وراء الابتسامة تكمن أحيانا أشد المعاناة.. خلف كل تحية للجماهير تقبع المآسي.. حاضرة داخل النفس العديد من الثقوب.. ربما تنجح في اخفائها مساحيق التجميل.. لكنها حتما وراء الكاميرا وبعيدا عن الناس تطفح بنتائجها الكارثية. هذا هو قدر بعض نجوم هوليوود.. الذين اعترفوا مؤخرا بترددهم علي العيادة النفسية للتخلص من أمراضهم المزمنة.. خوفا من نفس مصير زميلهم الراحل "روبن ويليامز" النجم الشهير في الكوميديا الذي أقدم علي الانتحار منذ سنوات قليلة بسبب معاناته من الاكتئاب المزمن والحاد وهو في أوج شهرته ونجاحه. كلنا نعرف النجم الشهير وبطل أفلام الحركة جان كلود فان دام لكننا لم ندرك ان ابتسامته العريضة وتحيته الحارة للجماهير وزملائه في العرض الخاص لفيلمه الجديد "انتقام ملاكم" بأمريكا.. كانت تخفي مرضا نفسيا نادرا وهو مرض الاضطراب الثنائي القطب أو الاضطراب ذو الاتجاهين ويعاني باختصار تناوب فترات من الكآبة علي نفسية المريض تؤدي به إلي القيام بأشياء طائشة وغير طبيعية.. لقد جاء الاعتراف بالمرض من فان دام نفسه والذي اعلن عنه في لقاء تليفزيوني مؤخرا مؤكدا انه مازال يخضع للعلاج منذ 13 عاما متصلة.. تشاركه نفس المرض والمعاناة النجمة الجميلة كاترين زيتاجونز من أشهر افلامها "قناع زورو" مع بانداريس والتي أكدت انها تعاني بشدة من هذا المرض الذي جعلها لا تذوق طعم النوم لفترات طويلة لكنها اضطرت للذهاب للعيادة الطبية لتلقي العلاج المناسب حيث نصحها الطبيب بالاهتمام بعائلتها أولادها من النجم مايكل دوجلاس كثيرا وأخذ راحة من التمثيل كوسيلة للعلاج. وبعيدا عن الاضطراب يأتي الاكتئاب المزمن في المركز الثاني في جدول الأمراض النفسية المصاب بها النجوم الكبار بأمريكا لأسباب متعددة علي سبيل المثال مازال يعاني ميل جيبسون من حالة اكتئاب حادة بسبب خوفه الشديد من الفشل والحفاظ علي مكانته الكبيرة خاصة بعد كبر سنه وانخفاض عروض البطولة المتاحة أمامه حاليا اضافة إلي ذلك معاناته السابق من منتجي هوليوود اليهود بعد ادانته لليهود بقتل المسيح في فيلمه الشهير "آلام المسيح" الذي قدمه منذ 12 عاما مضت ولولا تدين جيبسون وحبه للدفء العائلي لكان مصيره أسوأ من ذلك بكثير. كذلك النجم الكوميدي المعروف جيم كاري بطل فيلم القناع لم يكن أحسن حالا من جيبسون فهو يعاني من الاكتئاب المزمن منذ سنوات وأدمن ايضا تناول الاقراض المعالجة لهذا المرض ومازال يتردد كاري علي طبيبه الخاص لمنع تفاقم المرض واستفحاله وهذا يفسر سبب ابتعاده مؤخرا عن الضوء السينمائي بهوليوود ويعود سبب اكتئابه من فشله في الحفاظ علي نجاحه المدوي نتيجة اخفاق عدد كبير من افلامه مؤخرا في حصد النجاح الفني والجماهيري. قائمة الاكتئاب تطول وتضم عشرات النجوم والنجمات حيث انضمت منذ عدة سنوات النجمة هال بيري لزملائها المصابين بالاكتئاب المزمن والسبب هذه المرة عائليا حيث تعاني من الوحدة بعد طلاقها وشعورها العام بنفور المقربين منها ويبدو ان لعنة اطول مشهد جنسي قدمته في السينما الأمريكية بفيلم "كرة الوحش" مازالت تطاردها رغم حصولها علي جائزة الاوسكار عن هذا المشهد عام 2001 نفس المرض يلازم الآن النجمة بروك شيلدز بعد ولادتها لطفلها وفضلها للعودة للنجومية من جديد بل وحاولت الانتحار وتم انقاذها في اللحظات الأخيرة. أما زميلها النجم الوسيم جون هام فيعود بسبب اكتئابه الحاد لتأثره بوفاة والده قدوته الوحيدة كما اعترف مؤخرا ولم يكمل جون وقتها سن العشرين.. في حين ان تجربة النجمة "اشلي جود" مع الاكتئاب المزمن قد كللت بالنجاح الكبير حيث ألفت اشلي كتابا عن صراعها مع المرض الذي يلازمها وكيفية مقاومته دون حدوث أي اضرار جانبية وأخيرا اعلنت النجمة ايما طوسون انها مصابة باكتئاب معتدل ولن يؤثر عليها سواء في مجال العمل أو علي المستوي العائلي. ويبقي ان نؤكد ان السبب الحقيقي لهذه الأمراض النفسية هو الخواء الروحي والإنساني الذي يعاني منه النجوم لأنهم يهتمون فقط بحصد الشهرة وجني المال علي حساب آدميتهم كبشر.. والمبدأ الالهي العظيم يقول ان الشهرة والمال لا يشتريان راحة البال.