤساء واعضاء الشعب البرلمانية العربية الشقيقة لولا ارتباطات سابقة. وانقل اليكم ترحيبه بكم في بلدكم الثاني مصر" راجيا طيب الاقامة. وقال الرئيس السيسي "يأتي اجتماع مؤتمركم السابع والعشرين في مقر البرلمان المصري بالقاهرة منارة الإسلام العالية. وقلب العروبة النابض. ودرع افريقيا الواقي التي ترتفع مآذن مساجدها وأبراج كنائسها تنطلق منه دعوة الحق والخير". اضاف الرئيس السيسي "ويأتي انعقاد مؤتمركم هذا في شهر ابريل الذي تحتفل فيه مصر بعيد تحرير سيناء" واستعادة الامة العربية لكرامتها وعزتها وتأكيد اصالة ذاتنا وشموخ رايتنا. وتابع الرئيس السيسي :"تحملون اليوم في هذا المحفل الهام. تحملون امال شعوبكم التي نلتم شرف تمثيلها. تتطلع اليكم هذه الشعوب أملا في تحقيق المزيد من التكامل والوحدة. وفي استثمار ما يجمعنا من مصالح مشتركة صاغها التاريخ الطويل وفي الاصطفاف في مواجهة التحديات التي تحيط بنا. واكد الرئيس عبدالفتاح السيسي "لقد قام اتحادكم من أجل اسمي وأنبل القيم.. قام تجسيدا للرغبة في تعزيز التعاون والتنسيق بين برلماناتكم من أجل مواجهة الاخطار والتحديات التي تهدد الأمن العربي في مختلف مجالاته من أجل تمثيل الارادة الشعبية والتعبير عن طموحات المواطن العربي وقضاياه.. من أجل التواصل مع ممثلي السلطة التنفيذية في بلدانكم العربية من خلال رئيس الاتحاد ورؤساء البرلمانات العربية لتعزيز التضامن العربي.. من أجل تعميق ثقافة حقوق الانسان ونشر مفاهيم الديمقراطية النيابية.. لقد قام اتحادكم من أجل هذا كله. وعمل جاهدا ومخلصا من أجل هذا كله. تابع الرئيس السيسي "تجتمعون في ظروف دقيقة تحمل للأمتين العربية والاسلامية تحديات هائلة. وتحدق بهما أخطار لايستهان بها. فمنطقتنا العربية باتت اليوم بؤرة لبعض اشد الحروب الأهلية ضراوة.. وأصبحت هذه المنطقة هي الأكثر تعرضا لخطر الارهاب.. وبات واحد من كل ثلاثة لاجئين في العالم.. عربيا. كما اصبح البحر المتوسط مركزا للهجرة غير الشرعية. قال الرئيس عبدالفتاح السيسي - في كلمة القاها بالإنابة عنه رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال في افتتاح المؤتمر السابع والعشرين للاتحاد البرلماني العربي بمقر مجلس النواب "إن التحديات التي نشهدها اليوم يصعب علي أي دولة منفردة مواجهتها مهما كانت قدراتها. والمخرج الوحيد الذي من الممكن ان يخرج منطقتنا العربية مما تعانيه من أزمات. هو التمسك بالدولة الوطنية التي تقوم علي مبادئ المواطنة وسيادة القانون والوحدة الوطنية بعيدا عن الطائفية والقبلية. اضاف الرئيس السيسي: "فالأزمة السورية علي سبيل المثال. لا حل لها الا من خلال الحل السياسي الذي يتفق عليه كل أطياف المجتمع. والقائم علي وحدة الدولة والقضاء علي الارهاب والطريق لتحقيق ذلك هو المفاوضات التي تقودها الأممالمتحدة.. ولا حل للأزمة الليبية الا بالتسوية السلمية ونبذ الفرقة والصراعات. والأمر نفسه ينطبق علي اليمن. وكلها أمور تؤكد ان الطريق الي تجاوز مثل هذه الازمات هو إقامة الدولة الوطنية القادرة والعادلة. وتابع الرئيس السيسي : ان التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها الوطن العربي لاتقل خطرا عن التحديات السياسية والامنية. وهو ما يفرض علينا تركيز جهودنا وترسيخ وتعميق مفهوم التنمية المستدامة والادارة الرشيدة وتمكين الشباب ودعم المرأة. مع إعطاء الأولوية لاحياء مشروعات التعاون والتكامل الاقتصادي العربي.. وأؤكد من هذا المنبر ان الحاجة باتت ملحة اليوم اكثر من اي وقت مضي لتفعيل التبادل التجاري والاستثماري بين الدول العربية وزيادة حجمه وحسن استغلال الموارد التي تمتلكها دولنا بما يحقق المنفعة المشتركة ويدعم التنمية الشاملة. قال الرئيس عبدالفتاح السيسي "لا شك ان تحقيق السلام في منطقتنا من شأنه ان ينزع عن الارهاب احدي الذرائع التي لطالما استغلها. ولقد حان الوقت لمعالجة شاملة لقضية العرب المركزية وهي القضية الفلسطينية. علي اساس اقامة الدولة الفلسطينية علي حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية.. ولقد بذلت مصر جهودها في إجراء المصالحة الفلسطينية وكسر الهوة بين الاشقاء لصالح قضيتهم وقضيتنا جميعا. اضاف الرئيس السيسي ان مصر تخوض الان حربا ضروساً لا هوادة فيها لاستئصال الارهاب من جذوره وتعقبه والقضاء عليه أينما وجد. ولا يخفي عليكم ان مواجهة هذا الخطر الداهم كانت علي رأس أولويات مصر خلال فترة عضويتها في مجلس الامن ورئاستها للجنة مكافحة الارهاب ليس فقط دفاعا عن مصر بل دفاعا عن محيطها العربي وعن العالم أجمع. وتابع الرئيس السيسي إن الوحدة العربية الشاملة هي أمل أمتنا. ومن أجل ذلك علينا أن ننمي ما بيننا من مصالح مشتركة. وان نمد الجسور بين الهيئات البرلمانية لصالح أمتنا العربية.