منذ الإعلان عن فوز دونالد ترامب برئاسة الولاياتالمتحدة ظن البعض أن الرئيس الأمريكي الجديد هو رجل فلاديمير بوتين في البيت الأبيض . خاصة مع تصاعد الاتهامات الأمريكيةلموسكو بالتدخل في الانتخابات - التي جرت في نوفمبر 2016 - لترجيح كفة ترامب علي منافسته هيلاري كلينتون. وخلال عام من حكم ترامب ظلت الاتهامات الموجهة لروسيا في تزايد حتي تحولت إلي أمر يهدد بقاء الرئيس في منصبه . وهو ما دفعه لوصف التدخل الروسي في الانتخابات أنه محاولة من الحزب الديموقراطي المنافس له للتغطية علي فشل كلينتون في سباق الرئاسة وذلك رغم تقرير أصدرته وكالة المخابرات الأمريكية في يناير 2017 خلص إلي أن موسكو تدخلت في الانتخابات لصالح ترامب. لكن مؤخرا وجه روبرت مولر من مكتب التحقيقات الفيدرالي والمكلف بالتحقيق في مزاعم تدخل الروس في الانتخابات الاتهام ل 13 مواطنا روسيا يواجه ثلاثة منهم تهمة التآمر من أجل التزوير الالكتروني. بينما يتهم 5 آخرون بانتحال شخصيات وهمية. كما طالت الاتهامات ثلاث شركات روسية أيضا. من بينها شركة انترنت مقرها في سان بطرسبرج. التي وصفها تقرير مولر بأن هدفها الاستراتيجي كان ¢زرع الفتنة في النظام السياسي الأمريكي. من بينها الانتخابات الرئاسية لعام 2016¢. وتتضمن قائمة الاتهامات الموجه للروس فتح حسابات مصرفية باسم أمريكيين وانتحال شخصياتهم . إنفاق آلاف الدولارات شهريا لشراء إعلانات سياسية. تنظيم تجمعات سياسية في الولاياتالمتحدة والدعوة إليها ونشر تعليقات سياسية علي مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء أمريكيين إضافة إلي نشر معلومات أضرت بهيلاري كلينتون . والحصول علي أموال مقابل النشر علي مواقع التواصل الاجتماعي الأمريكية خاصة فيما يتعلق بمناقشة القضايا الحساسة حيث كانت لنشاطاتهم ميزانية شهرية تفوق مليون دولار. ووصفت موسكو الاتهامات بأنها ¢هراء¢ وتأتي في اطار حملة هستيريا الكراهية لروسيا المزدهرة في المجتمع الغربي متساءلة ¢كيف ل 13 شخصا التلاعب بإرادة 300 مليون مواطن أمريكي؟¢. ورغم تقرير مولر الاخير الذي وجه فيه الاتهام رسميا للروس . أعلنت وزارة العدل الأمريكية أن التحقيقات مازالت جارية وأن القضية لم تنته بعد . خاصة أن الدلائل تشير إلي أن التأثير علي الانتخابات الرئاسية بدأ في عام 2014 - أي قبل إعلان كل من ترامب وكلينتون نيتهما الترشح لرئاسة الولاياتالمتحدة. أما الرئيس الأمريكي فمازال موقفه غامضاً هل كان علي علم بهذا التدخل وقبل به أملا في الوصول إلي البيت الأبيض . أم انه كان مجرد أداة استخدمها بوتين لبسط النفوذ الروسي في مواجهة الهيمنة الأمريكية. التقرير الامريكي لم يثبت أي تواطؤ بين حملة ترامب والجهود الروسية . وقال النائب العام الامريكي رود روزنشتاين أنه مازال لا يوجد ما يؤكد ان اي امريكي كان مشاركا في الاتهامات الموجهة للروس. في الوقت نفسه أكد البيت الابيض أن الرئيس الأمريكي شدد علي أن حملته الانتخابية لم تقم بأي عمل غير شرعي. وبأنه لم يحصل أي تواطؤ مع موسكو.