تستقبل المدارس في جميع أنحاء الجمهورية طلابها اليوم لينطلق قطار الدراسة من جديد بعد توقف أسبوعين كاملين بسبب اجازة نصف السنة دون توقف حتي نهاية مايو القادم. تبدأ اليوم الدراسة الفعلية في كافة المدارس بعد أن بدأت أمس بالمحافظات التي لا تحصل علي اجازة السبت. كلف الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم الإدارة المركزية للمتابعة برئاسة صلاح عمارة بتشكيل غرفة عمليات لمتابعة اليوم الدراسي والتأكد من وصول الكتب وانتظام الدراسة داخل الفصول وعدم غياب المدرسين. شدد الوزير علي أنه لا تسامح مع أي قيادة تعليمية تقصر في أداء عملها داخل المديريات والإدارات بهدف تحقيق الانضباط التام في العملية التعليمية حتي اليوم الأخير من السنة الدراسية الحالية. قال الوزير في تصريحات خاصة ل "الجمهورية" إنه لا صحة علي الإطلاق لأي شائعات ترددت في الأونة الأخيرة حول إدخال أي تعديلات علي نظام الدراسة في الفصل الدراسي الثاني من العام الحالي أو أسلوب الامتحانات واحتساب أعمال السنة للتلاميذ أو المواد المقررة والمناهج. أكد الدكتور طارق شوقي ل "الجمهورية" أن نظام الدراسة حالياً لا يحتمل إدخال أي تعديلات هذا العام وأن التغيير الحقيقي لنظام التعليم سوف يكون مع انطلاق العام الدراسي القادم في سبتمبر 2018 إذا اكتملت أركان النظام الجديد الذي نسعي حالياً لبلورته في صورته النهائية وتوفير الموارد المالية اللازمة لتمويله. أوضح أن ما يهمنا في الفصل الدراسي الثاني من العام الحالي هو العمل علي تحقيق أقصي درجات الانضباط والحفاظ علي هيبة المعلم وتحسين العلاقة بين المدرسين وأولياء الأمور باعتبارهم شركاء في العملية التعليمية ولذلك فقد أصدرنا كتاباً دورياً شاملاً كافة التعليمات التي تحقق هذا الغرض وسوف نتابعها علي أرض الواقع. أعلن الوزير في تصريحاته ل "الجمهورية" أنه لا تعديل نهائياً في نظام وشكل ومحتوي امتحانات الثانوية العامة هذا العام وأنها سوف تستمر بنفس نظام العام الماضي حسب المواصفات العلمية التي يضعها خبراء الامتحانات بالوزارة. أوضح أن أي حديث عن تطوير نظام الثانوية العامة لن يمس علي الإطلاق طلاب المرحلة الثانوية الحاليين ولكنه ينصب علي الطلاب الذين سيلتحقون بالتعليم الثانوي اعتباراً من العام الدراسي القادم في حالة إقرار التعديلات المقترحة وهي مجرد تعديلات علي أسلوب التقويم والامتحانات لاستبدال الامتحانات القائمة علي الحفظ والتلقين بأسئلة تقيس الفهم والتحليل وهو ما نراه حتي الآن في استبدال امتحانات السنة الواحدة في الصف الثالث الثانوي بامتحانات متكررة علي مدار السنوات الثلاثة للمرحلة والأخذ بنظام "الأوبن بوك" بحيث يدخل الطالب الامتحانات وفي يده الكتب التي يريدها ليجاوب علي أسئلة لا علاقة لها بالحفظ والتلقين ولكنها تقيس درجة الفهم والتحليل. أكد أن التعديلات المقترحة علي نظام التعليم الثانوي هي عبارة عن اقتراحات بتعديل أساليب التقويم وليست تطويراً شاملاً بالمعني المفهوم لتطوير التعليم الثانوي موضحاً أن استخدام التابلت والأوبن بوك ليس هدفاً في حد ذاتها ولكنها وسائل لعلاج الوضع القائم ومنع الغش واستغلال المدرسين دون تحميل الطالب أو أولياء الأمور أي أعباء مادية جديدة. قال الوزير إن التطوير الشامل الذي نستهدفه للعملية التعليمية هو النظام الجديد الذي نسعي لاستكماله وإقراره لتطبيقه علي الأطفال والتلاميذ الذين سيلتحقون برياض الأطفال والصف الأول الابتدائي بعد إقرار النظام الذي يستهدف التطوير الشامل للعملية التعليمية. أشار إلي أنه باختصار نستطيع أن نقول إن مقترحاتنا للنهوض بالتعليم تنقسم إلي جزئين رئيسيين أولهما استبدال النظام التعليمي القائم حاليا بآخر متطور وفيه كافة المزايا التي تحاول تحقيقها بدءاً من مرحلة رياض الأطفال وحتي الثانوي وهو ما نسعي لتطبيقه في سبتمبر القادم علي من يدخل أولي حضانة وأولي ابتدائي في حالة اكتمال عناصره وتوافر التمويل اللازم له. أما الجزء الآخر فهو ما نسير فيه بالتوازي مع التطوير الشامل ويتم تنفيذه علي الطلاب الحاليين الذين سيستمرون في الدراسة بنفس النظام الحالي مع علاج أساليب التقويم فقط لتغيير ثقافة الحفظ والتلقين إلي الفهم والتحليل ومواجهة المشاكل وهذا يمكن أن نطلق عليه تعديلاً وليس نظاماً جديداً وفيه نستخدم التكنولوجيا الحديثة والتابلت والأوبن بوك كحلول وليست أهدافاً حتي نهدئ من مخاوف أولياء الأمور. واختتم الوزير تصريحاته ل "الجمهورية" قائلاً: ما أحب أن أوضحه للجميع أن تعديل نظام التقويم في المرحلة الثانوية لن يتضمن مساساً بتنسيق القبول بالجامعات ولن يمس العدالة الاجتماعية في شيء.