في مثل هذه الأيام من عام 1970 رحل إلي جنة الخلد جبل الكرامة والكبرياء. رمز العزة والشموخ عنوان الرجولة والبطولة زعيم الأمة العربية. ناصر "ولد جمال عبدالناصر حسين سلطان علي عبدالنبي في 15 يناير 1918" وبعد وفاته بسنوات ثار الجدل وان شئت الدقة "اللغط" حيث تساءل من في نفسه غرض: هل مات مسموما أم كانت وفاته طبيعية؟ ومن أهداف اللغط فضلا عن كونه "سبوبة" تشويه صورة وسيرة ومسيرة هذا الزعيم العظيم.. ثم نعرج إلي عدد من الأمور وثيقة الصلة بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر من قريب أو من بعيد: * ان التاريخ سطر لكل أمة من الأمم حقبات من الزمن فيها افراح الانتصارات وأتراح الانكسارات ولكل قائد تاريخي كفة من السلبيات وأخري من الايجابيات رجحت هذه الكفة أو تلك وليس هناك من أمة دانت لها الانتصارات علي طول الأزمنة وليس من زعيم كان من الملائكة بل من بني البشر. * ان مشروع عبدالناصر القومي العربي كان موجها ضد هيمنة الغرب علي مقدرات الأمة العربية ومصائر شعوبها ولهذا كانت 5 يونيو 1967 هي الضربة التي اجهضت هذا المشروع. * ان قضية مصر - عبدالناصر الأولي والذي لفظ أنفاسه الأخيرة بسببها كانت هي قضية فلسطين وشعب فلسطين. * جرت 16 محاولة لتصفية عبدالناصر جسديا وقيل أكثر وقيل أقل وبعضها من قبل دهماء التطرف والإرهاب مثل حادث المنشية بالاسكندرية عام 1954 وجلها من قبل الغرب واسرائيل وجميعها باءت بالفشل الذريع والوثائق السرية الغربية تحديدا والتي افرج عنها من سراديبها وسمح بتداول ما تحويه من أسرار ومعلومات تفصح وتفضح عشرات القصص والمفاجآت في هذا الصدد. * ان سياسة الترهيب والترغيب التي مارسها الغرب في تعامله مع عبدالناصر ظلت منذ بزوغ نجمه بالثورة حتي أفوله بالوفاة واذكر في هذا الشأن بينما كان جثمان عبدالناصر مسجي في فراشه كانت قطع الأسطول السادس الأمريكي تجري - قبلها بأيام - مناورات ضخمة وسط الأمواج الهادرة في خضم البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل المصرية وفجأة صدرت الأوامر من الرئيس الأمريكي - آنذاك - ريتشارد نيكسون إلي قائد الأسطول بأن يوقف تماما المناورات التي لم يكن برنامج فعالياتها قد انتهي بعد وعندما سئل نيكسون: لماذا هذا الأمر المفاجيء؟ اجاب بصراحة: كانت المناورات رسالة قوية إلي شخص بذاته.. وها هو قد مات.