روت أرضها دماء الشهداء بعد أن ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء نادت علينا الأرض الطيبة والمباركة وبقي أن نلبي النداء وننشر العمران ونرفع البنيان ونقيم مجد الأوطان سيناء وسينا وسينين أرض القمر وبلاد الفيروز ومستودع الثروات والكنوز والخيرات. مشي علي أرضها الأنبياء وعرف قدرها العلماء والخبراء وتحدث عن جمالها وسحرها الأدباء والشعراء. تنطق سيناء بفتح السين أو كسرها أرض مصرية تقع في أقصي الشمال الشرقي. جنوب شرق البحر المتوسط وشمال البحر الأحمر. منطقة الوصل بين قارتي افريقيا وآسيا لها أهمية فائقة دينية وتاريخية وسياسية واقتصادية وسياحية. يقول العالم اللغوي الأخفش ان السينين نوع من الشجر. الواحد سينينة تشتهر بها تلك الأرض الطيبة ولعلها شجرة الزيتون التي تنمو بها وتحقق منافعها الغذائية والطبية. ورد ذكر سيناء في القرآن الكريم عدة مرات تلميحا وتصريحا منها: "والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين. لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" "التين 1-4". - و"شجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين" "المؤمنون 20". نتحدث عن فوائد زيتها وثمارها وعند جبل سيناء كلم الله عز وجل موسي عليه السلام ومر يوسف عليه السلام علي أرض سيناء في رحلته من فلسطين إلي مصر وتمت رحلة العائلة المقدسة عبرها "عيسي عليه السلام والسيدة مريم رضي الله عنها والقديس يوسف النجار" وقطع أرضها جيش الفتح الاسلامي لمصر 21ه - 642م ومر عليها الحمل الذي يحمل كسوة الكعبة المشرفة وموكب الحجيج إلي أرض الحجاز "مكةالمكرمة والمدينة المنورة". * استخرج منها قدماء المصريين كنوزها خاصة الفيروز وهو من الأحجار الكريمة غير شفاف أزرق اللون مثل صفحة السماء يميل نحو الأخضر والفيروز كلمة فارسية معناها الحجر الأزرق والبطل المنتصر. قال عنها الجغرافي الكبير جمال حمدان 1928 - 1993 "كانت سيناء علي مر التاريخ موقعا للمعارك الضارية مع الغزاة.. كان ماء النيل هو الذي يروي الوادي وكان الدم المصري هو الذي يروي رمال سيناء". كانت سيناء علي مر التاريخ مطمعاً للقوي الاستعمارية من أجل ثرواتها وعندما جاء الاستعمار البريطاني 1882 بدأ في الترويج بأن سيناء آسيوية وسكانها آسيويون وهي النغمة التي تتردد حتي الآن. لكن الدراسات العلمية الجيولوجية تشير إلي انها جزء من الكتلة الافريقية طبقاً لتكوين وترتيب طبقات أرضها. أطلق عليها الجغرافيون اسم شبه جزيرة سيناء بعد حفر قناة السويس وافتتاحها 1869 علي أساس ان الماء يحيطها من ثلاث جهات رغم انها ليست من التضاريس الطبيعية وكانت تسمي من قبل صحراء سيناء أو سيناء فقط. تبلغ مساحتها 60 ألف كيلو متر مربع تقريباً ثلاثة أضعاف دلتا النيل "مساحة مصر الكلية مليون كم2". تأخذ سيناء شكل مثلث قاعدته بين العريش وبورفؤاد ورأسه عند رأس محمد علي ساحل البحر الأحمر. يحدها من الشرق خليج العقبة وحدود فلسطين ومن الغرب خليج السويس وقناتها ومن الشمال البحر المتوسط ومن الجنوبالبحر الأحمر. تتدرج تضاريس سيناء من السهل المنبسط إلي الهضاب المرتفعة إلي الجبال شاهقة الارتفاع "أكثر من 2000م". - في الشمال مجموعة من الأودية أكبرها وادي العريش وفي الوسط مجموعة هضاب أشهرها هضبة التبة وفي الجنوب جبال عالية أشهرها جبل سانت كاترين. تضم سيناء مجموعة من التضاريس الفريدة لا مثيل لها في العالم سحر وجمال وبحر وصحراء ووهاد ونجاد "سهول ومرتفعات" وتين وزيتون ونخل ورمان ومحميات طبيعية يحتاج وصفه إلي كتب ومجلدات وسيناء هي مستودع الخير والثروات الطبيعية بترول ونحاس ومنجنيز وزنك ورصاص وقصدير وفضة وذهب. بالإضافة إلي مناجم الفحم والرخام والجرانيت والطفلة والأسمنت والجبس والزلط والسيراميك والرمال ومخزن لا مثيل له في العالم من الرمال البيضاء التي تستخدم في صناعة البلور والزجاج. تضم محافظتي شمال وجنوبسيناء وامتداد محافظات بورسعيد والاسماعيلية والسويس. يشعر كل مواطن مصري يمشي علي أرض سيناء ان رمالها تناديه وتناجيه وتحدثه عن ماضيها البعيد ومجدها القديم. تناديه أن يأتي إليها في قافلة من العلماء والخبراء والمواطنين لبدء عملية البناء وبقي أن نلبي النداء.