في تطور متوقع منذ شهور.. وجه روبرت مولر المدعي العام الأمريكي الخاص بالحقيقات المتعلقة بالتدخل الروسي في حملة ترامب الرئاسية 12 اتهاما دفعة واحدة لبول مانافورت مدير الحملة الرئاسية السابق لترامب، وبالتواطؤ مع شريكه التجاري ريك جيتس، وهو ما وصفته الصحف الأمريكية بأنه يضيق الخناق علي ترامب الذي رد بدوره بقوة، ووصف الأمر كله بأنه لا يعدو إلا حملة اضطهاد جديدة ضده وضد فريقه الانتخابي، مطالبا بتوجيه الاتهام من باب أولي، لمنافسته الديمقراطية التي خسرت الانتخابات الرئاسية الأمريكية ضده السيدة هيلاري كلينتون. والتهم ال12 التي وجهها مولر إلي مانافورت وجيتس، هي تهم قد تؤدي للإعدام إذا تم تفعيلها ويأتي علي رأسها: التآمر ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتآمر بغسيل الأموال، والعمل كوكيل غير مسجل لرئيس أجنبي هو الرئيس الأوكراني السابق ونشر ادعاءات كاذبة ومضللة وبيانات كاذبة في إدارة الأغذية والزراعة الأمريكية من شأنها الإضرار بالأمن القومي.. إضافة لنحو 7 تهم أخري أبرزها، التقاعس عن تقديم تقارير عن حسابات مصرفية ومالية أجنبية لكلا الشخصين. وجاءت الاتهامات بعد تسليم مانافورت نفسه لسلطات التحقيق وبعد صدور أمر قضائي بذلك، للمثول أمام مولر، في مقابل هيئة قضائية أخري تجري تحقيقات مستقلة.. منفصلة عن حملة ترامب بروسيا.. وقالت صحيفة نيويوريك تايمز الأمريكية، إن الاستدعاء جاء بعد موافقة هيئة المحلفين الفيدرالية الكبري، وهي أعلي هيئة محلفين أمريكية علي طلب الاستدعاء، وهو ما يخول للمدعي: مولر، ملاحقة مانافورت وجيتس في أي من الولاياتالأمريكية ودون قيود، والاتهامات الجديدة تضاف لاتهامات أخري، يخضع لها مانافورت منذ فترة وهي خاصة بانتهاكات القانون الضريبي الأمريكي وغسيل الأموال وتقديم المشورة لدول أجنبية دون إذن.. والخوف هنا داخل إدارة ترامب هو أن يقدم مانافورت معلومات قد تؤدي بتورط الرئيس الأمريكي نفسه في القضية بالاتصال بروسيا أثناء حملته الانتخابية ضد هيلاري كلينتون، في مقابل التوصل إلي اتفاق بين مانافورت وجهات التحقيق الأمريكية. وهنا أشارت ال»NN الأمريكية إلي أن تلك التحقيقات قد تضع تاريخا جديدا لإدارة ترامب، وقد تؤكد الاتهامات ضده بالتواطؤ مع روسيا خلال حملته الانتخابية، وهو الأمر الذي يرد عليه ترامب دائما بقوله: إن فضيحة التدخل الروسي في الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية، ما هي إلا مؤامرة من الحزب الديمقراطي المعارض بسبب خسارته المخزية علي يد مرشحته للرئاسة هيلاري كلينتون، والتي يتهمها ترامب بإزالة 33 ألف رسالة من بريدها الإلكتروني، وبالتعاون المشين بينها وبين مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي المقال "جيمس كوبي" في ذلك الأمر. ولكن يبدو أن الأمر ليس بالسهولة التي يتصورها ترامب وأنصاره.. فترامب في ورطة حقيقية ولسان حاله كما تقول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية يريد أن يطيح بمولر من منصبه الحالي، إلا أن سارة هاكابي المتحدثة باسم البيت الأبيض قالت إن ترامب رغم ذلك لا ينوي الإطاحة بروبرت مولر أو أنه لديه أي نية أو خطة أو إجراء لأي تغيير فيما يتعلق بالمدعي الخاص بالقضية. الأمور ستسير مسارها الطبيعي إذن.. فيما يخص بول مانافورت وقد تم وضعه بالفعل قيد الإقامة الجبرية، بعد ساعات من مثوله للتحقيقات، ورفضه الاتهامات الموجهة إليه حول تدخل روسيا في الحملة الانتخابية للرئاسة الأمريكية، وهناك أيضا، شكوك حول التحقيقات بنفس القوة مع جورج بابا دوبولوس المستشار السابق لحملة ترامب في السياسة الخارجية، وبعد إعلان مولر بأن بابا دوبولوس، كذب علي مكتب التحقيقات الفيدرالية ال»NN حول اتصالاته المتكررة مع وسطاء يعملون لحساب سلطات علي مستوي عالٍ في الكرملين، وبأنه ومن خلال اتصالاته بالروس، قال إن الروس يملكون معلومات سيئة عن هيلاري كلينتون، وتبين بعد ذلك أنها عدة آلاف من رسائل الإيميل الخاص بها، وجاءت المعلومة قبل فترة وجيزة جدا، من تسريبات موقع ويكليلكس حول رسائل البريد الإليكتروني الخاص بالمرشحة السابقة للرئاسة الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون. وبابا دوبولوس.. انضم لحملة ترامب الرئاسية في مارس من العام الماضي، وكان من 5 مستشارين للسياسة الخارجية في الحملة، ثم تبين بعد ذلك أنه مستشار أيضا في البترول والغاز أي: رجل أعمال وسياسي معا وله مصالحه مع ترامب! وهو ما نفته إدارة ترامب بعد توليه السلطة بالقول بأن بابا دوبولوس كان من بين عدة متطوعين، وكان دوره في الحملة الخاصة بترامب محدودا جدا. وخلال التحقيقات مع بابا دوبلوس تبين أنه علي علاقة بإحدي السيدات من أسرة الرئيس الروسي بوتين، وأنه سعي من خلال ذلك لترتيب لقاء بين بوتين والمرشح للرئاسة الأمريكية في ذلك الوقت: دونالد ترامب، وأنه نجح في تدبير لقاء كما تقول "صحيفة نيويورك تايمز" وبدعوة مفتوحة من بوتين لترامب للقاء حين يكون جاهزا، وهو اللقاء الذي لم يتم أبدا.. كما سرب الرجل.. آلاف الرسائل الإليكترونية لهيلاري كلينتون، كانت بحوذة الروس، وقد يكون ترامب وأعضاء حملته الرئاسية قد استخدموها بالفعل، في التأثير علي سير الانتخابات التي انتهت بفوز ترامب، وهو الأمر الذي اعتبره المحققون إدانة لبابا دوبولوس الذي تم توفيقه منذ يوليو الماضي، بعد نزوله من الطائرة في العاصمة واشنطن، وخضوعه للتحقيق في ذات القضية أمام المدعي روبرت مولر منذ ذلك الوقت. ولكن ماهو المتوقع - حسب "الواشنطن بوست" فإن الأمر كله قد يستغرق أسابيع وربما شهور طويلة، قبل البت فيه قضائيا ثم أمام مجلس النواب والشيوخ، وقد يفضي لطريق من 3 طرق: إما غلق القضية نهائيا دون قرار، أو إدانة المتهمين ال 3 المقدمين للمدعي مولر، أو السيناريو الأسوأ وهو إدانة ترامب نفسه في نهاية المطاف!