في محاولة لتطوير الجهاز الإداري بأسلوب علمي راق استعان الرئيس السيسي بتجربة مدرسة الإدارة الفرنسية. إحدي أعرق المدارس العليا التي أنشئت في عام 1945 في عهد الجنرال شارل ديجول لتطوير أداء الإدارات الحكومية حيث تقوم المدرسة باختيار وتدريب كبار المسئولين في الدولة وقد تخرج منها عدد من رؤساء الدول مثل جاك شيراك والرئيس الفرنسي الحالي إيماونيل ماكرون. وقد تم التعاون بين مصر والمدرسة الفرنسية من قبل في منح دراسية ومن أبرز الدارسين المصريين بالمدرسة الرئيس السابق عدلي منصور. وقد التقي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس المدرسة الفرنسية لبحث التعاون بين المدرسة والأكاديمية الوطنية المصرية للتدريب وتأهيل الشباب. حيث تم الاتفاق علي الاستفادة من خبرة المدرسة لإعداد كوادر إدارية مدربة علي أعلي مستوي علمي. لتصبح الاكاديمية المصرية هي المصدر الرئيسي لاختيار القيادات وكبار المسئولين في الدولة بشكل متجرد وفق معايير الكفاءة وتكافؤ الفرص ولتزويد الجهاز الإداري باحتياجاته من الموارد البشرية المدربة وفق افضل المناهج العلمية بما يساهم في انشاء منظومة متكاملة لإدارة الدولة تتسم بالاستدامة والإدراك العميق لمتطلبات التنمية الشاملة. من جانبهم رحب الشباب بالخطوة التي اتخذها الرئيس للاستفادة من خبرات المدرسة الفرنسية العريقة لتخريج كوادروقيادات قادرة علي حمل لواء التنمية في مصر. هذا ما أكده أحمد حمدي مسئول علاقات عامة بالتربية والتعليم قائلا: التعاون مع المدرسة الوطنية الفرنسية للإدارة انجاز عظيم. فنحن بحاجة لمثل هذه المدارس والمؤسسات في مصر لتزويد الجهاز الإداري باحتياجاته من الموارد البشرية المدربة وفق أفضل المناهج العلمية ليتماشي مع الثورة العلمية والاقتصادية العالمية الحديثة. ولتلبية متطلبات الشعب في اسرع وقت. ويأمل محمود الحسيني مدير مشتريات الاستفادة من المدرسة الفرنسية بشكل مثالي لتنمية قدرات الشباب علي الإدارة وتأهيلهم للمساهمة في بناء الدولة لما لها من خبرة تاريخية. كما يجب التنسيق بين المدرسة ووزارة التربية والتعليم والجامعات المصرية لتقديم خريجين علي قدر كبير من الكفاءة للوصول إلي مناصب عليا في القطاعين العام والخاص. يشاركه الرأي أحمد سمير مفتش تموين مؤكدا أن فكرة انشاء أكاديمية لتأهيل وتدريب الشباب كان بالنسبة لنا حلم طال انتظاره كثيراً اصبح الآن حقيقة علي أرض الواقع. والأكثر من ذلك هو التعاون مع المدرسة الفرنسية العريقة لثقل خبرات الشباب وتمكينهم من قيادة قطار التنمية وتولي المناصب الإدارية العلاي. ويشير محمود أبوالوفا محام إلي أن الطريقة القديمة في اختيار المناصب القيادية العليا اثبتت فشلها وأدت إلي انهيار النظام الإداري للدولة. لذا كنا في حاجة ماسة لتغيير طريقة اختيار القيادات وكبار المسئولين في الدولة وتدريبهم علي اعلي مستوي علمي. وإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة والقضاء علي المحسوبيات والفساد. خطوة جيدة الدكتور حسام الشنشوري استاذ إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بدبي يري أن المدرسة الفرنسية من اعرق وأرقي المؤسسات في مجال الإدارة ومعنية بتخريج قادة بخبرة ومعرفة علي مستوي العالم وليس في فرنسا فقط لذا فالتعاون معها سيكون له مردود إيجابي علي مستوي التعليم وإضافة جيدة للشباب وخطوة جيدة في الطريق الصحيح حيث نحتاج مثل هذه الاتفاقيات مع مؤسسات علمية محترمة لنقل الخبرة موضحاً أن مدرسة النهضة الفرنسية للإدارة ليست صورة لنقل الخبرة الأكاديمية فقط بل مزيج ما بين الخبرة الأكاديمية والخبرة العلمية من خلال التجارب الحقيقية للقادة في العالم كله. ويوضح الدكتور أحمد محمد الجوهري خبير التنمية البشرية وأخصائي الطب النفسي أن التعاون بين مدرسة النهضة الفرنسية للإدارة والأكاديمية الوطنية المصرية لتأهيل الشباب سينعكس إيجابياً علي الجهاز الإداري للدولة وسيكون تعاوناً مثمراً بما يتناسب مع ثقافة الشعب المصري ووعيه في تفعيل المفاهيم الثقافية الأوروبية وتطبيقها بواسطة المعالجة المصرية مطالباً بتعميم هذه المبادرة بكافة المجالات علي مستوي محافظات الجمهورية لمنح الفرصة لأكبر عدد ممكن من الشباب للاستفادة واكتساب الخبرة والمهارات الإدارية فأساليب الإدارة المصرية تحتاج لوعي ثقافي ومجتمعي. وتشير الدكتورة سميرة حبيب إدارة أعمال بجامعة بني سويف إلي أن التعاون بين المدرسة الفرنسية والأكاديمية الوطنية المصرية لتأهيل الشباب يهدف إلي الاستفادة بخبرة المدرسة الفرنسية للإدارة من حيث تأهيل وتدريب الشباب لتحمل المسئولية التي تنتظرهم واكتساب رؤية شاملة للإدارة وبالتالي تولي مناصب قيادية وإدارية بالدولة وهذا ما يطلبه سوق العمل حالياً وبالسنوات القادمة ففكرة التعاون في حد ذاتها في هذا القطاع جيدة خاصة مع هذه المدرسة الفرنسية لما لها من تاريخ عريق في هذا المجال حيث ستساعد علي تبادل الخبرات والأهم هو التطبيق فهذه الفكرة مطلوبة لتجديد التواصل مع العالم. ويضيف علاء الغندور استشاري التأهيل النفسي والتربوي وتنمية بشرية أن الشباب المصري يحتاج تأهيلا جيدا عمليا وواقعيا من سن الطفولة لاكتشاف عبقرية وقدرات الطفل من سن صغبرة وبالتالي علي مدار السنوات ستتضح الكفاءات لهؤلاء الشباب لتقلد مناصب قيادية وهامة سواء بالوزارات المختلفة أو المحافظات وغيرها فكلهم مؤهلون منذ الصغر. مطالباً بفتح قنوات اتصال بين الأكاديمية والمصريين المقيمين بالخارج للاستفادة من خبراتهم وكذلك أخصائيين التنمية البشرية لمساعدة الطلبة بالمدارس علي الإبداع في مجال الدراسة والتعليم. وبالتالي نجاح كل منهم في تخصصه والوصول في النهاية بالبلاد لمكانة أعلي بين الدول.