قطاع السياحة يعتبر أحد أهم مصادر العملة الأجنبية للدولة المصرية التي سعت بشتي الوسائل والطرق خلال الفترة الماضية للترويج للبرامج السياحية المصرية في العديد من دول العالم لجذب مزيد من السائحين وإعطاء هذا القطاع دفعة قوية.. ووسط هذه الجهود الكبيرة قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوقيع قرار استثناء رحلات الطيران بين روسيا ومصر.. قرار طال انتظاره بعد حادث سقوط الطائرة الروسية في 2015 إلا أنه فتح آفاقاً جديدة للسياحة المصرية التي عانت من أزمات متتالية خلال الفترة الماضية. ولا شك أن عودة السياحة الروسية مجدداً للمنتجعات السياحية المصرية يعيد التوازن للعديد من الفنادق والمستثمرين في المجال السياحي الذي عاني خلال الفترة الماضية من الركود والتراجع. ولكن نجحت مصر في إدارة الأزمة الأخيرة خاصة أن قرار بوتين يأتي بعد تأكد سلطات الطيران الروسية من الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الدولة المصرية لتأمين ضيوفها الأجانب الذين يزورونها من جميع أنحاء العالم.. المرسوم الذي أصدره الرئيس الروسي ينص علي استئناف الرحلات اعتباراً من بداية شهر فبراير المقبل. وخلال الأشهر الماضية شهدت الحركة السياحية الوافدة لمصر انفراجة واضحة إلا أنها لا ترقي للطموحات أو الأرقام التاريخية التي حققتها السياحة المصرية في 2010 قبل ثورة 25 يناير حيث بلغ عدد السائحين أكثر من 11 مليون سائح. ووصلت الإيرادات لأكثر من 12 مليار دولار.. هذه الأرقام تراجعت بشدة بعد ثورة يناير. وبدأت في التعافي في 2014 لتتراجع مجدداً بعد أزمة سقوط الطائرة الروسية. وفي 2017 بدأت السياحة في الانتعاش بأرقام وصلت لحوالي 7 ملايين سائح. وعائدات تصل إلي 6 مليارات دولار. وخلال هذه الأزمة أكد الكثير من خبراء السياحة علي ضرورة البحث عن أسواق سياحية جديدة تعيد إلي قطاع السياحة بريقه الذي اعتاد عليه خاصة أن مصر غنية بمعالمها الأثرية والسياحية التي تنافس العديد من المقاصد السياحية في العالم.. السياحة المصرية تحتاج إلي طريقة جديدة في الترويج. وذلك بدراسة متطلبات كل سوق علي حدة. وعمل برامج واضحة تلبي احتياجات هذا السوق لبناء جسور من الثقة بين الشركات العالمية وقطاع السياحة في مصر. لابد من التركيز خلال الفترة المقبلة علي عمل خطة واضحة يشارك فيها خبراء السياحة المصرية وتعتمد علي طرق جديدة ومبتكرة لجذب المزيد من السائحين. وإطلاق برامج جديدة للسياحة الدينية وتسليط الضوء علي مسار العائلة المقدسة. بالإضافة إلي الاهتمام بالترويج للسياحة العلاجية خاصة أن مصر تمتلك مقومات هائلة كحمام موسي في سيناء. وعيون المياه الكبريتية في حلوان. والتي تستخدم في علاج الآلام الروماتيزمية.. وهناك مناطق أخري تمتلك مقومات سياحية وأثرية.. نحتاج إلي استراتيجية شاملة لتطوير قطاع السياحة وتكثيف البرامج الترويجية التي تقوم علي أسس تسويقية وعلمية تساعد علي تحقيق انطلاقة حقيقية للسياحة المصرية.