أد كده بنحبك من قلوبنا يا مصر؟ أد كده غالية علينا يا أغلي اسم في الوجود يا مصر!.. بكينا وفرحنا في أصعب دراما رياضية عشناها ليلة أول أمس في آخر ربع ساعة من مباراة منتخبنا الوطني مع منتخب الكونغو. كتبت وحذرت كثيرا من الكونغو متذيل قائمة المجموعة.. قلت.. احذروا من يترنح.. احذروا من ليس لديه ما يبكي عليه. قلت من الوارد جدا أن يسجل هدفا يحول أفراحنا إلي أحزان والعبوا حتي صافرة النهاية. بكيت مرتين مع من بكوا.. بكيت عندما رأيت علي الشاشة ثلاثة أطفال في مدرجات استاد برج العرب يبكون بعد أن سجلت الكونغو هدف التعادل.. بكيت لبكاء الأطفال الصغار الذين لا يعرفون ما يدور حولهم سوي أن الآلاف من المدرجات لفها الحزن. ثم بكيت بحرقة بكاء الفرحة عندما سجل العظيم محمد صلاح الهدف الثاني.. هدف الفوز من ضربة جزاء وكنت مثل ملايين المصريين قد أعطيت ظهري لشاشة التليفزيون عندما تقدم لتسديد الضربة خشيت أن تموت فرحتنا وتصب الجماهير غضبها علي محمد صلاح لو أضاع التسديدة أو صدها الحارس مع أنه هو الذي سجل الهدف الأول وهو الذي سجل في أوغندا وغانا.. لكن الناس كانت ستنسي هذا كله حينها لو ضاعت الكرة لا قدر الله. انهمرت الدموع من كل العيون فرحا وكأن كل منا قد حصل علي أغلي هدية لأن جيلا بأكمله لم يشهد صعود منتخب بلاده لنهائيات كأس العالم. الشاب الذي عمره الآن ثلاثين عاما كان عمره عامين فقط عام 1990 يوم صعد المنتخب لكأس العالم بإيطاليا ولا يدرك وجيلنا محظوظ ونحمد الله كثيرا أن أعطانا العمر لنعاصر صعود منتخب مصر للمونديال مرتين.. مرة عام 1990 بإيطاليا ومرة عام 2017 بروسيا 2018 وأعتقد عدد قليل جدا مازال علي قيد الحياة عاصروا صعود وتأهل المنتخب لأول مرة عام 1934 في إيطاليا. من هنا كانت الفرحة عارمة من القلوب.. انطلق الملايين في الشوارع كل قرية وكفر ومدينة ومحافظة.. ناهيك عن القاهرة والإسكندرية. ما أعظم الأشقاء العرب الذين يظهر معدنهم العظيم في المواقف وقد شاهدنا علي الشاشة أفراح الأشقاء العرب في فلسطين والإمارات والكويت والسعودية وسلطنة عمان شاهدنا فرحة المصريين في أمريكا وأوروبا ومختلف بلدان العالم. بالفعل فإن انتصارات المنتخبات المصرية هي التي توحد الشعب كله بكل طوائفه الفرحة تعم الجميع.. أعلام مصر في كل الأيادي.. كم هي غالية علينا مصر.. كم نحبها من قلوبنا دون زيف.. حب الأم وكم صدقت العظيمة الفنانة القديرة شادية عندما غنت لها من قلبها يا حبيبتي يا مصر.. وغنت لها من أعماق قلبها الفنانة اللبنانية - المصرية نجاح سلام "يا أغلي اسم في الوجود يا مصر". هناك أعياد المسلمين.. وأعياد المسيحيين لكن انتصارات منتخب مصر هو عيد كل المصريين.. الفرحة للجميع. ولأنه مواطن مصري.. يحب مصر ويعشقها كأي مصري فرح معهم الرئيس عبدالفتاح السيسي وبعث بأول تهنئة لشعب مصر وتهنئة للاعبي المنتخب والجهاز الفني وأعضاء اتحاد الكرة فور انتهاء المباراة وأمر بصرف مليون ونصف المليون جنيه لكل لاعب والجهاز الفني وبصراحة هم يستحقون ذلك وهي لفتة عظيمة من رئيس مصر الرئيس السيسي الذي استقبل أعضاء المنتخب واتحاد الكرة ورجال الصحافة والإعلام وهنأهم بالإنجاز العظيم وشد بقوة علي يدي ابن مصر البار محمد صلاح وهنأه وشكره علي ما بذل من جهد هو وباقي زملائه وأدخلوا البهجة والفرحة في قلوب مائة مليون مصري وسيظل يوم 8 أكتوبر 2017 عالقا في الأذهان أبد الدهر مثله مثل يوم 6 أكتوبر 1973 يوم العبور والانتصار العظيم وسيظل شهر أكتوبر هو أعظم شهور المصريين!!