قفزت أسعار الكشف بالعيادات الخاصة بشكل مبالغ فيه وأصبحت لا تراعي أي ظروف إنسانية للمرضي وخضعت لقانون العرض والطلب فكلما زادت شهرة الطبيب زادت "الفيزيتا" لتصل إلي ألف جنيه والاستشارة ب 500 وتتفاوت الأسعار طبقا لموقع العيادة وفخامتها وشهرة الطبيب المعالج وحجم الدعاية التي يقوم بها للترويج لنفسه بالفضائيات. يقول أحمد ياسر - موظف - ان أسعار عيادات الأطباء لم تعد في متناول المرضي خاصة البسطاء منهم فالكشف يتعدي مبلغ ال 150 جنيها لدي أقل الأطباء خبرة وشهرة وأصبحت الفيزيتا هي المقياس لكفاءة الطبيب. يضيف محمد حماد - محاسب - الأطباء تتعامل مع المريض من منطلق تجاري بحت عرض وطلب علي عكس الهدف الاساسي لمهنة الطب الإنساني في المقام الأول فالطبيب المشهور يلجأ إليه المرضي دون تفكير بغض النظر عن سعر الكشف وقائمة الانتظار الطويلة التي يتم وضع المرضي عليها التي تصل أحيانا إلي شهور فمثلا احد اطباء الغدد والسكر المعروفين وصل سعر الكشف بعيادته الخاصة في أحد الأحياء الراقية إلي 1500 جنيه والحجز بعد شهر ولا يوجد أمام المريض سوي الانتظار أملا في الشفاء علي يد الطبيب صاحب أعلي فيزيتا. ويشير محمد توفيق إلي قيام الأطباء بتأثيث عياداتهم بأفخم الديكور والتكييفات والأثاث وكله علي حساب المريض فكلما كانت العيادة فخمة زادت الفيزيتا بالاضافة إلي مكان العيادة فالأحياء الراقية تتضاعف فيها الفيزيتا عن الأحياء الشعبية حتي لو لنفس الطبيب فالعديد من الأطباء يمتلكون أكثر من عيادة في العقار الذي اقيم به بمنطقة شبرا يوجد عيادة طبيب مخ واعصاب شهير سعر الكشف بها 300 جنيه وهذا السعر خدمة لأبناء الحي الذي نشأ به الطبيب في حين ان سعر الكشف بعيادته الثانية بالتجمع وصل إلي 1700 جنيه. ويتساءل محمود صبحي - بالمعاش - أين الرقابة علي أسعار الكشف بالعيادات ولما لم يتم تطبيق الأسعار الاسترشادية التي وضعتها وزارة الصحة للأطباء تبعا للدرجة العلمية فبعض الأطباء لا يكتفون بسعر الكشف وابتدعوا تقليعة جديدة لم نعهدها من قبل وهي فيزيتا للاستشارة وصلت إلي 100 جنيه مما يجعل المريض يحجم عن الذهاب للاستشارة مكتفيا بما تكبده بمبلغ الكشف. وتقول مني رفعت - ربة منزل - ابنتي الوحيدة مصابة بضمور في المخ وذهبت بها العديد من المستشفيات الحكومية ولأن الاهمال هو الغالب نصحني أحد الأقارب بالذهاب إلي الطبيب المعالج لها بالمستشفي الحكومي في عيادته الخاصة وعند الاستفسار عن سعر الكشف بالعيادة فوجئت به 750 جنيها ومرض ابنتي يحتاج إلي متابعة مستمرة وزوجي عامل يومية فلم نستطع استكمال مشوار العلاج بالعيادات الخاصة فأسعارها تذبح المرضي وعدت للمستشفي الحكومي فنارها ولا جنة العيادة. وتروي نصرة سيد - ربة منزل - عن معاناتها مع أسعار العيادات قائلة: زوجي يعاني من مشاكل بالكبد وذهبنا لأحد شيوخ الأطباء في هذا التخصص والذي يحظي بشهرة كبيرة وفوجئنا ان قيمة الكشف ألف جنيه وميعادنا بعد أسبوع فاضطررنا إلي الحجز وتم الكشف علي زوجي وكتابة أدوية لا تختلف كثيرا عن الطبيب المعالج السابق وعندما عدنا بعد أسبوع لمتابعة الحالة طبيا قمنا بدفع 500 جنيه ثمن الاستشارة وحتي الآن مازالت الحالة كما هي. وتشير سمية رائد - محاسبة - إلي أن عيادات الطب النفسي هي الأعلي سعرا فقد ذهبت إلي أحد العيادات بنجلي البالغ من العمر 6 سنوات لاصابته بفرط حركة وفوجئت بأن العيادة عبارة عن فيلا بالتجمع سعر الكشف 750 جنيها بخلاف جلسات علاج ضعف الانتباه التي تصل إلي 300 جنيه للجلسة الواحدة ولم أتمكن من الاستمرار في علاج نجلي لضيق ذات اليد. عرض وطلب الدكتور خالد سمير عضو نقابة الأطباء يقول ان الحكومة تضع الأطباء باستمرار تحت المنظار وتنتهج سياسة معادية لهم وتحملهم أوزار النظام الصحي ومسئولية تدهور المنظومة الصحية في مصر ودائما يتم التسويق لمفهوم خاطيء بأن مهنة الطب يجب ان تقدم مجانا ويجب أن يمارس الطبيب عمله بدون أجر مما أدي إلي تدهور أحوال الأطباء فلا يوجد طبيب علي مستوي العالم راتبه 70 دولارا سوي الطبيب المصري كما ان هناك نسبة كبيرة من المصريين تحجم عن زيارة الأطباء وتكتفي بالذهاب إلي الصيدلية فمصر من ضمن الدول القلائل التي تسمح بفوضي الأدوية وتتداولها بعشوائية.