يبدو أن لقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة المتعلقة بمن هم مقربون حوله في البيت الأبيض علاقة وثيقة بإعلانه عن نيته الترشح في خطاب رسمي يوم الأربعاء الماضي لفترة رئاسية ثانية عام 2020 قبل إنتهاء فترته الرئاسية الأولي ب 979 يوماً حسب ما نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية. اختار ترامب براد بارسكال. أحد مساعديه منذ فترة طويلة في مؤسسته الاقتصادية "ترامب أورجانيزشن" الخبير الاستراتيجي في التكنولوجيا الرقمية. مديرًا لحملته الانتخابية في عام 2020 يمكن أن تعزي هذه القرارت وأختيار بارسكال الخبير الاستراتيجي في التكنولوجيا. كمحاولة لتجنب حدوث قلاقل حول أي تدخل من دول أخري في حملته أو نتائج الانتخابات. حيث أنه يوماً تلو الآخر يبعد عدداً من مستشاريه ومساعديه في البيت الأبيض ومن المقربين حوله بسبب ما يتردد عن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية فمنذ يومين قام ترامب بحرمان صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر من حق الاطلاع علي المعلومات المصنفة سرية للغاية في البيت الأبيض. وكوشنر رجل الأعمال الأمريكي اليهودي وزوج إيفانكا ترامب. الأبنة البكر للرئيس الأمريكي ومستشارته. مكلف بشكل خاص بملف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط وكان حتي أيام قليلة يطلع علي المعلومات والوثائق البالغة السرية في البيت الأبيض مع أنه لا يمتلك إلا تصريحا أمنيا "مؤقتا". وقرر البيت الأبيض إعادة النظر بالاجراءات المتبعة بعدما تبين أن مستشارا آخر عمل عن قرب مع ترامب في المكتب البيضاوي طيلة أشهر من دون أن يكون لديه تصريح أمني كامل. وهذا المستشار وهو روب بورتر. كان يتمتع بحرية الوصول يومياً إلي المكتب البيضاوي ويطلع علي وثائق بالغة السرية. قبل أن يضطر أخيرا للاستقالة من منصبة إثر اتهامات بأنه كان يضرب زوجتيه السابقتين. وتوضح واشنطن بوست في تقرير نشر علي موقعها أمس أن مستشار الأمن القومي إتش أر ماكماستر قد علم أن كوشنر لديه اتصالات مع مسئولين أجانب لم يتم تنسيقها من خلال مجلس الأمن القومي أو الابلاغ عنها رسميا. وقد أثيرت قضية حديث المسئولين الأجانب عن اجتماعاتهم مع كوشنر وتصوراتهم لنقاط ضعفه في الاجتماعات الاستخباراتية السرية اليومية التي يطلع عليها ماكماستر. بحسب ما قال مسئولون رفضوا الكشف عن هويتهم. وأضاف هؤلاء المسئولون أنه داخل البيت الأبيض. كان افتقار كوشنر للخبرة الحكومية وديونه التجارية يعتبر منذ بداية توليه منصبه نقاط ضعف محتملة يمكن أن تستخدمها الحكومات الأجنبية للتأثير عليه وتلي ذلك قرار مديرة الاتصالات بالبيت الأبيض هوب هيكس. وهي من أقرب مساعدي ترامب. استقالتها من منصبها. كانت تعمل هيكس ذات ال29 عاما منذ أعوام مع دونالد ترامب. إذ كانت موظفة في منظمة ترامب. ولم توضح رسمياً أسباب استقالتها من منصبها كرابع من تولي هذا المنصب بالبيت الأبيض في عهد ترامب. وأفاد تقرير الدايلي ميل البريطانية بأنها أقرت أمام اللجنة بأنها ذكرت "أكاذيب بيضاء" نيابة عن ترامب أثناء شهادتها أمام الكونجرس في مزاعم التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأمريكية. وخلال حملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة. كانت هيكس سكرتيرة صحفية لترامب. وتولت منصبها في البيت الأبيض في أغسطس الماضي عقب إقالة مفاجئة لأنطوني سكاراموتشي بعد 10 أيام من توليه المنصب. ومنذ تنصيبه في يناير2017. يعاني الرئيس الأمريكي العديد من الأزمات في مقدمتها خلافاته الدائمة مع الصحافة الأمريكية. فضلا عن أزمة التدخلات الروسية في انتخابات 2016 والتي يواجه خلالها اتهامات باشتراك أفراد أسرته وفريقه الانتخابي في نشاط مشبوه مع مسئولين وقراصنة روس للتأثير علي العملية الانتخابية علي حساب منافسته هيلاري كلينتون التي خسرت الانتخابات علي الرغم من استطلاعات الرأي وتقارير مراكز الأبحاث التي توقعت حسمها فوزا سهلا في المعركة الانتخابية.