في الوقت الذي اشتدت فيه الحرب بين معسكر جماعة الاخوان المسلمين المحظورة وتركيا وقطر المتهمة بتمويل الارهاب وايران من جهة وبين معسكر مصر والمملكة العربية السعودية والامارات والبحرين الذين يحاربون الارهاب والاخوان المسلمين من جهة اخري يتساءل الكثيرون عن دور قطر المزدوج وعن مصير هذه الدويلة الغنية التي خسرت كثيرا بغطرستها وباستعدائها لحلفائها في دول الخليج. في هذا السياق ألف الصحفي الفرنسي امانويل رزافي كتابا بعنوان : ¢ قطر الحقيقة المحظورة ¢ مستفيدا من 3 سنوات عاشها في الدوحة اثناء عمله بالتلفزيون الوطني هناك وهي تعتبر شهادة نادرة من قلب الاحداث عن بلد غامض ومثير للجدل علي حد وصف الكاتب الذي رأي ان المجتمع القطري قائم علي القبلية ونظامه معقد ودائماً ما يلتف الجميع حول ما يجلب المصلحة الشخصية فقط . وبالتالي فإن هيكلها الاداري هش لأنه يعتمد علي لعبة السلطة والتنافس . اضاف امانويل في كتابه أن المجتمع القطري منقسم الي معسكرين متشاحنين معسكر الوهابية من جهة ومعسكر الاسلام السياسي المتمثل في جماعة الاخوان المسلمين من جهة اخري وقد يؤدي هذا التعارض بين المعسكرين الي عواقب اقتصادية وخيمة بل ومأساوية علي حد وصف الكاتب الذي سرد عدداً من الشركات الكبري التي اعلنت افلاسها او استغنت عن عدد كبير من عمالتها نتيجة لصراعات المعسكرين السابق ذكرهم داخل نفس الشركة فهم لا يتوانون عن خوض معارك سياسية داخل مؤسسات الممثلين بها دون الاهتمام بالاضرار التي قد يتسببوا فيها وذلك في سبيل الانتصار . وبالرغم من ان قطر تعتبر دولة بترولية غنية وانها كانت مقصداً للمستثمرين الغرب فها هي الآن تشهد خروج آلاف الأجانب من الشركات القطرية الكبري التي تعجز عن سداد رواتبهم . پوبما ان عدد المواطنين القطريين لا يزيد علي 300 ألف مواطن فقط والاجانب يزيد عددهم علي 2 مليون مع احاطتها بجيران تبرطها بهم علاقات معقدة من هنا يأتي ضعفها حيث ان تعرضها لأي ازمة يؤدي إلي اضعافها بشكل مباشر تماماً كما حدث نتيجة للمقاطعة العربية الرباعية لها مع اوائل عام 2017 مما جعلها تتقرب لايران بالرغم من ان هذه العلاقة تعتبر خطراً علي الدوحة مما جعل الكاتب يصفها بدولة الشيزوفرنيا! پونتيجة لهذا الضعف الجيوسياسي اتجهت قطر لايجاد حلفاء اقتصاديين وسياسيين من خارج الخليج وعلي رأسهم فرنسا المنبهرين بثقافتها التي اعتبرها آل ثاني من الحلفاء الاستراتيجيين حيث تربطهم علاقة صداقة بشيراك وساركوزي وذلك بالرغم من مساندة قطر لجماعات ارهابية متطرفة مثل جماعة الاخوان المسلمين وغيرها من الجماعات المتطرفة التابعة لها حيث تقوم بتقديم الدعم المالي لهم كما انها تأوي علي ارضها العديد من الوجوه الداعمة للارهاب مثل يوسف القرضاوي الذي اعتبره الكاتب من أكثر المتطرفين الداعين للعنف ونشر الفكر الارهابي وهو اسم من ضمن اسماء كثرة سردها امانويل في كتابه. پوعن قيام الدوحة بتمويل جبهة النصرة وداعش أكد الكاتب أن التحويلات المالية التي ترسل من قطر لهذه الجماعات المتطرفة معروف اسماء اصحابها لدي المخابرات الفرنسية والبريطانية والامريكية وهنا عاد امانويل لوصف الدوحة بالشيزوفرنيا لانها في الوقت الذي تدعي فيه مطاردة المتطرفين تقوم باستقبال اعضاء من جماعات هؤلاء علي اراضيها . وهنا ينبه الكاتب الي ان السحر قد ينقلب علي الساحر فمن المؤكد ان العناصر المتطرفة التي خلقتها ودربتها ومولتها ستنقلب عليها في يوم من الأيام مما جعلها دائما تغذي الخلاف بين النصرة وداعش . كما ذكر امانويل في كتابه انه من المستبعد اقامة كأس العالم 2022 في الدوحة بالرغم من تأكيد الدوحة للعكس فالظروف كلها ضد اقامة هذا الحدث الرياضي علي اراضيها سواء اجتماعية او سياسية او اقتصادية وحتي المناخية كما ان الجزء المحافظ يعارض اقامة كأس العالم علي اراضيها. پوعلي عكس الاصوات التي تطالب فرنسا باتخاذ موقف صارم من هذه الدولة الداعمة للارهاب فالكاتب يري انه يجب ترك الدبلوماسية تلعب دورها بل ويجب اجبارها علي الكف عن دعم المنظمات الارهابية والتي تهدد الجميع بل ووصلت الي اوروبا نفسها والتي ظهر تأثيرها ايضا في مصر وتونس وغيرها من الدول العربية نتيجة للفوضي التي يحاول الاخوان فرضها . پوقد ذكر امانويل في كتابه مصطلح ¢الجيل الضائع¢ واصافا الشباب القطري المشتت بين معسكر محافظ ومعسكر متمدن لاقصي حد وان اغلب هؤلاء الشباب يتلقون تعليمهم في الخارج وعند عودتهم للمشاركة في تنمية بلادهم يصطدمون بالعديد من العوائق كما ان العمل في هذه الامارة الصغيرة ليس من اهتمامات اهلها التي تستعين بالاجانب في اغلب مصالحهم بالتالي فان قطر هي "مملكة الكسل" علي حد وصف الكاتب . وقد اكد ¢رازافي¢ انه سيحكي عن قطر كما رأها حيث عاش هناك 3 سنوات اثناء عمله بالتلفزيون الوطني وقال انه سيكشف عن هذه الدويلة التي ترقص علي صفيح ساخن والتي تحتاج للولايات المتحدة واوروبا وفرنسا علي وجه الخصوص كي تعيش وتتعايش مضيفا ان كل ما جاء بهذا الكتاب صحيح .