ظل الحلم يراوده منذ كان يحبو ويخطو خطواته الأولي في عالم الفن والغناء.. بل أنها لم تكن خطوات صغيرة فقط بل كانت بطيئة.. وكانت فرقته الموسيقية لا تتعدي سوي عازف الأوكورديون وعازف الطبلة "الإيقاع".. ووقتها تمني أن يقف ويغني علي أكبر مسارح أوروبا.. كيف ولا أحد يعرف شيئاً في مصر فهو فنان بدرجة هاوي.. والنجومية مازالت بعيدة.. ولكن حلم الوقوف علي مسرح "الأوليمبيا" بالذات في باريس هو حلم حياته.. فهل يمكنه القدر أن يقف علي المسرح التي سبق وان غنت علي خشبته كوكب الشرق أم كلثوم ولكن الاقدار لا تقف أمام الطموح والإرادة والسعي والنجاح!! * جاء اليوم ليجد نجم الغناء الشعبي الفنان حكيم المسئولين علي الحفلات في الدول الأوروبية يتصلون به ويعرضون عليه ان يغني علي هذا المسرح "الأوليمبيا" حلمه البعيد ضمن جولة أوروبية في ثلاث دول أسبانياوفرنسا وهولندا.. ويتنقل حكيم بين مسارح تلك الدول وسط حفاوة من المسئولين والجماهير المتدفقة وراءه. * كنت أحد الصحفيين القلائل الذين وجهت لهم دعوة حضور حفل نجم الأغنية الشعبية حكيم بمسرح "الأوليمبيا".. وحقاً لم أكن اتوقع أن أشاهد هذا الحشد الكبير من الجمهور المختلف الجنسيات سواء كانت العربية أو الأوروبية.. واعتقدت انها حفلة والسلام.. لكن هذا الحضور الطاغي جعلني أشعر بقيمة هذا الفنان الكبير الذي لم يكتف بنجوميته في مصر بل امتد لدول العالم الخارجي وأصبح له جمهور يتنقل خلفه في حفلاته الأوروبية!! * شعرت برهبة كبيرة وأنا أطا بقدمي داخل مسرح الأوليمبيا.. فقد تملكتني الرهبة والخوف من فخامة المسرح الضخمة ولونه الأحمر سواء مقاعده أو جدرانه.. حتي خشيت علي حكيم ان لا يستطيع أن يؤدي الأداء المشرف.. ولانه فنان بحق وحقيقي لم يرهب الموقف ولا المكان فانطلق يصيح ويجول بأغانيه المعتادة المعروفة.. وهالني أن أجد الجمهور يردد معه أغانيه فهم يحفظون كلماتها عن ظهر قلب!! * تظل مدينة باريس عاصمة فرنسا هي الحلم الأكبر لأي فنان يطرح عمله وفنه داخل تلك المدينة الحضارية وعندما لقبت بمدينة النور ارتبط ذلك الوصف باعتبار أن ليل المدينة أجمل وألطف منها نهاراً.. كما أن ذلك الوصف يرتبط بأنها عاصمة الثقافة العالمية.. أليس بها هيئة اليونسكو المنوطة بزرع الثقافة والفنون وحصدها في دول العالم ومن هنا تأتي أهمية حفل "حكيم" في أن يقدم حفلاً غنائياً لجمهور المدينة الذي يضم جنسيات العالم المختلفة بأحد مسارحها العريقة!! * النقطة الهامة في حفلات حكيم أنه سار علي خطي كوكب الشرق أم كلثوم.. فقد تبرعت منذ 50 عاماً بأجرها في حفل مسرح "الأوليمبيا" من أجل المجهود الحربي بعد نكسة ..1967 واليوم يتبرع حكيم بأجر حفلاته الثمانية في جولته الأوروبية بما فيها حفل مسرح الأوليمبيا.. لقد تمكن حكيم من أن يسطر تاريخاً في أجندة عمالقة الغناء في مصر.. بل وتمكن كما يقول بأن يترك تراثاً لأبنائه يفتخرون به!!