ستكون كرة القدم العربية علي موعد مع التاريخ في نهائيات كأس العالم المقرر إقامتها في روسيا العام المقبل. بعدما حققت إنجازا غير مسبوق بتأهل أربعة ممثلين لها في المسابقة في مشاركة قياسية هي الأكبر لها. وصعدت منتخبات مصر وتونس والمغرب للمونديال من خلال التصفيات الأفريقية. بالإضافة إلي المنتخب السعودي الذي حقق الإنجاز ذاته عن طريق تصفيات قارة آسيا. ويعتبر المونديال الروسي "وش السعد" علي الكرة العربية. بعدما عادت المنتخبات الأربعة للمشاركة في كأس العالم. بعد غياب دام فترة ليست بالقصيرة. وابتعد منتخبنا الوطني عن كأس العالم لمدة 28 عاما. كما غاب المنتخب المغربي لمدة 20 عاما. فيما يسجل المنتخبان السعودي والتونسي ظهورهما الأول في المسابقة منذ عام 2006. وقبل أن تحقق الكرة العربية هذا الإنجاز. فقد شهدت نسختا المسابقة عامي 1986 بالمكسيك و1998 بفرنسا المشاركة الأكبر لها في المونديال. بواقع ثلاثة منتخبات في كل منهما. وغابت المنتخبات العربية عن المشاركة في النسخة الأولي للمونديال التي أقيمت بأوروجواي عام 1930. قبل أن تشهد النسخة الثانية للبطولة التي أقيمت بإيطاليا عام 1934 الظهور العربي الأول في كأس العالم من خلال المنتخب المصري. الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه. ولم يخض منتخب مصر سوي مباراة واحدة في البطولة. حيث خسر 2/4 أمام نظيره المجري علي ملعب "جورجيو أسكاريلا" بمدينة نابولي. حيث أحرز هدفي منتخبنا النجم الراحل عبدالرحمن فوزي. وغاب التواجد العربي عن البطولة لمدة 36 عاما. قبل أن تشهد نسخة المسابقة عام 1970 بالمكسيك مشاركة المنتخب المغربي للمرة الأولي في تاريخه. ولم يكن الظهور المغربي في البطولة علي النحو المأمول. حيث تذيل منتخب "أسود الأطلس" ترتيب المجموعة الرابعة بالدور الأول للبطولة برصيد نقطة واحدة. عقب خسارته 1/2 أمام ألمانيا الغربية. ثم صفر/3 أمام بيرو. وتعادله 1/1 مع بلغاريا. وعادت الكرة العربية للغياب لآخر مرة في مونديال 1974 بألمانيا الغربية. قبل أن تحتفظ بظهورها في بطولات كأس العالم منذ نسخة المسابقة عام 1978 بالأرجنتين حتي الآن. وفي أول مشاركة له في المونديال. أهدي المنتخب التونسي أول انتصار للكرة العربية في كأس العالم. عقب فوزه 3/1 علي المكسيك في أولي مبارياته بدور المجموعات بالمونديال الأرجنتيني. لكن خسارته بهدف نظيف أمام بولندا. ثم تعادله مع ألمانيا الغربية بدون أهداف. أطاح بأحلامه في الصعود للأدوار الإقصائية للبطولة. وتزايد التمثيل العربي في البطولة خلال مونديال 1982 بإسبانيا. الذي شهد مشاركة منتخبي الكويت من عرب آسيا. والجزائر من عرب أفريقيا للمرة الأولي في تاريخهما. وقدم المنتخب الجزائري أداء لافتا أبهر الجميع بفوزه 2/1 علي ألمانيا الغربية. و3/2 علي تشيلي في دور المجموعات. لكن جاءت خسارته صفر/2 أمام النمسا. لتمنح المنتخبين الألماني والنمساوي الفرصة للتحكم في مصيره. بعدما اتفقا علي انتهاء مباراتهما بالجولة الأخيرة في المجموعة بفوز ألمانيا بهدف نظيف. حيث كانت تلك النتيجة كفيلة بتأهلهما للدور الثاني والإطاحة بالجزائر مبكرا من البطولة. ولم تكن المشاركة الكويتية في البطولة بنفس التميز الذي اتسم الظهور الجزائري. حيث ودع المونديال من الدور الأول. بتعادله 1/1 مع تشيكوسلوفاكيا وخسارته 1/4 أمام فرنسا. وصفر/1 أمام انجلترا. وواصلت الكرة العربية تعزيز مشاركتها في بطولات كأس العالم. حيث شهد مونديال 1986 تأهل منتخبي الجزائر والمغرب عن عرب أفريقيا. ومنتخب العراق من عرب آسيا. وبينما ظهر المنتخبان العراقي والجزائري بشكل باهت في البطولة. فقد حقق المنتخب المغربي إنجازا تاريخيا للكرة العربية في كأس العالم. بعدما كان أول منتخب عربي يصعد للأدوار الإقصائية للمسابقة. وصعد منتخب المغرب لدور الستة عشر. عقب صدارته لمجموعته في الدور الأول. متفوقا علي منتخبات انجلترا وبولندا والبرتغال. لكنه خسر أمام ألمانيا الغربية في الدور الثاني بهدف نظيف في اللحظات الأخيرة. في المقابل. خسر منتخب العراق جميع مبارياته في مجموعته التي ضمت منتخبات المكسيك وبلجيكا وباراجواي. ليودع المسابقة مبكرا. مثلما كان حال المنتخب الجزائري. الذي تذيل ترتيب مجموعته التي ضمت منتخبات البرازيل وإسبانيا وأيرلندا الشمالية. وتمثل التواجد العربي بمونديال 1990 بإيطاليا في منتخبي مصر والإمارات. اللذين خرجا أيضا من الدور الأول للمسابقة. بعدما تذيلا مجموعتيهما في الدور الأول. وتعادل المنتخب المصري مع هولندا 1/1 وأيرلندا بدون أهداف. وخسر صفر/1 أمام انجلترا. في حين خسر منتخب الإمارات مبارياته بمجموعته التي ضمت ألمانيا الغربية ويوغوسلافيا وكولومبيا. واستعادت المنتخبات العربية بريقها في مونديال 1994 بالولايات المتحدة. الذي شهد صعود المنتخب السعودي لدور الستة عشر. بعد صدارته لمجموعته التي ضمت منتخبات هولندا وبلجيكا والمغرب. وحسم المنتخب السعودي أول مباراة تقام بين منتخبين عربيين في المونديال لصالحه. عقب فوزه 2/1 علي نظيره المغربي. الذي خسر أيضا صفر/1 أمام بلجيكا. و1/2 أمام هولندا. فيما تغلب المنتخب الأخضر 1/صفر علي بلجيكا. وخسر 1/2 أمام هولندا. وتوقف المشوار السعودي في البطولة خلال دور الستة عشر. عقب خسارته 1/3 أمام نظيره السويدي. ورغم مشاركة الكرة العربية بثلاثة منتخبات في مونديال 1998. إلا أنها لم تحقق أي نجاح يذكر. بعدما ودعت منتخبات المغرب والسعودية وتونس البطولة من الدور الأول. وتعادل المنتخب المغربي 2/2 مع النرويج. وخسر صفر/3 أمام البرازيل. وتغلب 3/1 علي اسكتلندا. فيما خسر المنتخب السعودي صفر/4 أمام فرنسا وصفر/1 أمام الدنمارك وتعادل 2/2 مع جنوب أفريقيا. في حين خسر المنتخب التونسي صفر/2 أمام انجلترا وصفر/1 أمام كولومبيا. وتعادل 1/1 مع رومانيا. واتسمت المشاركة العربية في مونديال 2002 بالتواضع. بعدما عجز منتخبا تونس والسعودية عن تحقيق أي انتصار. حيث خسر المنتخب السعودي صفر/8 أمام ألمانيا. وصفر/3 أمام أيرلندا. وصفر/1 أمام الكاميرون. فيما خسر المنتخب التونسي صفر/2 أمام روسيا واليابان. وتعادل 1/1 مع بلجيكا. ولم يختلف الأمر كثيرا في مونديال 2006 بألمانيا. الذي شهد مشاركة منتخبي تونس والسعودية اللذين ودعا المسابقة من الدور الأول. وشارك كلا المنتخبين في مجموعة واحدة. حيث تعادلا 2/2 في مستهل مشوارهما في المسابقة. قبل أن يخسرا أمام منتخبي أوكرانيا وإسبانيا. وتقلصت المشاركة العربية في المونديال لتصبح مقصورة علي المنتخب الجزائري فقط في النسختين الأخيرتين عامي 2010 بجنوب أفريقيا و2014 بالبرازيل.