تباينت ردود أفعال وخبراء النقل والمرور والنواب والبيئة حول جدوي تشغيل 40 أتوبيساً بطابقين حيث اعتبر البعض ان هذه النوعية من الاتوبيسات تحتاج إلي شوارع ذات مواصفات خاصة والأفضل أن تعمل علي أطراف مدينة القاهرة لربط المدن الجديدة بعضها البعض ويرون أن وجودها في شوارع العاصمة وطرقاتها يساهم في زيادة حدة الازمة المرورية نظراً لضخامة حجمها وطبيعية سيرها البطئ كما ان تكلفتها تفوق أضعاف الاتوبيسات العادية.. بينما يري آخرون أهمية تحديث الأسطول وتزويده بمركبات لمواكبة التطورات والانجازات التي تتحقق في عهد الرئيس السيسي. في البداية يقول اللواء يسري الروبي الخبير الدولي لحل مشكلة المرور التي تشهدها العاصمة لابد من توافر الارادة السياسية وسؤال أهل الفكر وترجمة القوانين في مجلس النواب ثم يأتي بعد ذلك طور التنفيذ وهو أهم ما في الموضوع والحل يكمن في تدريب السائقين علي التكنولوجيا الحديثة وكيفية تعامل المرور والمواطنين في الشارع والضباط فلابد ان يقتصر منح الرخص الخاصة بالقيادة للشخص الذي يتدرب ويلتحق بمدارس القيادة والاستعانة بالتقنيات الحديثة في مراقبة الطرق ويضاف إلي كل ذلك ضرورة تطبيق القانون بكل حزم علي كل أفراد الشعب "فلا يودج أحد علي رأسه ريشة".. وبالنسبة لتشغيل أتوبيسات بطابقين في القاهرة لا تتناسب مع شوارعنا ويتساءل كيف تمر من نفق الأزهر؟.. في الخارج في دول كندا والبرازيل هناك أتوبيسات سعة الواحد منها 200 راكب وأخري 250 راكباً ولكنها تسير في حارات منفصلة عن باقي الحارات وينتقد الشكل الذي عليه اللوحات المعدنية الجديدة حيث ان المواطن العادي لا يفهمها ولا يستطيع قراءتها قليلة من الحساب بالتالي ممكن ان يرتكب شخص مخالفة ويفلت. ويضيف اللواء سعيد طعيمة - رئيس لجنة النقل والمواصلات بالبرلمان إن حل مشكلة التكدس المروري يتطلب نوعاً جديداً من الفكر الذي يساهم في خلق محاور جديدة لتخفيف الضغط فنحن في البرلمان دورنا تشريع فقط ويقع عبء التنفيذ علي الجهات الأخري فعلي المرور وضع خطة مناسبة للخروج من الازمة فالقاهرة بها عدد كبير من المركبات منها السيارات الخاصة والتاكسي الأبيض والأسود الذي تجاوز عدد 80 ألف تاكسي كما يوجد 200 ألف مركبة لشركات أوبر وكريم التي فتحت من خلالها فرص عمل للشباب ولكن يجب ان تقنن والتوك توك الذي أصبح صداعاً في رأس العاصمة كما أنه يتسبب في كثير من الحوادث. وأما فيما يتعلق بتسيير الاتوبيسات ذات الطابقين في العاصمة يري انها لا تصلح للسير في شوارع القاهرة نظراً لوجود انفاق وكباري ولكن تصلح للطرق المفتوحة فقط كما انها ذات طبيعة خاصة حيث إنها تسير ببطء لان وزنها ثقيل فهو مطبق في الدول الأوروبية منها لندن ولكن لا يجد إقبالاً من الجمهور لبطء حركته الشديدة ولا يتجاوز عدد ركابه 6 أفراد. يشاركه الرأي جمال آدم - عضو لجنة النقل بالبرلمان نحن مع تطوير منظومة هيئة النقل العام وزيادة حجم الاسطول وتوفير اتوبيسات آدمية لائقة ذات مظهر حضاري تخفف الضغوط علي المواطن لكن لابد قبل تسييرها بالشوارع ان تكون لها مسارات محددة داخل القاهرة تربطها بالمدن الجديدة وذات فترات تقاطر محددة وثابتة علي ان تخصص لها حارات بالطرق ويتم تخفيض زمن التقاطر مما يخفض حجم الزحام والتكدس داخلها وعلي الطرق. ويشير الدكتور حمدي برغوث- خبير النقل الدولي- هناك ما يسمي باقتصاديات الحجم حيث ان تسيير أتوبيسات بطابقين تحمل أعداداً أكبر من الركاب بنفس تكلفة المحروقات بعكس الأتوبيس الواحد وبالتالي خدمة أكبر للركاب وتقليل للزحام المروري والتكدس بشوارع العاصمة بشرط وضع خريطة جيدة قبل تشغيلها وإلا ستكون العواقب وخيمة وستضاعف من حدة الأزمة المرورية بالشوارع. ويطالب الدكتور مجدي صلاح الدين- أستاذ الطرق بجامعة القاهرة- انه يجب تطبيق الدراسات والأبحاث العلمية التي أجريت علي أزمة المرور لحلها والتي مازالت حبيسة الأدراج والمشكلة قائمة بل تتفاقم وتزداد يوما بعد يوم فالنقل العام كثيف الحركة يجب تطويره وتحفيز الناس علي ركوبه مما يساهم في تقليل أعداد المركبات بالشوارع ومن ثم يحقق السيولة المرورية. طارق البحيري- باللجنة النقابية بهيئة النقل العام- ان الاتوبيس أبو طابقين لا يصلح للسير في شوارع القاهرة وان مكان سيره سيكون محل مترو مصر الجديدة الذي تم الغاؤه وقد تم عمل مسار خاص به لا يشاركه فيه المركبات الأخري وسوف يخدم مناطق مصر الجديدة ومدينة نصر موضحا ان سعر التذكرة لم يتم تحديدها بعد ولكنها لن تقل عن 5 جنيهات. أما اللواء أحمد هشام الخبير المروري يؤكد علي أن الأتوبيسات صناعة محلية وعددها 40 أتوبيسا وسوف يتم تخصيصهما لخدمة مناطق العاصمة الإدارية الجديدة والتجمع الخامس ومدينتي بدر والشروق نظرا للمساحات الشاسعة وعدم وجود عوائق للسير كالكباري. يقول المهندس حسام محرم- مستشار وزير البيئة السابق- ان الازدحام المروري له آثار بيئية مباشرة تتسبب في حدوث مشاكل صحية واقتصادية واجتماعية ويعد تلوث الهواء الجوي من أهم تلك الآثار البيئية المباشرة الناجمة عن غازات العوادم من حرق الوقود وكلما زادت معدلات استهلاك الوقود نتيجة الزحام المروري فضلا عن سوء صيانة المركبات الذي يؤدي لاستهلاك كميات أكبر من الوقود وصعود كميات مضاعفة من العوادم يزيد الاحتباس الحراري المسبب لظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض وكذلك الضوضاء الذي يعتبر أهم مظاهر التلوث البيئي الناتج عن الاختناقات المرورية مما يتسبب في أضرار صحية ونفسية للمواطنين.